حذر خبراء من أن المملكة المتحدة غارقة حالياً في موجة خامسة من إصابات كورونا، مضيفين أنه في حال عدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة ستتحول مهرجانات الصيف إلى مناسبات يسودها التفشي الفائق للفيروس، بسبب تجتمع حشود كبيرة من الناس فيها.
وقد شهدت البلاد ارتفاعاً بلغ 43 في المئة في إصابات فيروس "كوفيد-19" في بداية يونيو (حزيران) الماضي، ويعزى ذلك على ما يبدو إلى أن الناس اجتمعوا معاً في احتفالات استمرت أربعة أيام طوال عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة اليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة إليزابيث على العرش.
وبعد مرور شهر ما زالت أرقام الإصابات مرتفعة، علماً أن هذه الزيادة الكبيرة والمفاجئة في الحالات مردها إلى المتحورتين المتفرعتين "بي أي. 4" (BA.4) و"بي أي.5" (BA.5) من "أوميكرون"، إحدى سلالات فيروس كورونا التي انتشرت سريعاً في مختلف أنحاء المملكة المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2021 ويناير (كانون الثاني) 2022، قبل أن تتراجع على نحو تدريجي.
وفي هذا الصدد ذكر البروفيسور تيم سبيكتور، المسؤول عن التطبيق الرقمي "زوي سمبتوم ستادي"ZOE Covid app ، إن البلاد "تمر بموجة من الإصابات في الوقت الحاضر. [نحن] نتجه نحو تسجيل ربع مليون حالة يومياً، ما يعتبر موجة فعلاً".
أضاف البروفيسور تيم سبيكتور، "لقد خففنا كل القيود، ويعتقد معظم الناس أن مشكلة ’كوفيد-19’ قد انتهت حالياً، ولذا، لا يرتدي غالبية الناس الكمامات ولا يعتريهم أي قلق في شأن إصابتهم بأعراض تشبه أعراض نزلات البرد".
وخلال السطور التالية نلقي نظرة على بعض الأعراض الأكثر شيوعاً المرتبطة بسلالة "أوميكرون" والمتحورتين المتفرعتين منها، التي يعانيها الأشخاص الذين تلقوا الجرعات التحصينية المطلوبة كافة، كذلك نتحدث عن علامتين باكرتين تنذران بأنك مصاب بـ "أوميكرون".
الأعراض الأكثر شيوعاً لدى المطعمين بالكامل
في النرويج أجرى عدد من الباحثين دراسة شملت 111 شخصاً من بين 117 ضيفاً حضروا إحدى الحفلات التي أقيمت في الـ 26 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 في خضم تفشي "أوميكرون".
ضمن المجموعة التي أجريت مقابلة معها حمل 66 شخصاً إصابة مؤكدة بـ "كوفيد- 19"، في مقابل 15 لديهم إصابة محتملة.
من بين المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 111 شخصاً، كان 89 في المئة قد تلقوا جرعتين من لقاح مصنوع بتقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" [اختصاراً "أم آر أن أي" mRNA في إشارة إلى نوع الحمض النووي الوراثي الذي تستند إليه]، ولكن أياً منهم لم يأخذ جرعة تحصينية معززة.
ووفق النتائج التي نشرتها "يوروسورفيلنس" Eurosurveillance المجلة المتخصصة بالأمراض المعدية وعلم الأوبئة، واجهت المجموعة التي تضمنت مشاركين تلقوا كامل تطعيماتهم ضد كورونا ممن حضروا الحفلة ثمانية أعراض رئيسة هي السعال المتواصل والسيلان في الأنف والتعب والتهاب الحلق والصداع وآلام العضلات وارتفاع حرارة الجسم والعطس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك وجدت الدراسة أن حالات السعال وسيلان الأنف والإرهاق كانت ضمن الأعراض الأكثر شيوعاً لدى الملقحين، في حين كان العطس والحمى أقل شيوعاً.
ويضيف بعض الخبراء في الصحة العامة الغثيان إلى قائمة الأعراض المذكورة لدى الأشخاص الملقحين الذين أصيبوا بمتحورة "أوميكرون".
صحيح أن اللقاح المضاد يحمي من الأخطار التي يطرحها الفيروس، غير أن الإصابة بـ"كوفيد-19" تبقى ممكنة حتى في حال أخذت جرعة تحصينية معززة.
ولما كانت حدة الأعراض المذكورة آنفاً تبقى معتدلة، يعجز المرضى عن معرفة ما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا فعلاً أو بزكام عادي.
وفي المقابل، يوضح البروفيسور تيم سبيكتور أن نحو 50 في المئة من إصابات "نزلات البرد الحديثة" هي عدوى "كوفيد-19" في الحقيقة.
علامتان مبكرتان تنذران بأنك مصاب بـ "أوميكرون"
يشير خبراء إلى أن ثمة عارضين بارزين، هما التعب ونوبات من الدوار/ الإغماء، يؤشران في حال ظهورهما لدى المريض إلى أنه سيحصل قريباً على نتيجة موجبة (تأكيد الإصابة) في اختبار الكشف عن الفيروس.
وفي الواقع فإن الإرهاق الذي تسببه الإصابة بمتحورة "أوميكرون" لا يكون على شكل تعب وحسب، بل يتعداه إلى ألم جسدي نتيجة التهاب العضلات أو ضعفها، والشعور بصداع وحتى تشوش النظر وفقدان الشهية.
وقد تحدثت الدكتورة أنجيليك كويتزي، وهي طبيبة في القطاع الطبي الخاص ورئيسة "الجمعية الطبية لجنوب أفريقيا"، إلى البرنامج الصباحي "غود مورنينغ بريتن"Good Morning Britain في هذا الشأن، وذكرت كويتزي أن الإرهاق شكل أحد الأعراض الرئيسة التي طرحتها متحورة "أوميكرون" حينما تفشت في جنوب أفريقيا.
وأفاد 40 في المئة من النساء أن "كوفيد-19" تركهن يصارعن التعب في مقابل الثلث في صفوف الرجال، وفق استطلاع أجراه الموقع الإلكتروني "ويب أم دي" الذي سأل مجموعة من المستخدمين عن عدد المرات التي شعروا فيها بالتعب خلال الفترة الممتدة بين الـ 23 من ديسمبر إلى الرابع من يناير الماضيين.
وتتمثل العلامة الثانية التي تنذر بإصابتك بمتحورة "أوميكرون" في الدوار أو الإغماء.
وعلى المنوال نفسه أشار تقرير ألماني صدر حديثاً إلى صلة تربط بين نوبات الإغماء و"أوميكرون"، وذلك بعدما وجد أطباء في برلين أن فيروس كورونا تسبب في حالات إغماء متكررة لدى مريض يبلغ من العمر 35 سنة استدعت حالته دخول المستشفى.
وذكرت الصحيفة الألمانية "آرزتزيتونغ" Ärztezeitung أن الأطباء يلاحظون "صلة واضحة" بين عدوى "أوميكرون" ومعاناة نوبات من الإغماء.
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 13 يوليو 2022
© The Independent