Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تسرب الغاز السام في العقبة: 13 قتيلا والخصاونة "الوضع تحت السيطرة"

مركز الأزمات الحكومي: الأجهزة المعنية تعاملت مع الواقعة وعزلت المنطقة المتأثرة

أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن "الوضع في العقبة بات تحت السيطرة" بعد تسرّب غاز سام من حاوية سقطت من باخرة في الميناء، بينما ارتفعت حصيلة القتلى جراء الحادثة إلى 13 شخصاً، وأضاف الخصاونة الموجود في مدينة العقبة الساحلية (328 كيلومتراً جنوب عمان) برفقة وزيري الداخلية والصحة في تصريحات لقناة "المملكة" الرسمية، "على الرغم من أن الأوضاع تحت السيطرة إلا أننا قررنا أن تبقى مسافة معزولة في مكان الحادثة بقطر أربعة كيلومترات لساعات إضافية"، مشيراً إلى أن "تقديرات الخبراء تفيد بأنه لا يوجد خطر لانتقال الغاز إلى المناطق السكنيّة"، وتابع، "كلَّفت وزير الداخلية ليرأس فريقاً للتّحقيق يضم كل جهات الاختصاص للوقوف على ما جرى بدقة في هذا الحادث المؤسف، وضمان توفير أقصى درجات السلامة العامة لأبنائنا العاملين في الموانئ وتكريس إجراءات السلامة في التعامل مع المواد الخطرة".

من جهته، أكد وزير الداخلية مازن الفراية أن "العمل سيستأنف بموانئ العقبة كافة اعتباراً من صباح اليوم الثلاثاء 28 يونيو (حزيران)، باستثناء رصيف رقم 4، وذلك لإتاحة المجال للتأكد من سلامته بشكل نهائي".

غاز سام

وسقط عشرات الضحايا جراء تسرب غاز سام إثر سقوط حاوية تحوي مواد شديدة السمية من باخرة في ميناء العقبة في جنوب الأردن الاثنين 27 يونيو.

وقال مركز الأزمات الحكومي في بيان، "في تمام الساعة الخامسة والربع عصر اليوم الاثنين حدث تسرب غاز الكلورين في ميناء العقبة جراء سقوط وانفجار صهريج يحتوي على هذه المادة، وتسببت الحادثة بوفاة 12 شخصاً وإصابة 260 منهم أردنيون وأجانب"، مشيراً إلى أن "123 شخصاً منهم ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات".

وأفاد مصدر أمني بأن ثمانية من الوفيات أردنيون، أما الأربعة الباقون فهم من جنسيات أخرى، من دون أن يحددها.

وأضاف مركز الأزمات أن "الأجهزة المعنية تعاملت مع حادثة التسرب وعزلت المنطقة المتأثرة من خلال فرض طوق بمسافة 500 متر، وإخلاء الشاطئ الجنوبي من الموجودين".

وأوضح أنه "تم فتح المستشفى الميداني وإسعاف الحالات المتأثرة، وجرى إرسال أربع طائرات إجلاء من قبل القوات المسلحة، لتكون على أهبة الاستعداد لإجلاء أية إصابات خطيرة".

وأشار إلى أن "الجهات المعنية تعمل حالياً على تطهير مكان الحادثة من آثار التسرب، تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها".

 

إصابات بين أفراد الأمن

من جانبه، جاء في بيان صادر من مديرية الأمن العام "سُجلت 45 إصابة بين مرتبات الأمن العام من الشرطة والدرك والدفاع المدني، الذين تعاملوا مع الحادثة في لحظاتها الأولى وتلقوا العلاج اللازم وغادروا المستشفى، فيما أدخل خمسة مصابين ما زالوا قيد العلاج وحالتهم العامة متوسطة".

وأوضح أن "2500 ضابط وفرد و240 آلية متخصصة تابعة للأمن العام والدفاع المدني، تعاملت مع الحدث وقامت بنقل المصابين، بينما عمل فريق التعامل مع المواد الخطرة في الدفاع المدني على تطهير الموقع، فضلاً عن مشاركة فرق الإنقاذ المائي والغطاسين في عمليات البحث والإنقاذ".

وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي في بيان إنه "أثناء الأعمال اليومية في ميناء العقبة اليوم الاثنين، وقعت حادثة سقوط لصهريج معبأ بمادة غازية سامة أثناء نقله، ما أدى إلى تسرب الغاز في الموقع". وأضاف أن "المتخصصين وفريق المواد الخطرة في الدفاع المدني يتعاملون إلى الآن مع الحادثة".

وكان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام فيصل الشبول، وهو أيضاً المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية أفاد وكالة الصحافة الفرنسية عن حصيلة سابقة بلغت عشر وفيات وأكثر من 200 إصابة.

