قُتل ستة أشخاص بقصف روسي على مدينة توريتسك، الواقعة في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، الإثنين 18 يوليو (تموز) الحالي، حيث يبدو أن روسيا تسعى إلى تكثيف عملياتها، في حين يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تشديد الضغوط على موسكو بفرض عقوبات جديدة.
وحذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا نظراءه الأوروبيين من أي محاولة لتخفيف عقوباتهم على روسيا أو الخضوع لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال إن الأخير يريد "إغراق أوروبا بأسرها في الأزمة".
انفجار ضخم
وفي تفاصيل القصف على توريتسك، أعلنت السلطات المحلية في المدينة البالغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، مقتل ستة أشخاص من جراء سقوط قذيفة روسية على مبنى سكني. وتقع توريتسك في نطاق منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، الذي تسعى روسيا للسيطرة عليه بالكامل.
وقالت ناديجدا المقيمة على بعد 30 متراً من المبنى الذي تعرض للقصف، إن الضربة طالت منزلاً كبيراً يبعد قليلاً عن وسط المدينة هو "منزل للصلاة" كان تستخدمه قبل الحرب جمعية "شهود يهوه".
وقالت ناديجدا، التي بدت تحت هول الصدمة، "كانت نافذتي مفتوحة، ووقع انفجار ضخم نحو الساعة الخامسة فجراً (وتطايرت) الحجارة والغبار".
وأكد عسكري يعمل على منع الاقتراب من المبنى سقوط ستة قتلى، لكنه لم يشأ توضيح ما إذا كانوا عسكريين أم مدنيين.
قتيلان في خاركيف
وقُتل شخصان خلال 24 ساعة في قصف روسي في منطقة خاركيف، التي تعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والواقعة على مقربة من الحدود الروسية، بحسب حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.
كذلك أفيد عن قصف طاول الاثنين، مدينة ميكولايف ومنطقة أوديسا الواقعة في جنوب أوكرانيا، وأيضاً مدينة نيكوبول في منطقة دنيبروبيترفسك (وسط-شرق).
مقتل 250 من المرتزقة الأجانب
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشنكوف، الاثنين، مقتل 250 من "المرتزقة الأجانب" في ضربة جوية روسية استهدفت قرية كونستانتينوفكا الواقعة في منطقة دونيتسك، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأعلنت روسيا، السبت الماضي، أنها أنهت رسمياً قرار "وقف عمليات" جيشها الذي اتخذته قبل ثمانية أيام، واستأنفت القصف بكثافة أكبر على منطقة دونباس الصناعية، التي يسيطر عليها جزئياً انفصاليون موالون لموسكو منذ عام 2014.
وكان بوتين حذر في بداية يوليو من أن موسكو "لم تبدأ بعد الأمور الجدية" في أوكرانيا.
توجيهات الصواريخ البعيدة المدى
وتوجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى مركز لقيادة الجيش حيث التقى ضباطاً يشاركون في الهجوم على أوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية من دون مزيد من التفاصيل.
وقالت الوزارة، الاثنين، إن الوزير "أعطى توجيهات بأن يتم التركيز، باستخدام أسلحة عالية الدقة، على تدمير مدفعية العدو وصواريخه بعيدة المدى".
650 حالة خيانة
وفي وقت تواصل روسيا قصف مدن أوكرانية عدة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد (17 يوليو)، أنه اتخذ "قراراً بإعفاء المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا ورئيس أجهزة الأمن إيفان باكانوف" من مهامهما.
وأشار إلى أن السلطات الأوكرانية تحقق حالياً في أكثر من 650 حالة خيانة يشتبه بأن مسؤولين ارتكبوها، بينها ستون حالة في المناطق التي تحتلها القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوروبا تواصل دعم أوكرانيا
أما في بروكسل، فجدد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا، وزيادة الضغوط على موسكو من خلال فرض عقوبات جديدة، بينها حظر شراء الذهب من روسيا على الرغم من التهديدات بقطع إمدادات الغاز الروسي.
ودعا وزير الخارجية الأوكراني الاتحاد الأوروبي إلى عدم الرضوخ لبوتين. وقال إن "التراجع (عن العقوبات) أو الخضوع لمطالبة لن ينجح. لم ينجح ذلك أبداً، إنه فخ".
وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قد انتقد، الجمعة (15 يوليو)، العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا. وندد أوربان بما اعتبره "خطأ"، مؤكداً أن العقوبات "لم تحقق أهدافها" وتخنق الاقتصاد الأوروبي.
تخطي الصعوبات
من جهته، حض بوتين الإثنين، على تخطي الصعوبات الكبرى الناجمة من العقوبات التي تحرم روسيا من التكنولوجيا الغربية المتطورة التي تعتمد عليها بشكل كبير.
وقال بوتين "إدراكاً للصعوبات الكبرى التي تواجهنا، سنبحث بشكل مكثف وبذكاء عن حلول جديدة"، في إشارة إلى حصار "شبه تام" تواجهه بلاده على صعيد الاستفادة من التكنولوجيا الغربية.
آليات تصدير الحبوب
ويبحث الرئيس الروسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 19 يوليو في طهران، آليات تصدير الحبوب العالقة في موانئ أوكرانيا. ومن المقرر أن تجري في تركيا محادثات بين موسكو وكييف وأنقرة والأمم المتحدة هذا الأسبوع بعد تقدم سجل خلال مفاوضات الأسبوع الماضي.
واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، أن استئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا هو "مسألة حياة أو موت" وهناك "أمل" في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع لفتح ميناء أوديسا.
وقال بوريل إن "حياة عشرات آلاف الأشخاص رهن بهذا الاتفاق" الذي يتم التفاوض بشأنه بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.
ويهدف مشروع الاتفاق إلى إخراج نحو 20 مليون طن من الحبوب العالقة في الصوامع الأوكرانية بسبب الهجوم الذي تشنه موسكو، عبر البحر الأسود.
وألحقت العقوبات المتتالية، التي فرضت على روسيا، أضراراً كبيرة باقتصادها، لكنها لم تدفع الكرملين إلى التراجع.
وتدخل الحرب على أوكرانيا في 24 يوليو شهرها السادس وليس هناك حتى الآن أي حصيلة شاملة للضحايا المدنيين للنزاع.
الإفراج عن صحافية روسية
من ناحية أخرى، قالت الصحافية الروسية مارينا أوفسيانيكوفا، التي أصبحت وجهاً معروفاً بعد اقتحامها بثاً تلفزيونياً مباشراً للتنديد بالحرب في أوكرانيا، الاثنين، إنه تم الإفراج عنها بعد ساعات على توقيفها في موسكو.
وجاء ذلك بعد أيام قليلة على تظاهر أوفسيانيكوفا بمفردها قرب الكرملين، ملوحة بلافتة تنتقد التدخل العسكري في أوكرانيا والرئيس فلاديمير بوتين.