ارتفعت حصيلة الضحايا بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت منذ الثلاثاء على منطقة ريسيفي عاصمة ولاية بيرنامبوكو الواقعة في شمال شرقي البرازيل إلى 57 قتيلاً على الأقل، و56 مفقوداً، وفق آخر تحديث للسلطات الرسمية، الأحد 29 مايو (أيار).
وقال جهاز الدفاع المدني الاتحادي المسؤول عن إدارة الطوارئ على "تويتر" إنه حتى بعد ظهر يوم الأحد، لقي 56 شخصاً حتفهم في ولاية بيرنامبوكو بشمال شرق البلاد وتوفي شخص آخر في ولاية ألاغواس المجاورة. وفقد 56 شخصاً فى بيرنامبوكو.
وكان بيان للدفاع المدني أكد بعد ظهر السبت أنه تم منذ الأربعاء تسجيل 34 وفاة في الولاية وأكثر من 1300 نازح أو مشرد بسبب الأمطار.
ومع توقف الأمطار، استأنف نحو 1200 رجل صباح الأحد، البحث عن المفقودين والمحاصرين، بمروحيات وقوارب.
وتسببت العاصفة بانزلاقات أتربة على سفوح التلال، وفيضان أنهار، وسيول كبيرة من الوحل جرفت كل شيء في طريقها.
وأظهرت لقطات نشرتها السلطات المحلية الأحد، رجال إنقاذ ومتطوعين يرفعون الأنقاض في منطقة جارديم مونتيفردي الواقعة عند الحدود بين ريسيفي وبلدية جابواتاو دوس غوارارابيس.
وفي هذه المنطقة، سجلت الحصيلة الأكبر للضحايا صباح السبت، حين لقي 19 شخصاً مصرعهم من جراء انزلاقات أتربة كبرى.
وقضى ستة أشخاص في انزلاق تربة آخر وقع ضمن نطاق بلدية كاماراغيبي، وشخصان في ريسيفي وآخر في جابواتاو دوس غوارارابيس، إضافة الى خمسة في وقت سابق من الأسبوع، بحسب الدفاع المدني.
وتسببت الأمطار الغزيرة في نزوح نحو ألف شخص بسبب الفيضانات والانزلاقات الأرضية.
الأمطار الغزيرة مستمرة
وقال وزير التنمية الإقليمية دانييل فيريرا الذي حلّق فوق منطقة الكارثة مع مسؤولين برازيليين آخرين، "على الرغم من توقف هطول الأمطار الآن، إلا أننا نتوقع هطول أمطار غزيرة في الأيام القليلة المقبلة. لذا فإن أول ما يجب فعله هو الحفاظ على تدابير الحماية الذاتية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو صباح الأحد، إنه سيتوجه إلى ريسيفي الاثنين لمتابعة "المأساة".
وأعرب بولسونارو على "تويتر" عن "حزنه وتضامنه مع ضحايا هذه الكارثة المحزنة"، قائلاً إن حكومته ستبذل قصارى جهدها "للتخفيف من المعاناة".
وأضاف أنه يجري نشر فرق من القوات المسلحة ووزارة الدفاع "للمساعدة في عمليات الإغاثة وتقديم المساعدات اللازمة للأسر المتضررة".
وأظهرت تسجيلات فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي مساحات شاسعة غمرتها مياه الفيضانات ضمن نطاق بلديات عدة ومنازل منهارة وانزلاقات أتربة.
"الموجات الشرقية"
ووفقاً للمتخصصة في الأرصاد الجوية، استاييل سياس، من وكالة "ميتسول"، فإن الأمطار الغزيرة التي تضرب بيرنامبوكو وبدرجة أقل أربع ولايات أخرى في الشمال الشرقي ناجمة عن ظاهرة موسمية تسمى "الموجات الشرقية".
وأوضحت سياس أن هذه الموجات هي مناطق "اضطراب جوي" تنتقل من القارة الأفريقية إلى المنطقة الساحلية الشمالية الشرقية للبرازيل.
وقالت، "في مناطق أخرى من المحيط الأطلسي يتسبب عدم الاستقرار هذا بتشكل الأعاصير، لكنه في شمال شرقي البرازيل يحمل إمكان التسبب بأمطار غزيرة وحتى عواصف رعدية".
وهذه رابع مرة تشهد فيها البرازيل فيضانات ضخمة خلال خمسة أشهر، مما يؤكد الافتقار للتخطيط العمراني في الأحياء الفقيرة في معظم أنحاء البلاد، حيث يتم في الغالب بناء مناطق عشوائية على سفوح التلال المعرضة للانهيار.
يأتي هذا الدمار أيضاً في الوقت الذي يتساءل فيه العلماء عما إذا كانت دورات الأمطار غير الطبيعية التي تشهدها أكبر دولة في أميركا اللاتينية، ناجمة عن آثار تغير المناخ.
"الإنذار الأحمر"
وأبقى المعهد الوطني للأرصاد الجوية "انميت" على حالة "الإنذار الأحمر" حتى الأحد في بيرنامبوكو، وهو أعلى مستوى تحذيري من الفيضانات والانزلاقات الأرضية.
وبحسب مكتب الحاكم، بلغت بين ليل الجمعة وصباح السبت، كميات الأمطار في أنحاء من عاصمة ولاية بيرنامبوكو 236 ملم، أي أكثر من 70 في المئة من الكميات المتوقع هطولها خلال مايو (أيار) في المدينة.
وحذرت وكالة المياه والمناخ في بيرنامبوكو من أن الوضع قد يتفاقم لأن هطول الأمطار سيستمر في الولاية خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وذكّرت الصور التي انتشرت خلال عطلة نهاية الأسبوع بالمأساة التي وقعت في فبراير (شباط) في بتروبوليس في ريو دي جانيرو جنوب شرقي البلاد، حيث قُتل 233 شخصاً بسبب الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة.