رأى باحثون أن رغبة موسكو في إغلاق الوكالة اليهودية للهجرة هي إجراء عقابي رداً على موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد المتشدد إزاء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وفي وقت تشهد العلاقات بين تل أبيب وموسكو توتراً بشأن النزاع في أوكرانيا، طلبت وزارة العدل الروسية حل الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا، والتي تتعامل بشكل خاص مع الهجرة إلى إسرائيل، بحسب ما أعلنت محكمة في موسكو الخميس، 21 يوليو (تموز).
وأكد لبيد الخميس 21 يوليو (تموز) الحالي، عزمه على إرسال وفد إلى روسيا الأسبوع المقبل. وأضاف، "سنواصل العمل من خلال القنوات الدبلوماسية لضمان عدم توقف النشاط المهم للوكالة اليهودية".
وقال إن "الجالية اليهودية في روسيا تربطها أواصر عميقة بإسرائيل وتبرز أهميتها في كل نقاش دبلوماسي مع القيادة الروسية".
رد إسرائيلي
وتُعنى الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا، والتي تأسست في عام 1929، بتنظيم هجرة ذوي الأصول اليهودية إلى إسرائيل.
وبدأت نشاطاتها في روسيا في عام 1989، قبل عامين من سقوط الاتحاد السوفياتي الذي تعود إليه أصول أكثر من مليون شخص في إسرائيل اليوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكن وزراء إسرائيليين آخرين كانوا أكثر حدة، فقد رد وزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي على الفور بحدة قائلاً، "لن يتم اتخاذ اليهود الروس كرهائن للحرب على أوكرانيا".
وأضاف في تغريدة على "تويتر"، أن "محاولة معاقبة الوكالة اليهودية على موقف إسرائيل من الحرب أمر مؤسف ومهين. لا يمكن فصل يهود روسيا عن علاقتهم التاريخية والعاطفية بدولة إسرائيل".
وتشهد العلاقات بين البلدين توتراً منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا والذي أدانته حكومة إسرائيل. ففي حين أكدت تل أبيب على علاقاتها المميزة مع كل من كييف وموسكو، دان لبيد عندما كان وزيراً للخارجية ما وصفه بأنه "انتهاك خطير للنظام العالمي".
والأسبوع الماضي، أثناء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، دان لبيد "الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا"، وقال إنه "من أجل حماية الحرية، يجب أحياناً استخدام القوة".
تحذير للبيد
وقالت كسينيا سفيتلوفا، العضوة في المجلس الأطلسي، إنه في حين أن الخطوة الروسية هي جزء من حملة عامة ضد المجتمع المدني والمنظمات الأجنبية التي بدأت قبل الحرب على أوكرانيا، فهي تتضمن كذلك تحذيراً واضحاً للبيد. وأضافت سفيتلوفا التي هاجرت إلى إسرائيل من موسكو عندما كانت شابة، أن هذه الخطوة "ليست فقط ضد الوكالة اليهودية والجالية اليهودية، ولكن ضد رئيس وزراء إسرائيل".
ورأت سفيتلوفا وهي عضوة كنيست سابقة، أن الخطوة الروسية يمكن أن تكون أيضاً محاولة لتقوية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قبل انتخابات الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). وتابعت، "يمكن أن تكون خطوة لكبح جماحه الآن ومنعه من بيع الأسلحة لأوكرانيا أو تقديم دعم آخر لها، ولكنها أيضاً إشارة إلى الشخص الذي يهاجم باستمرار رئيس الوزراء الحالي، ويريد أن يحل محله – أي نتنياهو".
وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إسرائيل لعدم فرضها عقوبات على روسيا أسوة بالدول الغربية.
لكن السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين قال، "لن نسمح لأي شخص بانتهاك العقوبات المفروضة على روسيا من أراضينا". وأضاف أن "إسرائيل لم تعد محايدة تماماً في ما يتعلق بأوكرانيا"، مشيراً "إلى الخوذات والسترات الواقية من الرصاص وغيرها من المساعدات الإنسانية التي ترسلها إسرائيل إلى أوكرانيا".
الوضع في الشرق الأوسط
وقال أويرن الذي كان يشغل منصب نائب وزير، إن الخطوة الروسية هي في الواقع على صلة أقل بالهجرة وأكثر بالجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
وأوضح أن "القضية الرئيسة ليست في برامج الوكالة اليهودية ولكن في قدرتنا على المناورة بحرية في سوريا، وروسيا تهدد طوال الوقت بأنها ستفعل شيئاً ضدنا في سوريا".
لكن بالنظر إلى أن روسيا ليست لديها مصلحة في الاشتباك مع إسرائيل في سوريا "فهذه طريقة أسهل عبر التعبير عن الاستياء من برامج الوكالة اليهودية"، على حد قوله.
وقالت سفيتلوفا إن علاقات إسرائيل مع موسكو تتعلق بحماية يهود روسيا ومنع مبيعات الأسلحة لإيران. ولكن عزلة موسكو دفعتها نحو طهران، مع رسم واقع جديد من خلال زيارة بايدن الأخيرة لإسرائيل وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران.
وأضافت، "ليس من الواضح إذا ما كان بإمكان إسرائيل تحقيق أهدافها (حماية يهود روسيا، ومنع مبيعات الأسلحة لإيران) لأن المعسكرات في الشرق الأوسط أصبحت واضحة، مَن ضد مَن".