بداية فكرة الهواتف الذكية كانت محاولة لتقديم خدمات للمستخدمين من شأنها أن تساعدهم في إنجاز أعمالهم، إذ لم تتجاوز البداية فكرة تصفح الإنترنت والرد على البريد الإلكتروني، وأيضاً الاستماع للصوتيات، فضلاً عن إجراء المكالمات.
وكانت هذه المميزات هي أقصى ما تطمح الشركة تقديمه للمستخدمين، بخاصة أنه في تلك الفترة لم يكن هناك تقنيات كثيرة للاتصال بالإنترنت، وكانت سرعتها محدودة بشكل كبير جداً، ولكن مع تطور تقنيات الاتصال وظهور خدمات جديدة بدأت تظهر لنا مميزات أكثر طورت من تجربة الهواتف الذكية، ولكن مع هذا التطور أصبحت خصوصياتهم شبه معدومة بعد أن بات للهواتف الذكية والشركات المطورة للتطبيقات وصول غير محدود إلى معلومات كثيرة عنهم.
انتهاك ناعم
وللدلالة على هذا الانتهاك الكبير للخصوصية، يمكن الإشارة إلى تطبيقات الخرائط التي تملك معلومات لا محدودة عن أماكن تنقل المستخدمين ووجودهم، وتملك الشركات وصولاً للمعلومات من دون علم المستخدم، بل وحتى من دون إذنه، بخاصة تلك التي تقدم خدماتها بشكل مجاني.
في هذه الحالة تستفيد الشركة من مجانيتها في جمع المعلومات، فإن استخدمنا تطبيقات الخرائط مثلاً فنحن نقدم للتطبيق معلومات مفتوحة عن أماكننا المفضلة والأماكن التي نرتادها، وبعدها تبدأ الشركات في جمع المعلومات وعرض إعلانات تناسب اهتمامك أو إشارة إلى المتاجر والمطاعم التي تنتشر حول الأماكن التي ترتادها عادة.
أفكار لحماية الخصوصية
ما هو الحل إذاً لمواجهة هذا؟ مراجعة خيارات الخصوصية والاستغناء عن التطبيقات التي تتطلب الوصول لمعلومات لا حاجة لهم بها، مثال ذلك تطبيقات الألعاب، لماذا تطلب إذاً وصولاً للصور وجهات الاتصال؟ وفي ماذا يحتاج تطبيق إخباري جهات الاتصال والصور حتى يطلب الولوج إليها؟ في حال ظهور مثل هذه الطلبات لك ارفضها.
أيضاً تطبيقات الصور ومنصات التواصل تستطيع الآن تقييد وصولها إلى الصور، بل وضع حد لها، مثلاً في نظام "iOS" ميزة في خيار الخصوصية تسمح للمستخدمين بتحديد الصور التي بإمكان التطبيق الوصول لها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبفضل تقييد وصول التطبيقات لمكانك في الخريطة وجعل الوصول في حال استخدام التطبيق فقط، يمكن لك التخلص بسهولة من معظم أشكال انتهاك الخصوصية، لذلك احرص على مراجعة مثل هذه الخيارات بشكل دوري للمحافظة على خصوصيتك.
خيارات "آبل"
أيضاً بإمكانك زيادة الخصوصية عبر استخدام طرق التسجيل التي تقدمها "أبل"، إذ تسهم الميزة الجديدة بشكل كبير في زيادة الخصوصية، وأغلب المواقع لن يكون لها وصول لأي معلومة عنك حتى بريدك الإلكتروني.
وتقوم هذه الفكرة على أن تتولى "أبل" تزويد المواقع والتطبيقات ببريد إلكتروني مؤقت، وتستطيع إيقاف هذا البريد في أي وقت، وأي رسالة تصل للبريد المؤقت تتولى الشركة تحويلها لك من دون أن يكون هناك اتصال مباشر بينك وبين التطبيق، بل تتولى "أبل" مهمة العمل كوسيط بينكما وتمنع وصولهم إليك.
هذه الميزة تحميك ففي حال تسريب البيانات من أي موقع فلن يكون للمخترق وصول لمعلوماتك، إنما سيكون وصوله لمعلومات عامة ومؤقتة، ولا يكون له الوصول لبريدك الإلكتروني أو معرفة هويتك الشخصية، وتكون كل المعلومات ذات فائدة ضعيفة للمخترق.
لذلك من الضروري جداً أن يحرص المستخدمون على مراجعة خيارات الخصوصية في أجهزتهم، وإيقاف وصول التطبيقات للمواقع أو تقييد وصولها بأن تكون أثناء وقت استخدام التطبيق فقط، أيضاً راجع بشكل دوري التطبيقات التي يكون لها وصول لجهات الاتصال أو الصور، مع العلم أن تقييد وصولها لميزة المواقع يسهم في تقليل استهلاك البطارية، مما يعطي الجهاز عمراً أطول.