يحذر نواب محافظون من أن هزيمة مزدوجة في الانتخابات هذا الأسبوع ستزيد الضغوط على زعامة بوريس جونسون في حين يحاول رئيس الوزراء المحاصر الابتعاد من فضيحة "بارتي غيت".
ويقول متمردون إن السيد جونسون الذي واجه انتقاداً عندما استقال مستشاره للأخلاقيات الأربعاء، سيعاني "فقدان للسلطة" إذا خسر المحافظون تيفرتون أند هونيتون، ما سيشكل واحدة من كبرى الأغلبيات المقلوبة على الإطلاق في انتخابات باكرة.
وقال نواب من مختلف أجنحة الحزب لـ "اندبندنت" أنهم يتوقعون في شكل خاص "هزيمة كبيرة" الخميس في مقعد وايكفيلد بيوركشاير، معقل حزب العمال سابقاً الذي يأمل [زعيمه] السير كير ستارمر باستعادته.
وأبلغ نائب محافظ بارز "اندبندنت" مشيراً إلى "الأغلبية الضخمة" في شأن مقعد ديفون، "ستكون خسارته بنقطة واحدة كارثة، وسيكون حجم الهزيمة [في وايكفيلد] هو الذي سينبئنا بالكثير حقاً".
ووافقه الرأي نائب محافظ آخر قائلاً: "إن حجم النتائج مهم. إذا خسرنا في وايكفيلد بأصوات كثيرة ومقعد تيفرتون ببضعة آلاف من الأصوات، سيغضب الناس علينا".
وبتأمل أوضاع السيد جونسون قال أحد المحافظين الذي يمثل دائرة انتخابية موالية تاريخياً لحزب العمل لـ "اندبندنت"، "من شأن خسارة الانتخابات الفرعية أن تزيد الضغوط، وسيحدث فقدان للسلطة.
"إذا خسرنا وايكفيلد فسيشكل ذلك نكسة حقيقية للنواب الذين كانوا يدعمونه ويأملون بالاحتفاظ بالدعم في الدوائر الانتخابية الموالية تاريخياً لحزب العمل".
وعلى الرغم من التفاؤل، حذر حزب السير إد دافي [الحزب الديمقراطي الليبرالي] من أن نجاحه في تيفرتون أند هونيتون من شأنه أن يمثل "الأغلبية الكبرى على الإطلاق التي انقلبت" في انتخابات فرعية، متجاوزاً رقماً قياسياً سابقاً سُجل في ليفربول وايفرتري عام 1935، لكن منافسات أخرى سجلت تحولات أكبر، غير أن المحافظين متشائمون، إذ قال أحد كبار النواب إن وايكفيلد "ضاعت وضاعت وضاعت"، وإن معظم النواب كانوا يتوقعون نصراً للديمقراطيين الليبراليين في الجنوب الغربي.
"انظروا إلى نورث شروبشير، إنها فرصة أخرى لكي يرسل الناس رسالة إلى مقر رئاسة الوزراء مفادها بأنهم ليسوا سعداء"، وفق النائب.
وتوقع نائب محافظ أن التصويت الأخير على الثقة في رئيس الوزراء لو جرى بعد خسارتين انتخابيتين، "ومن المرجح كثيراً أنه كان سينقلب في الاتجاه الآخر".
لكن مع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع بعد أسبوعين فقط من نجاة رئيس الوزراء من التصويت على الثقة بهامش ضيق، يجمع نواب الحزب على أنه سيبقى في مقر رئاسة الوزراء طوال الصيف على ما يبدو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبموجب القواعد الحالية، لا يمكن للسيد جونسون أن يواجه تحدياً من النواب لمدة 11 شهراً أخرى، مما دفع أحد كبار النواب إلى الإشارة إلى أن اللجنة 1922 التابعة للمحافظين [المشرفة على أداء الحزب] ستخضع إلى ضغوط شديدة لحملها على تغيير القواعد في أعقاب أي هزيمة انتخابية فرعية.
وقال العديد من النواب لـ "اندبندنت" إن اللحظة الأشد خطورة للسيد جونسون قد تحل حين تنشر لجنة الامتيازات تقريرها حول ما إذا كان قد تعمد تضليل البرلمان في شأن فضيحة "بارتي غيت"، والتقرير من المتوقع أن يصدر أواخر الخريف.
