ترك الرئيس التركي أردوغان رجب طيب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حالة من الانتظار والتململ لمدة 50 ثانية قبيل محادثات جرت بينهما في طهران أمس الثلاثاء 19 يوليو (تموز)، مما دفع وسائل إعلام تركية إلى تشبيه ما جرى بما فعله بوتين معه ومع قادة آخرين في الماضي.
كان الاجتماع الذي عقد في إيران، الأول بين بوتين وزعيم دولة من حلف شمال الأطلسي منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير (شباط) الماضي.
وأظهر مقطع مصور وزعته الرئاسة التركية بوتين واقفاً أمام مقعده وعلمي البلدين، ويداه متشابكتان وفمه يتحرك قبل أن تتغير وضعيته بظهور أردوغان ويرفع يديه إلى جنبيه.
وقال أردوغان بينما تبادل الابتسامات مع بوتين وصافحه "أهلاً، كيف حالك، على ما يرام؟".
وعقدت وسائل إعلام مقارنات مع مواقف ترك فيها بوتين قادة عالميين في حالة انتظار كان أبرزها في موسكو عام 2020 عندما ترك أردوغان في انتظاره لقرابة دقيقتين قبيل اجتماع بينهما. وتساءل موقع "تي 24" الإخباري الإلكتروني التركي في عنوان "هل كان انتقاماً؟".
واعتبر بعض الإعلاميين أن هذا الموقف يدل على ضعف الموقف الروسي بعد حرب أوكرانيا وحاجة موسكو لأنقرة في هذه المرحلة.
ويذكر أن الرئيسين شاركا في قمة ثلاثية في العاصمة الإيرانية طهران إلى جانب نظيرهما الإيراني إبراهيم رئيسي، وكان الملف السوري على رأس أولويات هذه القمة وفقاً لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مارس (آذار) 2020 انتشر على نحو واسع مقطع فيديو يسجل انتظار أردوغان دخول القاعة للقاء نظيره الروسي في الكرملين رداً على واقعة مماثلة انتظر بوتين فيها الرئيس التركي لمدة دقيقتين في القاعة التي عقدت فيها القمة، وخلفه علما البلدين في 2016.
وتثير مثل هذه المقاطع تساؤلات عن أسباب تعمد كل من بوتين وأردوغان إبقاء الآخر منتظراً لفترة طويلة نسبياً، خصوصاً أن البعض رأى في تسريب المقاطع سواء من الكرملين أو الرئاسة التركية، إمعاناً في إذلال رئيس الطرف الآخر.
وكانت أوساط روسية رأت أن الأمر لا يعدو كونه إجراء روتينياً له أسباب فنية تتعلق بترتيبات البروتوكول. وأشار البعض إلى أن تسريب الفيديو ليس مقصوداً من الجهات الرسمية، إذ نقله إلى شبكات التواصل صحافيون كانوا ينتظرون في القاعة نفسها.
ويرجح بعض الخبثاء في موسكو حينها، أن يكون بوتين تعمد في المرة الثانية "الانتقام" من تأخر الرئيس التركي في 2016 لمدة دقيقتين عن اللقاء وجعله يقف منتظراً الفترة نفسها.
فهل كان موقف أردوغان الأخير بمثابة الرد على بوتين وجولة جديدة من "حرب الانتظار"؟