استغل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأخير وصول مستشار الأمن القومي الروسي للمشاركة في القمة الأميركية - الروسية - الإسرائيلية، واصطحب ضيفه الأميركي جون بولتون إلى منطقة غور الأردن، مقحماً الحدود الشرقية في نقاط بحث التحديات المحدقة بإسرائيل. وأعلن نتنياهو أن بلاده لن تتنازل عن غور الأردن، معتبراً هذه المنطقة حزاماً أمنياً لإسرائيل في هذه الجهة الحدودية.
ووفق نتنياهو، فإن غور الأردن "حيوي لإسرائيل في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين". ورأى أنه حجر أساسي في ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن "وجودنا هنا يضمن أيضاً الاستقرار والأمن للمنطقة بأكملها". وحذر نتنياهو الجهات التي تطالب بانسحاب إسرائيلي من غور الأردن، لافتاً إلى أن مثل هذا المطلب سيجلب الحرب ومزيداً من العمليات الإرهابية، على حد تعبيره.
أما الضيف الأميركي، ففهم رسالة نتنياهو، وقال إنه "من المؤسف أن الأميركيين لا يستطيعون الوصول إلى هذه الأماكن ورؤية الجغرافيا وفهم معناها وفهم تأثيرها الحاسم في الوضع الأمني في إسرائيل. وكأميركيين نقول إن إسرائيل لن تتخلى عن وجودها الأمني في غور الأردن، ونحن ندعمها".
قمة برئاسة نتنياهو
وقبيل وصول مستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، عقد نتنياهو جلسة لحكومته أعلن فيها أن جلسات القمة ستُعقد الثلاثاء برئاسته، وأن الإسرائيليين سيعرضون موقفاً واضحاً بشأن كل ما يتعلق بالملف السوري و"سبل منع التمركز الإيراني في سوريا وانتشار قوات إيرانية معززة بمقاتلين من مختلف الجهات التي تدعم إيران".
وعُلم أن إسرائيل ستبذل جهوداً خلال القمة للتوصل إلى تسوية حول سوريا، تشمل المطالب الأساسية لإسرائيل، بما في ذلك إخراج القوات الأجنبية كافة منها. وستطلب إسرائيل العودة إلى الوضع الذي كان قائماً في عام 2011.
تغيير جوهري في أوضاع المنطقة
بعد لقائه باتروشيف، شكر نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تماسك العلاقة مع إسرائيل، مهدداً إيران بأنه لن يسمح لها بـ"التموضع في المناطق المتاخمة لحدودنا، وسنبذل كل ما في وسعنا لمنعها من امتلاك أسلحة نووية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد نتنياهو على ضرورة التعاون الأمني بين روسيا وإسرائيل، معتبراً أن هذه العلاقة أسهمت في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وأحدثت تغييراً جوهرياً في أوضاعها.
في المقابل، نُقل عن مسؤولين أمنيين قولهم إن إسرائيل لا تتوقع تحقيق مطالبها بالنسبة إلى كل ما يتعلق بالوجود الروسي في سوريا، معتبرين أن موسكو لن تتخلى بسهولة عن مكانتها الجديدة كمصدر قوة في الشرق الأوسط، فيما تسعى إيران إلى توسيع وجودها في المنطقة.