قالت وزارة الداخلية البريطانية، إنها لن تفتح تحقيقاً مع العداء البريطاني الأولمبي، السير مو فرح، حول ما أفصح عنه حول ملابسات قدومه إلى المملكة المتحدة بشكل غير شرعي عندما كان طفلاً.
ونقلت "بي بي سي" عن فرح قوله، إنه يشعر بالارتياح، لأن وزارة الداخلية لن تتخذ أي إجراء ضده بسبب هذه المسألة.
وكان فرح كشف، أن اسمه الحقيقي هو حسين عبدي كاهين، لكنه حصل على الجنسية البريطانية تحت اسم محمد فرح، وهو الاسم الذي أطلقه عليه الأشخاص الذين أحضروه إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني.
الحزن والارتياح
وفي مقابلة مع برنامج "توداي" على راديو "بي بي سي 4" قال فرح، "هذا يجعلني أشعر بالارتياح، هذا بلدي. لولا [مدرس التربية البدنية الخاص بي] الآن والأشخاص الذين دعموني طوال طفولتي، فربما لن أمتلك الشجاعة للقيام بذلك".
وأضاف، "هناك كثير من الأشخاص الذين أدين لهم بحياتي- وبخاصة زوجتي، التي كانت داعمة جداً طوال مسيرتي المهنية، والتي أعطتني القوة للحديث عن ذلك، وأخبروني أنه لا بأس من القيام بذلك".
وفي حوار صحافي قال فرح، "لم أكن مرتاحاً بما يكفي للتحدث عن ذلك مع عائلتي. لم أستطع التحدث عن ذلك علناً. لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً للوصول إلى هذا، لكنني سعيد لأنني صنعت هذا الفيلم الوثائقي للعرض الناس حقيقة ما حدث لي كطفل".
من جهتها قالت شرطة العاصمة البريطانية، إن الضباط المتخصصين يقومون بتقييم المعلومات المتاحة حول ما حدث للسير مو.
وقالت في بيان لها، إنها "تعتقد أن هناك ضحايا للعبودية الحديثة، بما في ذلك الأطفال، في جميع أنحاء لندن".
أما زوجة فرح تانيا، فقالت إنها عاشت "مجموعة كاملة من المشاعر" بعد أن سمعت عن خلفيته الحقيقية.
وأضافت، "كان رد فعلي الأول حزناً عليه. لقد تصورت على الفور مو البالغ من العمر تسع سنوات، وهو عاجز جداً وضعيف. وبعد ذلك شعرت بالغضب أيضاً من الأشخاص الذين فعلوا ذلك به، والذين وضعوه في ذلك الموقف".
وتابعت، إن مو "يمنح نفسه الآن الإذن أخيراً ليشعر بمشاعر الأذى والألم... ساعده هذا الفيلم الوثائقي على التعامل مع ذلك... يجب أن يكون شيئاً جيداً. إنه شكل من أشكال العلاج".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بين القانون والواقع
من الناحية القانونية، يمكن للحكومة سحب الجنسية البريطانية من شخص ما إذا تم الحصول على جنسيته عن طريق الاحتيال.
لكن مسؤولاً في وزارة الداخلية قال لـ"بي بي سي نيوز"، إنه لن يُتخذ أي إجراء في شأن جنسية السير مو، حيث يفترض أن الأطفال ليسوا متواطئين عندما يتم الحصول على جنسيتهم عن طريق الخداع.
وفي حديثه عن ضحايا الاتجار بالأطفال الآخرين، قال البطل الأولمبي لأربع مرات: "لا يوجد طفل يريد أن يكون في هذا الموقف. أنا ممتن لكل فرصة أتيحت لي في بريطانيا لاحتضان بلدي، وأنا فخور بتمثيل بلدي بالطريقة التي فعلت بها".
يذكر أن مو فرح روى قصة الاتجار بالبشر في فيلم وثائقي أنتجته "بي بي سي" و"ريد بول ستوديوز" يذاع، الأربعاء 13 يوليو (تموز).
وكشف فرح أن معلم التربية البدنية ساعده على الحصول على الجنسية البريطانية وجواز السفر حتى يتمكن السير من المنافسة في مسابقات ألعاب القوى الدولية.
أخبر فرح صناع الفيلم خلال "الوثائقي" أنه يريد أن يروي قصته لتحدي التصورات العامة عن الاتجار والعبودية.
ويقول: "لم يكن لدي أي فكرة عن وجود كثير من الأشخاص الذين يمرون بنفس الشيء الذي مررت به بالضبط. إنه يظهر فقط كم كنت محظوظاً"، "ما أنقذني حقاً، ما جعلني مختلفاً، هو أنني أستطيع الركض".