اعتبرت شاميما بيغوم أن "العالم بأسره قد انهار" من حولها في اليوم الذي علمت فيه بتجريدها من جنسيتها البريطانية.
وكانت الطالبة السابقة من شرق لندن، 20 عاماً، إحدى الصديقات الثلاث اللواتي غادرن المملكة المتّحدة قبل نحو خمسة أعوام على متن الطائرة إلى تركيا، للانضمام إلى تنظيم "داعش" في سوريا.
وجُردت بيغوم من جنسيتها البريطانية بقرارٍ من ساجد جاويد وزير الداخلية السابق بعدما عُثر عليها وهي حامل في شهرها التاسع، في أحد مخيّمات اللاجئين السوريّين العام الماضي.
وتعيش بيغوم الآن في مخيّم الروج في شمال شرق سوريا، حيث تتقاسم إحدى الخيم مع الكندية الأميركية كيمبرلي بولمان، التي كانت قد سافرت هي الأخرى إلى سوريا للانضمام إلى "داعش". وجرى تصويرها وهي ترتدي وشاحاً كستنائياً وبنطلون جينز أزرق في عطلة نهاية الأسبوع، بدلاً من برقعها الأسود المعتاد الذي يُحظر ارتداؤه في المخيّم، وذلك في إطار جهود مكافحة التطرّف.
خيمة شاميما بيغوم، التي تحتوي على تلفزيون والمجهّزة بوسيلة تدفئة، مزينة بمناسبة بعيد الحب بقلوبٍ وأضواء، وأيضاً بآية من الإنجيل عن المحبة، وباقتباساتٍ أخرى ملهمة.
وتحدّثت بيغوم للمرة الأولى منذ أن فشلت محاولتها استئناف قرار الوزير جاويد في وقت سابق من هذا الشهر، وقالت لجيمس لونغمان مراسل محطة " آ بي سي" الأميركية "عندما رُفضت جنسيتي، شعرتُ كأن العالم بأسره قد انهار أمامي مباشرة".
وأضافت "وياليتك تعرف، خصوصاً ماهي الطريقة التي أبلغتُ بها بالقرار. لم يبلغني به أي موظف حكومي بريطاني. كان يجب أن أعرف من خلال الصحافيّين". وأضافت "اعتقدتُ أنني سأكون مختلفةً بعض الشيء لأنني لم أرتكب أي خطأ قبل مجيئي إلى ’ داعش‘".
وعندما سئلت عن التعليقات السابقة التي كانت قد أدلت بها فيما يتعلّق بعدم ندمها على قرارها الانضمام إلى تنظيم "داعش"، ردّت بيغوم بأنها قالت ذلك حين كانت "خائفة على حياتي". وأضافت "كنت قد وصلتُ للتو إلى المخيم، وقد وضعتُ للتو طفلي.. وكنت أسمع كلّ هذه القصص عن نساء يهدّدن أخريات، وعن أناث يكشفن عن وجوههن أو يتحدثن إلى رجال أو يجرين مقابلات أو أي شيء من هذا القبيل."
يُذكر أن بيغوم التي وُلدت في المملكة المتّحدة وهي بريطانية من أصل بنغلادشي، كانت قد رفعت العام الماضي دعوى ضد وزارة الداخلية البريطانية أمام المحكمة العليا و"اللجنة الخاصة لعمليات الاستئناف المتعلقة بالهجرة".
لكن في السابع من فبراير (شباط)، حكمت المحكمة برئاسة إليزابيث لينغ "اللجنة الخاصة لعمليات الاستئناف المتعلقة بالهجرة"، بأن بيغوم كانت "مواطنة من بنغلادش من حيث النسب"، وهي بالتالي لن تصبح بلا جنسية بعد قرار تجريدها من جنسيتها البريطانية.
ويُشار إلى أن شاميما بيغوم قد سافرت من مطار غاتويك بجنوب لندن، وهي في الخامسة عشرة من عمرها، إلى مدينة إسطنبول التركية، مع زميلتيها في مدرسة "بيثنال غرين أكاديمي" كاديزا سلطانة، 16 عاماً، وأميرة عبّاسي، 15 عاماً، في السابع عشر من فبراير (شباط) من العام 2015.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت شارمينا بيغوم، وهي صديقة أخرى لها من أيام الدراسة، قد سافرت قبلها إلى سوريا في ديسمبر (كانون الأول) العام 2014.
وتزعم شاميما بيغوم أنها تزوّجت من هولندي اعتنق الإسلام هو ياجو ريدييك بعد عشرة أيام من وصولها إلى الرقّة في سوريا. وتقول أيضاً إن جميع صديقاتها الثلاث تزوّجن من مقاتلين أجانب في تنظيم "داعش". وكان أطفال بيغوم الثلاثة وزوجها ريدييك قد توفّوا جميعهم.
© The Independent