قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين إن من المستحيل عزل روسيا عن باقي العالم وإنه يجب على موسكو التركيز على تطوير التكنولوجيا الخاصة بها ودعم الشركات السريعة النمو.
وأضاف بوتين خلال حديث مع شخصيات حكومية في مؤتمر من خلال الفيديو "من الواضح أننا لا نستطيع أن نتطور بمعزل عن بقية العالم ولكننا لن نفعل ذلك. كما تعلمون لا يمكنك فقط في عالم اليوم رسم دائرة حول كل شيء.. ووضع سياج ضخم، فهذا غير ممكن".
تأتي تصريحات بوتين في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب المستعرة في أوكرانيا تلغي بظلالها على خريطة التعاون الدولي في ظل العقوبات المتبادلة بين الغرب وروسيا.
ميدانيا قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، الإثنين 18 يوليو (تموز)، إن روسيا استعانت بشركة المتعاقدين العسكريين الخاصة "فاغنر" لتعزيز قواتها على الخطوط الأمامية في الصراع الأوكراني.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث للمعلومات أن "فاغنر" تخفض معايير التجنيد وتوظف مدانين وأفراداً كانوا مدرجين على القوائم السوداء، ما قد يؤثر في فاعلية الجيش الروسي.
تدمير الصواريخ
في الأثناء، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن الوزير سيرغي شويغو وجّه الجيش لأن تكون أولويته تدمير الصواريخ وقذائف المدفعية الأوكرانية بعيدة المدى، وتقول كييف إنها نفذت سلسلة من الضربات الناجحة على 30 من المراكز اللوجيستية ومستودعات الذخيرة الروسية باستخدام قاذفات متعددة الفوهات تلقتها في الفترة الأخيرة من الغرب.
حالات خيانة
وأصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قرارات في ساعة متأخرة من مساء الأحد بإقالة رئيس جهاز الأمن والمدعية العامة بسبب شكوك بوجود حالات خيانة عدة ارتكبها مسؤولون محليون لصالح الروس.
ونشر الموقع الرسمي للرئيس قرارات بإقالة رئيس جهاز الأمن إيفان باكانوف، وهو أحد أصدقاء زيلينسكي منذ الطفولة، والمدعية العامة إيرينا فنيديكتوفا التي تقود جهود مقاضاة مرتكبي "جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا.
وفي منشور منفصل على "تلغرام"، قال زيلينسكي إنه أقال المسؤولين الكبيرين في ضوء تكشف بعض الأمور عن تعاون أفراد من وكالاتهم مع روسيا.
وأضاف زيلينسكي إنه تم فتح 651 قضية خيانة وتعاون ضد مسؤولي الإدعاء وإنفاذ القانون، وأن أكثر من 60 مسؤولاً من الجهاز الذي يرأسه باكانوف والوكالة التي تقودها فنيديكتوفا يعملون الآن ضد أوكرانيا في الأراضي التي تحتلها روسيا.
وقال إن "مثل هذه المجموعة من الجرائم ضد مؤسسات الأمن القومي للدولة، تطرح أسئلة بالغة الخطورة تجاه القادة المعنيين".
وفي أمر تنفيذي منفصل نُشر أيضاً على موقع الرئاسة، عين زيلينسكي أوليكسي سيمونينكو في منصب المدعي العام الجديد.
الهجوم على القرم
وقال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، الأحد، إن رفض أوكرانيا والقوى الغربية الاعتراف بسلطة موسكو على شبه جزيرة القرم يمثل "تهديداً مباشراً" لروسيا، وإن أي هجوم خارجي على المنطقة سيتبعه رد مزلزل.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014 بعد إطاحة رئيس مؤيد لموسكو في كييف وسط احتجاجات حاشدة في الشوارع، ثم دعمت موسكو بعد ذلك انفصاليين مسلحين مؤيدين لها في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن ميدفيديف قوله إنه في حالة وقوع هجوم على شبه جزيرة القرم، "سيأتي يوم الحساب سريعاً، وسيكون صعباً للغاية، ومن الصعب جداً إخفاؤه".
ولم يخض ميدفيديف في التفاصيل، لكنه حذر في السابق الولايات المتحدة من مخاطر محاولة معاقبة قوة نووية مثل روسيا على ما تقوم به في أوكرانيا، قائلاً إن ذلك قد يعرض البشرية للخطر.
