أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنتوني ألبانيزي، الجمعة الأول من يوليو (تموز)، عزمهما على "إعادة بناء الثقة" بين بلديهما بعد أن تدهورت بشكل خطير إثر فسخ كانبيرا عقداً ضخماً لشراء غواصات فرنسية.
وصرح ماكرون بعد استقباله ألبانيزي في باحة قصر الإليزيه في باريس، "سنتطرق إلى المستقبل، ليس إلى الماضي". واعتبر أن رئيس الوزراء الذي وصل إلى السلطة في مايو (أيار) بعد فوز العماليين في الانتخابات التشريعية، "ليس مسؤولاً عما حصل".
والعلاقات بين البلدين في أدنى مستوياتها منذ إلغاء كانبيرا في الخريف عقداً ضخماً بقيمة 56 مليار يورو (58.28 مليار دولار) لشراء 12 غواصة فرنسية، لقاء شراء غواصات تعمل بالدفع النووي في إطار الإعلان عن اتفاق "أوكوس" بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا.
واتهم ماكرون حينها رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بـ"الخداع"، وتم استدعاء السفيرين الفرنسيين في كانبيرا وواشنطن إلى باريس، في إجراء غير مسبوق.
وسمحت هزيمة موريسون في الانتخابات في مايو، بالشروع في طي الصفحة بين البلدين، لا سيما أن ألبانيزي ضاعف الإشارات الإيجابية حيال باريس.
فرنسا لاعب أساسي
وبعد لقاء أول هذا الأسبوع في إطار قمة الحلف الأطلسي في مدريد، أعلن رئيس الوزراء الأسترلي أن زيارته إلى باريس تمثل "انطلاقة جديدة في العلاقات" الثنائية، مشدداً على "أهمية الثقة والاحترام والنزاهة".
ماكرون أعرب من جانبه عن رغبة مشتركة في "إعادة بناء علاقة ثقة بين بلدينا، علاقة تقوم على الاحترام المتبادل بعد مرحلة صعبة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسادت أجواء ارتياح قصر الإليزيه، حيث كان ماكرون برفقة زوجته بريجيت لاستقبال ألبانيزي ورفيقته جودي هايدون.
وشدد ألبانيزي لدى وصوله على أن فرنسا "ليست قوة أوروبية كبرى فحسب، بل كذلك قوة في منطقة المحيطين الهندي والهادي وقوة عالمية".
وأضاف أن "التزامها في المحيطين الهندي والهادي سيكون أساسياً لمواجهة التحديات المطروحة على منطقتنا"، مشيراً إلى أن بوسع البلدين التعاون، خصوصاً في المجال الأمني.
"علاقة دفاعية جديدة"
وهذا الخطاب منسجم مع سياسة ماكرون الذي يشدد منذ عام 2017 على أهمية أن تطور فرنسا "استراتيجية في المحيطين الهندي والهادي".
وقال ماكرون، الخميس، "إننا لاعبون" في هذه المنطقة الشاسعة حيث "لدينا مليون مواطن" يعيشون هناك، و"أكثر من ثمانية آلاف عسكري منتشرين فيها"، ذاكراً كاليدونيا الجديدة وبولينيزيا وجزيرة ريونيون وجزيرة مايوت.
كما أعرب عن رغبته في أن يتم "احترام حرية سيادتنا في كل مكان"، في إشارة إلى طموحات الصين التي أبرمت "اتفاقاً أمنياً إطارياً" مع جزر سليمان أعلن عنه في أبريل (نيسان).
وأوضح ماكرون وألبانيزي في بيان مشترك في ختام لقائهما، أن "فرنسا وأستراليا ستقيمان علاقة دفاعية جديدة" تقوم خصوصاً على "التزام عملاني وتبادل المعلومات الاستخباراتية... ولا سيما في شأن المراقبة البحرية"، فضلاً عن زيادة التعاون "في الصناعات الدفاعية".
ووافقت كانبيرا أخيراً على دفع 555 مليون يورو (577.56 مليون دولار) لشركة صناعة الغواصات الفرنسية "نافال غروب" تعويضاً عن إلغاء صفقة الغواصات.
وتشمل مجالات التعاون الأخرى التي سيتم تطويرها بين البلدين، مكافحة تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي والتعليم.