بلغت حصيلة الاشتباكات القبلية بولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان والتي استمرت مدى الأسبوع الماضي 60 قتيلا، بحسب ما أفاد الاحد وزير الصحة بالولاية.
وقال وزير الصحة في النيل الأزرق جمال ناصر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من الدمازين عاصمة الولاية "بلغ عدد القتلى حتى آخر إحصائية للجنة الطوارئ بالإقليم 60 قتيلا و163 جريحا، بينهم 13 حالة حرجة سيتم نقلها إلى الخرطوم".
وأعلنت السلطات السودانية حظر تجوال ليلاً في بلدتين في ولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، بعد اندلاع اشتباكات قبلية على مدى أيام، أدت لسقوط قتلى وجرحى.
وأكدت لجنة الأمن المحلية بولاية النيل الأزرق في بيان ليل الجمعة/ السبت أن الاشتباكات التي جرت بين قبيلتي البرتي والهوسا وقعت في مناطق قيسان والدمازين والروصيرص وبكوري وأم درفا وقنيص.
وأفاد بيان صادر عن حكومة الولاية بأن "الاشتباكات امتدت إلى بلدات عدة، منذ يوم الأربعاء 13 يوليو (تموز) الحالي، إثر مقتل مزارع، قبل أن تنفذ قوات الأمن عدداً من الاعتقالات وتسيطر على الوضع".
وأضاف البيان أنه "تم تدمير 16 متجراً وإعلان حظر تجوال ليلي في بلدتي الدمازين والروصيرص".
وتجددت، السبت 16 يوليو، الاشتباكات في منطقة الروصيرص الواقعة على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، ويربطها بالدمازين عاصمة الولاية جسر.
وقالت فاطمة حماد من سكان الروصيرص لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف، "نسمع أصوات إطلاق نار من اتجاه حي بكوري والحي الجنوبي، ونشاهد تصاعد الدخان في المنطقة".
وقال أحمد يوسف من عاصمة الولاية، "أشاهد عشرات الأسر، وخصوصاً النساء والأطفال، تعبر الجسر إلى الدمازين هرباً من القتال".
صراع قبلي
وكانت اشتباكات وقعت الجمعة 15 يوليو بين القبيلتين بمنطقة قيسان الحدودية للسودان مع إثيوبيا، والتي تبعد نحو ألف كيلومتر جنوب شرقي الخرطوم، وأسفرت عن مقتل 14 شخصاً وجرح العشرات.
وقال قيادي من قبائل الهوسا، "طالبنا بأن تكون لنا إدارة أهلية، ورفضت (قبائل) البرتي ذلك، وتحرشوا بنا".
من جهته، رد قيادي من البرتي، بأن "الإدارة الأهلية تُعطى لصاحب الأرض، وهذه أرضنا... كيف إذاً نعطي الإدارة للهوسا؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهتها، أشارت "لجنة أطباء السودان المركزية" في بيان، الجمعة، إلى أن "هذه الأحداث المؤسفة وقعت وسط صمت مريب وتعتيم إعلامي من قبل حكومة ولاية النيل الأزرق، وعجز تام عن القيام بواجبها القانوني ومسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه المواطنين".
نزاع متجدد
وكان النزاع الأهلي تجدد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في 2011. وقد تضرر بسببه نحو مليون شخص بعد تاريخ طويل من القتال بين عامي 1983 و2005.
واندلعت أعمال عنف متفرقة في مناطق عدة بالسودان بما في ذلك المناطق الساحلية الشرقية وغرب دارفور، على الرغم من اتفاق سلام عام وقعته بعض الجماعات المتمردة في عام 2020.
ولم يوقع على الاتفاق أقوى فصيل في "الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال"، وهي جماعة متمردة نشطة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وسيطر الجيش السوداني على السلطة من حكومة انتقالية كان يقودها مدنيون في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية حاشدة مناهضة للجيش مستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وتشهد بعض مناطق السودان، وعلى رأسها إقليم دارفور، نوعاً من الفراغ الأمني، خصوصاً بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 20 مليوناً من إجمالي 45 مليون سوداني، سيعانون بنهاية السنة انعدام الأمن الغذائي، وأكثرهم معاناة 3.3 مليون نازح يقيم معظمهم في دارفور.