خلصت دراسة جديدة إلى أن أربعة من كل خمسة مستشفيات تلجأ إلى الأسرّة المخصصة لعمليات الطوارئ لاستقبال المرضى سعياً لتلبية الحاجات المتعاظمة، بحسب ما كشفت دراسة جديدة.
فعادة، تبقى الأسرّة المخصصة للعمليات الجراحية في مثابة أسرة احتياط للطوارئ ليتسنى للمرضى الذين أجروا للتو عملية جراحية التعافي، لكن المعلومات التي حصلت عليها الجمعية الطبية البريطانية، بفضل قانون "حرية المعلومات" الصادر عام 2000، كشفت أن الحاجة ماسة إلى الأسرّة المخصصة لحالات الطوارئ وأنها تستخدم يومياً في حالات عادية روتينية.
وإذا كان السرير الجراحي غير متوفر فإن العمليات الجراحية قد تُلغى، وهذا ما يضاعف من قوائم الانتظار الطويلة أصلاً، ما أسهم في إطالة "بشكل غير مقبول" مدة الانتظار لمعالجة حالات سرطانية وإجراء عمليات جراحية روتينية.
وتأتي كشوفات الجمعية الطبية البريطانية (بي أم أي) متزامناً مع إقرار المدير التنفيذي لهيئة الصحة الوطنية في إنجلترا، سايمون ستيفنز، وللمرة الأولى، بأن تقليص عدد الأسرّة طوال عقود ما عاد محتملاً ولا مقبولاً.
وفي هذا الصدد، قال إن المقاربة الجديدة هي "انعطاف مهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول الجمعية الطبية البريطانية إن ثمة حاجة إلى ما لا يقل عن 3 آلاف سرير لإنهاء الاعتماد على الأسرّة المخصصة للطوارئ، لكن قد يكون ضرورياً نشر حوالى 5 آلاف سرير لتوفير مستويات إشغال آمنة في كل أقسام النظام الصحي.
كذلك، كشفت الدراسة عن أن 3428 سريراً للاستخدام المؤقت استخدمت في عمليات في 134 مركزاً للخدمات الطبية الثانوية في إنجلترا في 3 مارس (آذار) من هذا العام.
وفي الأول من مايو (أيار) كان 1637 سريراً للاستخدام المؤقت قيد الاستعمال، استناداً إلى بيانات 80 مركزاً طبياً. وتجنب 54 مركزاً طبياً الإجابة، وهذا قد يشير إلى أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير.
إلى ذلك، قال الدكتور روب هاروود، رئيس هيئة الأطباء الاستشاريين في الجمعية الطبية البريطانية إن "استخدام أسرّة صالحة للاستخدام المؤقت هو علامة على أن المراكز الطبية في مرحلة حرجة، وأنها غير قادرة على التماشي مع الحاجات بما لديها من احتياطي الأسرّة.
وأوضح الدكتور هاروود قائلاً إن "بعض المستشفيات مجبر على تخصيص أسرّة النقاهة باعتبارها أسرّة صالحة للاستخدام المؤقت، وهذا ما يؤدي إلى إلغاء عمليات جراحية غير طارئة بسبب الافتقار إلى أسرة لأولئك الذين يحتاجون إلى عناية مباشرة بعد عملياتهم الجراحية.
وقال الدكتور هاروود إن الجمعية الطبية البريطانية ومنظمات أخرى تضغط باتجاه إضافة 10 آلاف سرير آخر لهيئة الصحة الوطنية، إضافة إلى توفير ما تقتضيه من طواقم عمل.
من جانبها، دعت دونا كِنيَر، الرئيسة التنفيذية لكلية التمريض الملكية مدراء المستشفيات إلى زيادة القدرة السريرية إذا كان لديهم ما يكفي من فرق تمريض للعناية بالمرضى الشاغلين للأسرّة.
وأضافت "أما إذا لم يكن مثل هذه الفرق متوفر، يتعذر إنجاز العمل بطريقة آمنة. فالمستشفيات شديدة الازدحام، وتفتقر إلى ما يكفي من الفرق الطبية، ولا يرغب الناس في تلقي العلاج فيها أو العمل".
وفي هذا السياق، قال وزير الصحة في حكومة الظل العمالية، جوناثان أشويرث، إن "استخدام أسرّة صالحة للاستخدام المؤقت هي علامة أخرى على أن المستشفيات تسعى جاهدة للتكيف مع الضغط المتواصل عليها. نحن نعرف أن هذا يهدد العناية بالمريض".
وأضاف النائب أشويرث "المحافظون، ثم الائتلاف الذي ضمهم مع حزب الديمقراطيين الأحرار، قوضوا هيئة الصحة الوطنية وأقروا أكبر اقتطاعات في تمويلها في تاريخها كله".
من جانبه، قال متحدث باسم الهيئة الصحية الوطنية لعموم إنجلترا إن "خطة الهيئة على المدى البعيد حددت سلسلة من الإجراءات لتوفير عناية أفضل لعدد أكبر من الناس، وتدرس المناطق المحلية عدد الأسرّة التي ستحتاجها المستشفيات في إرساء التحسينات في مجال العناية التي نصبو إليها، وأينما برزت حاجة لأسرّة سندعم سعيهم إلى التمويل المناسب".
© The Independent