 

وبثت قناة "المملكة" الرسمية مقطع فيديو يُظهر لحظة سقوط حاوية بيضاء قالت وسائل إعلام محلية إنها تحوي 30 طناً من الغاز السام، أثناء حملها برافعة لوضعها داخل باخرة ترسو في الميناء.

كما أظهرت اللقطات اصطفاف عدد من الشاحنات وهي تحمل صهاريج مماثلة في طابور طويل عند المرفأ لحظة سقوط الحاوية ووقوع الانفجار، ما أدى إلى تسرب مادة غازية صفراء اللون امتدت في الجو لعشرات الأمتار.

وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام محلية أردنية عناصر من الأمن والدفاع المدني وكوادر طبية وهم يرتدون أقنعة في الميناء بالإضافة إلى سيارات الإسعاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت قناة "المملكة" الرسمية عن المدير العام السابق لشركة تشغيل الموانئ محمد المبيضين، قوله إن "المعلومات المتوافرة لديَّ تشير إلى وجود باخرة على الرصيف رقم 2 في الميناء الجديد كانت تريد تحميل ما يقارب 20 صهريجاً من مادة الغاز المسال وهذا الغاز فيه نسبة كلور عالية جداً".

وأوضح أن "هذا الغاز يعد من الغازات الثقيلة وليس من السهل أن تتحرّك غيمته الغازية مثل الغازات الأخرى لكونه غازاً ثقيلاً يتركز بالمنطقة ويتأثر باتجاه الريح".

 

وصرّح نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الحاج حسن لقناة "المملكة" أن "حبلاً حديدياً يحمل حاوية تحوي مادة سامة انقطع، ما أدى إلى وقوع المادة السامة وتسربها".

وتم نقل المصابين إلى مستشفيين حكوميين ومستشفى خاص ورابع ميداني. كما وصلت طائرتان إلى العقبة لإجلاء بعض المصابين، وكذلك انطلقت أربع طائرات إخلاء طبي من مطار ماركا العسكري في عمان باتجاه العقبة.

من جهته، قال مدير صحة العقبة جمال عبيدات إن "المستشفيات في العقبة ممتلئة، ولا يمكنها استقبال الحالات"، مشيراً إلى أن "حالة المصابين الموجودين في المستشفيات بين المتوسطة والحرجة".

دعوة للبقاء في المنازل

ودعا سكان العقبة "للبقاء في بيوتهم وإغلاق الشبابيك من باب الاحتياط"، مضيفاً "المادة الموجودة في الجو حرجة جداً".

وتوجه رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ووزير داخليته مازن الفراية إلى العقبة للوقوف على تداعيات الحادثة، بحسب قناة "المملكة".

وبحسب الشبول فإن "الحكومة شكلت فريقاً برئاسة وزير الداخلية للتحقيق بالحادثة لاتخاذ الإجراءات اللازمة"، مناشداً المواطنين عدم الاقتراب من مكان الحادثة. وأعلن إرسال تعزيزات طبية إلى العقبة تشمل أسرّة وغير ذلك.

سلامة مخزونات الحبوب

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مدير عام الشركة العامة الأردنية للصوامع والتموين عماد الطراونة قوله إن مخزونات الحبوب في ميناء العقبة سليمة.

وأضاف الطراونة أن عمليات التفريغ والتوزيع والتشويل متوقفة الاثنين والثلاثاء احترازياً. كما أكد الطراونة توافر مخزون كافٍ من القمح.

إسرائيل تعرض المساعدة

وفي القدس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان إن "أجهزة الأمن الإسرائيلية على أتم الاستعداد لتقديم كل المساعدات المطلوبة وقد أبلغنا أصدقاءنا من الطرف الأردني". وأضاف "أقدم أحر التعازي للمملكة الأردنية بأسرها (...) قلوبنا معكم في مصابكم"، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية في القدس إن "إسرائيل نقلت تعازيها إلى الأردن وعرضت المساعدة".

فيما قالت متحدثة باسم وزارة حماية البيئة الإسرائيلية إن الحادثة "تبدو محلية"، أي إنه لن تؤثر في بيئة إسرائيل، حيث تشير الرياح الشمالية التي تهب الآن إلى أن الغاز لن يؤثر في سكان إيلات (المجاورة التي تبعد نحو سبعة كيلومترات من العقبة) والمنطقة.

ومن جهته، قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعازيه للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في ضحايا الحادثة، مؤكداً "وقوف دولة فلسطين، قيادة وحكومة وشعباً، إلى جانب الأردن الشقيق في هذا المصاب الجلل".

ومدينة العقبة هي الميناء البحري الوحيد في المملكة، وتمر عبره معظم واردات الأردن وصادراته، ويُعد أحد الموانئ الرئيسة في منطقة البحر الأحمر ومن المواقع السياحية المهمة في البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات