تعهد البنك المركزي الأوروبي بتسريع العمل على "أداة جديدة لمكافحة التجزئة" لمعالجة ارتفاع تكاليف الاقتراض في اقتصادات منطقة اليورو الأضعف، بعد اجتماع طارئ لواضعي أسعار الفائدة، اليوم الأربعاء.
وقال البنك المركزي، في بيان بعد اجتماعه "لقد ترك الوباء نقاط ضعف دائمة في اقتصاد منطقة اليورو والتي تسهم بالفعل في الانتقال غير المتكافئ لتطبيع سياستنا النقدية عبر الولايات القضائية".
وتخلت السندات الإيطالية عن جزء من مكاسبها السابقة بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي، مما دفع العوائد إلى الأعلى. كما ارتفع العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات إلى 3.92 في المئة، مرتفعاً من أدنى مستوى سابق له عند 3.76 في المئة، لكنه لا يزال أقل من مستوى إغلاق الثلاثاء البالغ 4.18 في المئة.
وانخفض اليورو قليلاً، لكنه ظل مرتفعاً بنسبة 0.2 في المئة خلال اليوم عند 1.043 دولار مقابل الدولار الأميركي. ويأتي الاجتماع قبل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الأربعاء، حيث تتوقع السوق أن يرفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 0.75 نقطة مئوية.
درء أزمة ديون أخرى في المنطقة
وقال البنك المركزي أيضاً، إنه "سيطبق المرونة" في طريقة استثمار عائدات السندات بمحفظة الأصول البالغة 1.7 تريليون يورو (1.77 تريليون دولار) التي تم شراؤها لمواجهة تأثير جائحة فيروس كورونا. وقدر المحللون أن البنك يمكنه حشد 200 مليار يورو (208.4 مليار دولار) من القوة الإضافية لشراء سندات الحكومات الضعيفة من خلال عمليات إعادة الاستثمار هذه.
وقالت سيلفيا ميرلر، من "ألجيبراز إنفستمنت" لـ"فايننشال تايمز"، إن الإعلان "يكسب الوقت" للبنك المركزي الأوروبي، مضيفة أنه "ربما كان أفضل ما يمكن للمرء أن يتوقعه من الاجتماع الطارئ اليوم، لكنه لم يخرجهم من الزاوية بعد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يأتي الاجتماع، بعد أقل من أسبوع من التصويت الأخير لمجلس الإدارة لتحديد سعر الفائدة، في حين أثارت توقعات المستثمرين بأن البنك المركزي يستعد للإعلان عن أداة سياسية لدرء أزمة ديون أخرى في المنطقة.
وارتفعت أسعار سندات الحكومة الإيطالية في أعقاب أنباء الاجتماع، عاكسة بعض عمليات البيع المكثفة الأخيرة التي قال محللون إنها أدت بتكاليف الاقتراض في البلاد نحو "منطقة الخطر".
المستثمرون والتجزئة المالية
وكان البنك المركزي في منطقة اليورو قد خيب آمال المستثمرين، الخميس الماضي، بسبب الافتقار إلى التفاصيل حول متى وكيف سيتدخل في أسواق السندات الحكومية لمعالجة ما يسمى التجزئة المالية، والتي رفعت تكاليف الاقتراض بالنسبة لدول جنوب أوروبا الضعيفة أكثر من جيرانها الشماليين.
واتسعت الفجوة، أو الفارق، بين تكاليف الاقتراض الإيطالية والألمانية إلى 2.4 نقطة مئوية، أي ضعف مستوى العام الماضي، وبارتفاع نحو نقطتين مئويتين قبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي، عندما أشار واضعو سعر الفائدة إلى نهاية السياسة النقدية المتساهلة للغاية.
من جهتها، أشارت عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، في خطاب ألقته، مساء الثلاثاء، إلى أن البنك المركزي يقترب من النقطة التي سيتدخل فيها بأسواق السندات، قائلة: "شهد بعض المقترضين تغييرات أكبر بكثير في ظروف التمويل أكثر من غيرهم منذ بداية العام". وأضافت: "مثل هذه التغييرات في شروط التمويل قد تشكل ضعفاً في انتقال السياسة النقدية التي تتطلب مراقبة دقيقة".
وقالت شنابل، أحد أكثر الأصوات نفوذاً في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إن التزام البنك باليورو ليس له حدود. وأضافت، "إن سجلنا حافل بالتدخل عند الحاجة لدعم هذا الالتزام".
وكانت آخر مرة دعا فيها البنك المركزي الأوروبي إلى اجتماع غير مجدول لمجلس الإدارة في بداية الوباء في مارس (آذار) 2020، عندما أطلق مخططاً واسعاً لشراء السندات لمواجهة عمليات البيع المكثفة في ديون دول منطقة اليورو الأكثر ضعفاً مثل إيطاليا.
وتخطط كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لمواصلة رحلتها إلى المملكة المتحدة، مساء الأربعاء، لتلقي شهادة فخرية من كلية لندن للاقتصاد، حيث من المقرر أن تتحدث في إحدى الفعاليات.