اقتحم متظاهرو التيار الصدري، السبت 30 يوليو (تموز)، للمرة الثانية في غضون أيام مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، حيث أعلنوا الاعتصام المفتوح داخل البرلمان.
وبعد إصداره دعوة للتظاهر "دفاعاً عن الدولة"، أعلن الإطار التنسيقي، الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، تأجيل موعد التظاهرات المضادة حتى إشعار آخر، لـ"إعطاء وقت للحوار".
وفي ضوء التطورات، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي "تعليق عقد جلسات مجلس النواب حتى إشعار آخر"، داعياً رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى "اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين"، وهؤلاء إلى "الحفاظ على سلميتهم وحفظ ممتلكات الدولة". كما دعا الحلبوسي جميع الكتل السياسية إلى "لقاء وطني عاجل، لإنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول تكون مخرجاته من أجل الوطن".
وكان رئيس الوزراء العراقي دعا الكتل السياسية إلى الحوار وعدم الانجرار إلى التصادم، والمواطنين إلى عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة. وأكّد "المعضلة سياسية، وحلها سياسي، والحل ممكن عبر الحوار الصادق البناء"، محذراً من الانجرار إلى الفتنة.
كما دعا رئيس "تيار الحكمة" عمار الحكيم، التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي للدخول "في حوار مفتوح مباشر وبناء"، فيما دعاهما زعيم تحالف "الفتح"، هادي العامري، إلى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، مناشداً مقتدى الصدر الدخول بـ"حوار جاد" مع الإطار التنسيقي، لـ"إيجاد مخرج لما وصلت إليه العملية السياسية من انسداد سياسي".
رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، دعا بدوره "لاتخاذ موقف مسؤول يستوعب الصدمة وينطلق في حوار جاد بعيداً عن المؤثرات السلبية".
وحمل زعيم التيار الصدري الفائز في سباق الانتخابات العراقية 2021 والمنسحب من العملية السياسية، مقتدى الصدر، الكتل السياسية مسؤولية أي اعتداء على المتظاهرين السلميين قرب المنطقة الخضراء.
حماية المتظاهرين والتزام السلمية
وكان رئيس مجلس الوزراء دعا إلى حماية المتظاهرين والتزام السلمية. وقال بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء إن "الكاظمي وجه القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، ودعا المتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية التي هدفها حمايتهم، وحماية المؤسسات الرسمية".
وأقدم المتظاهرون في وقت سابق على إسقاط بعض الكتل الكونكريتية المطوقة للمنطقة الخضراء، في محاولة للدخول إليها. وبعد اقتحام المنطقة، أعلن التيار الصدري، السبت، عن عزمه إقامة مجلس عزاء حسيني داخل بناية مجلس النواب بمناسبة حلول شهر محرم.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، أن مستشفياتها استقبلت 125 إصابة مختلفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجدد المتظاهرون رفضهم اسم محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، والذي رشحه لهذا المنصب خصوم الصدر السياسيون في الإطار التنسيقي.
وترقباً لتظاهرات السبت، شددت السلطات الإجراءات الأمنية، ورفعت حواجز أسمنتية على الطرقات المؤدية إلى المنطقة الخضراء.
وليل الجمعة، قام مؤيدون للصدر بمهاجمة مكاتب محلية في بغداد تابعة لحزب الدعوة الذي يتزعمه نوري المالكي، ومكاتب لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، المنضوي في الإطار التنسيقي، كما أفاد مصدر أمني.
واقتحم الآلاف من مناصري التيار الصدري الأربعاء مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء، منددين بترشيح الوزير والمحافظ السابق البالغ من العمر 52 سنة محمد شياع السوداني، المنبثق من الطبقة السياسية التقليدية، لرئاسة الوزراء.
إليكم تغطيتنا للتطورات العراقية عندما حدثت.