تم بث هذه التعليقات بعد يوم من تصريح مسؤول أوكراني بأن شبه جزيرة القرم، التي لا يزال معظم العالم يعترف بأنها جزء من أوكرانيا، يمكن أن تكون هدفاً لصواريخ "هيمارس" أميركية الصنع التي نشرتها كييف في الآونة الأخيرة خلال قتالها للقوات الروسية.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن ميدفيديف قوله لمجموعة من المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية "إذا كانت أي دولة أخرى، سواء كانت أوكرانيا أو دول حلف شمال الأطلسي، تعتقد أن شبه جزيرة القرم ليست روسية، فهذا يمثل تهديداً منهجياً لنا".
وأضاف ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، "هذا تهديد مباشر وصريح، وخصوصاً بالنظر إلى ما حدث لشبه جزيرة القرم. عادت شبه جزيرة القرم إلى روسيا".
توربينات "نورد ستريم"
ونقلت صحيفة "كوميرسانت الروسية" عن مصادر مطلعة أن كندا أرسلت توربين خط أنابيب غاز "نورد ستريم" إلى ألمانيا على متن طائرة، في 17 يوليو، بعد الانتهاء من إصلاحه، وقالت الصحيفة إن الأمر سيستغرق من خمسة إلى سبعة أيام أخرى حتى يصل التوربين إلى روسيا ما لم تكن هناك مشكلات تتعلق بالخدمات اللوجيستية والجمارك
وكان الرئيس الأوكراني حذر، خلال محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، من أن الأوكرانيين لن يقبلوا أبداً القرار الكندي إعادة توربينات إلى ألمانيا "في انتهاك لنظام العقوبات" ضد روسيا.
والمحادثات الهاتفية هي الأولى بين زيلينسكي وترودو منذ أن قررت كندا تسليم توربينات خاصة بخط أنابيب "نورد ستريم" التابع لشركة "غازبروم" النفطية الروسية العملاقة إلى ألمانيا بعد إصلاحها، في موقف انتقده بشدة الرئيس الأوكراني، واعتبره "غير مقبول".
من جهته، أكد ترودو "مجدداً دعم كندا المستمر لأوكرانيا في مواجهة العدوان العسكري الروسي"، بحسب بيان صادر عن مكتبه لم يشر إلى التوربينات، وخرجت، تزامناً، في أوتاوا ومونتريال تظاهرات منددة بإرسال التوربينات إلى أوروبا.
"مسألة حياة أو موت"
واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا هو "مسألة حياة أو موت"، وهناك "أمل" في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لفتح ميناء أوديسا، وقال بوريل لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في الحرب على أوكرانيا، إن "حياة عشرات آلاف الأشخاص تعتمد على هذا الاتفاق" الذي يتمّ التفاوض بشأنه بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والولايات المتحدة.
تشديد العقوبات
وواصلت روسيا، الأحد، قصف مدن أوكرانية عدة عشية اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يرمي إلى تشديد العقوبات على روسيا و"تدفيعها ثمناً باهظاً لعدوانها" الذي بدأته قبل خمسة أشهر.
وسيبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، الإثنين، تشديد العقوبات على موسكو، بعدما أدى تبني عقوبات سابقة إلى عزل روسيا وإلحاق ضرر كبير باقتصادها، من دون أن يدفع الكرملين إلى التراجع.
ومن المقرر أن يبحثوا، الإثنين، في مقترح قدّمته المفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، لمواءمة عقوبات الاتحاد الأوروبي مع تلك التابعة لشركائه في مجموعة السبع. ويرمي اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "على موسكو أن تستمر في دفع ثمن باهظ لعدوانها". وبحسب مسؤول أوروبي كبير، لا يُتوقع اتخاذ أي قرار خلال مناقشة أولية في بروكسل بشأن هذه العقوبات الجديدة.
وقال قائد القوات المسلحة البريطانية الأدميرال توني راداكين في مقابلة تلفزيونية بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن 50 ألفاً من عديد الجيش الروسي سقطوا بين قتلى وجرحى، كما خسرت قواته آلاف المدرعات أي "أكثر من 30 في المئة من فاعليتها في القتال البري".