وأثار رئيس الوزراء غضباً الأسبوع الماضي في البرلمان بسبب خطط لإلغاء منصب مستشار الأخلاقيات في مقر رئاسة الوزراء بعدما استقال كريستوفر جيدت احتجاجاً على الطلب منه تأييد المخالفة المتعمدة للقواعد من قبل رئيس الوزراء.
وقال اللورد جيدت، المستشار الثاني الذي يستقيل في أقل من سنتين أثناء رئاسة السيد جونسون للوزراء، إنه وُضع في موقف "مستحيل وبغيض" عندما طُلب منه تقديم المشورة في شأن خطة للحفاظ على الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب الصيني على نحو قد ينتهك التزامات المملكة المتحدة بقواعد منظمة التجارة العالمية.
وأشار أحد كبار النواب إلى أن اللجنة 1922 لن تغير نظامها الداخلي للسماح بإجراء اقتراع آخر لحجب الثقة هذا العام، أياً كانت نتائج الانتخابات الفرعية، لكنه أضاف "أعتقد بأنه [السيد جونسون] سيكون أكثر عرضة إلى الخطر إذا قررت لجنة الامتيازات أنه ضلل المجلس عن علم، وفي هذه الحال يتعين عليه أن يرحل".
وقال نائب ثان: "إذا وجد التحقيق في الامتيازات ما يدينه، فإن هذه اللحظة خطرة، وسيكون من الصعب عليه أن يقود أغلبية من النواب، وقد يُرسل إلى السير غراهام برادي [رئيس اللجنة 1922] تفويض [لتغيير القواعد]".
وأضاف ثالث: "أعتقد بأن العديد من الأشخاص الذين دعموه [السيد جونسون] على مضض خلال المرة الأخيرة سيعانون في دعمه إذا وجدت لجنة الامتيازات ما يدينه".
وفي حديث مع "اندبندنت" قبيل الانتخابات الفرعية التي تجري الخميس، اقترح خبير استطلاعات الرأي السير جون كورتيس أن وايكفيلد تمثل "عطباً" للمحافظين الذين فازوا بالمقعد في انتخابات عام 2019 بأغلبية 3358 صوتاً، ووجد استطلاع حديث أجرته "جاي إل بارتنرز" أن حزب العمال في الدائرة الانتخابية متقدم بـ 20 نقطة، وأن حزب المحافظين يحل وراءه.
وقال إن "من الصعب للغاية على أي حكومة أن تدافع عن المقعد، وليس من المهم أن المقعد في دائرة انتخابية موالية تاريخياً لحزب العمل أو لحزب المحافظين أو لأي حزب آخر، فالمطلوب هو تحول بنسبة 3.5 في المئة". وأضاف، "يجب أن يكون من غير المتصور أن يكون مصير الحكومة معلقاً على النتيجة".
وقال السير جون إن الانتخابات الفرعية التي ستجري في تيفرتون أند هونيتون "أكثر صعوبة على التقويم" وتبرز الـ 20 نقطة على الأقل التي على الديمقراطيين الليبراليين أن ينتزعوها من أغلبية المحافظين البالغة 24239 صوتاً عام 2019".
وأضاف: "لكن بالطبع هذا هو ما حدث في نورث شروبشير. سيعطيكم الأمر فكرة عن مدى السخط في أرض المحافظين الصلبة إلى حد كبير".
وقال مصدر في حزب الديمقراطيين الليبراليين إن الفوز بالمقعد الخميس "أمر ممكن"، لكنه حذر قائلاً: "هذه أغلبية كبيرة جداً. إذا قلبنا هذه الأغلبية ستكون الأغلبية الكبرى على الإطلاق التي انقلبت في تاريخ العمل السياسي البريطاني.
وأضاف: "نراهن بكل شيء على ذلك. ما يحدث بوضوح شديد هو شعور بالإهمال، ومشابه إلى حد كبير لتشيشام أند أميرشام، ويشبه نورث شروبشير إلى حد كبير".
© The Independent