يرى نحو أربعة من كل خمسة بريطانيين (79 في المائة) أن البلد "على الطريق الخطأ" حسب نتائج استبيان عالمي حديث.
فقد بلغت درجة التشاؤم حيال مستقبل البلد قد وصلت أوجها منذ الشروع هذه الدراسة الميدانية الشهرية عام 2011، في حين غاضت المشاعر الإيجابية بنسبة 14 في المائة منذ يناير (كانون الثاني) عام 2018.
فقط 21 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الذي أجراه مركز "إيبوس موري" تحت عنوان "ماذا يُقلِق العالم؟" قالوا إن بريطانيا العظمى تسير في الاتجاه الصحيح، أي دون 35 في المائة بداية العام الماضي.
وقال كيران بيدلي، مدير البحوث الاستطلاعية في "إيبوس موري"، إن غياب الاستقرار السياسي في الوقت الحاضر وانعدام اليقين جراء ’بريكست‘ ربما كانا "عاملين بارزين ساهما " في هذا المزاج السلبي.
فقد كانت بريطانيا ثالث أشد البلدان تشاؤما من بين الـ 28 بلدا المُستطلعة– وراء فرنسا وجنوب أفريقيا- بدرجات تفاؤل تناهز نصف المعدل العالمي الذي يبلغ 42 في المائة.
كذلك، كان البريطانيون أشد الشعوب قلقا من استفحال التطرف، بـ22 في المائة من المستطلَعين جعلوه أحد ثلاثة أشد المنغصات.
أما القلق من التغير المناخي فقد احتل أعلى مستوياته- بزيادة 8 نقاط عن الشهر الماضي، إذ اعتبره 25 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع واحدا من بين الأمور الثلاثة الأكثر إقلاقا بالنسبة إليهم، فبريطانيا تحتل الموقع الرابع من حيث القلق من الاحتباس الحراري، وراء كندا والصين وألمانيا.
وكانت القضايا التي تكررت كثيرا بين أعلى ثلاثة مصادر للقلق بالنسبة إلى البريطانيين هي الجريمة والعنف (35 في المائة)، والعناية الصحية (35 في المائة)، والفقر وانعدام المساواة الاجتماعية (30 في المائة)، ثم يأتي التغير المناخي (25 في المائة) والإرهاب (24 في المائة).
في المقابل، كانت هناك أغلبية (58 في المائة) بين أولئك المستطلَعين في كل الـ 28 بلدا، تشعر بأن بلدانها تسير على الطريق الخطأ، مقابل 42 في المائة ترى أنها تسير في الاتجاه الصحيح – بزيادة نقطتين في درجة التفاؤل على المستوى العالمي.
وفي هذا الصدد، قال بيدلي إن "مستويات التشاؤم على مستوى قومي في بريطانيا، عالية جدا مقارنة ببلدان أخرى، إذ بلغ التشاؤم أعلى مستوياته في بريطانيا في منتصف عام 2019، مقارنة بكل نتائج الاستطلاعات الشهرية التي بدأت منذ مايو(أيار) 2011.
وأوضح بيدلي قائلا: "من المرجح أن يكون الاضطراب السياسي الحالي ومأزق بريكست عاملين مهمين ساهما في خلق المزاج السلبي لكن بياناتنا تُظهر أن هناك عوامل أخرى تلعب دورا في تكوين هذا المزاج المتشائم".
وأضاف مدير الدراسات الاستطلاعية في مركز "إيبوس موري" أن "الأمور المتعلقة بالجريمة والعناية الصحية والفقر تستمر في إقلاق البريطانيين لكن من الملاحظ أيضا أن القلق من التغير المناخي حقق رقما قياسيا. وهذا الاتجاه بشكل خاص مدعوم ببحث آخر قامت به "إيبوس موري"، وهو يعكس التركيز المتزايد على قضايا تتعلق بالبيئة في وسائل الإعلام خلال الأشهر الماضية الأخيرة".
وعلق بيدلي مستنتجا: "إذا استمر هذا الاتجاه، فنحن نتوقع أن تلعب القضايا المتعلقة بالتغير المناخي دورا مهما في الانتخابات العامة المقبلة لبريطانيا، متى ما خيضت."
© The Independent