وأوضح راداكين أن الهجوم على أوكرانيا "أسفر عن مقتل أو إصابة 50 ألف جندي روسي وتدمير قرابة 1700 دبابة روسية، إضافة إلى نحو 4 آلاف آلية مدرعة".
وتدارك، "لكن روسيا لا تزال قوة نووية" وقادرة على مواصلة حملتها العسكرية، معتبراً أن التكهنات حول مرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو إمكان تعرضه للاغتيال، مجرد "تفكير رغبوي".
وكان بوتين قد حذّر في بداية يوليو (تموز) من أن موسكو "لم تبدأ بعد الأمور الجدية" في أوكرانيا، والأسبوع الماضي أعطى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو التوجيهات اللازمة لزيادة "الضغط العسكري".
وبعد ثلاثة أيام على الضربات الصاروخية التي دمّرت وسط مدينة فينيتسيا البعيدة مئات الكيلومترات من الجبهة وأوقعت 24 قتيلاً على الأقل بينهم أطفال في هجمات استدعت إدانة من جانب الاتحاد الأوروبي لـ"سلوك همجي"، لا تزال المعارك مستمرة.
استهداف خاركيف
وليل السبت/ الأحد استُهدفت خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد والقريبة من الحدود الروسية بضربات صاروخية.
وقال الحاكم أوليغ سينيغوبوف، "قرابة الساعة الثالثة صباحاً، في حي كييفسكي، اشتعلت النيران في أحد طوابق مبنى صناعي من خمسة طوابق نتيجة تعرضه لضربتين صاروخيتين. أصيبت امرأة تبلغ 59 سنة وتم نقلها إلى المستشفى".
واستهدفت ضربات أخرى مدينة ميكولاييف الجنوبية القريبة من البحر الأسود. وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم "قرابة الساعة الثالثة صباحاً، تعرضت ميكولاييف لقصف كثيف. تبلغنا بحريق اندلع في مؤسستين صناعيتين".
وأضاف أن بلدات شيفتشينكوف وزوريا ونوفوروسكي تعرضت لقصف في اليوم السابق، مشيراً إلى أن "ثلاثة اشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في شيفتشينكوف" وقتلت امرأة السبت في قصف على شيروكيف، حيث "دمر مبنى سكني".
في منطقة دونيتسك (شرق)، قال حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو إنها استهدفت أيضاً من قبل "الروس (الذين) يواصلون قصف البنية التحتية المدنية، وخصوصاً المؤسسات التعليمية".
وأوضح أن "ثلاثة صواريخ استهدفت بلدة توريتسك: أصاب أحدها منطقة سكنية واثنان في زاليزن، حيث تضررت مدرسة وروضة أطفال. في كوستيانتينيفكا قصف الروس كلية الطب، ولا تتوافر أي معلومات عن وقوع ضحايا في الوقت الحالي".
واتّهم انفصاليون موالون لروسيا يسيطرون على المنطقة منذ عام 2014 القوات الأوكرانية بإطلاق 60 صاروخاً من نوع "غراد" بواسطة راجمات على أحد أحياء دونيتسك. وأكد الانفصاليون "إصابة مبانٍ سكنية" بالقصف ونشروا صوراً لأبنية مدمّرة، مع الإشارة إلى سقوط ضحايا.
وتدخل الحرب في أوكرانيا شهرها السادس في 24 يوليو، ولا تتوافر حصيلة إجمالية لعدد الضحايا النزاع من المدنيين حتى الآن.
اعتقال صحافية روسية
اعتُقلت، الأحد، في روسيا الصحافية الروسية مارينا أوفسيانيكوفا التي أصبحت وجهاً معروفاً بعد اقتحامها بثاً تلفزيونياً مباشراً للتنديد بالحرب في أوكرانيا، وفق ما قال محاميها ومقربون منها.
ولم يصدر على الفور بيان رسمي بشأن أسباب هذا الاعتقال، لكنه يأتي بعد أيام قليلة على تظاهر أوفسيانيكوفا بمفردها قرب الكرملين، ملوحة بلافتة تنتقد التدخل العسكري في أوكرانيا والرئيس فلاديمير بوتين.
ونشر مقربون من الصحافية رسالة على صفحتها بموقع "تلغرام" جاء فيها أن "مارينا أوقِفت. لا توجد أي معلومة عن مكان وجودها"، وهو ما أكده أيضاً محاميها لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء.