دعا زعيم التيار الصدري، الأحد 31 يوليو (تموز)، إلى توسيع التظاهرات ومواصلتها وإلى دعم واسع للمحتجين المعتصمين في أروقة البرلمان العراقي، من دون أن يظهر أي مؤشر الى التراجع في ظل تصاعد الأزمة السياسية.
وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، اقتحم الآلاف من مناصري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر البرلمان، تعبيراً عن اعتراضهم على مرشح خصوم الصدر لرئاسة الوزراء.
وحذر وزير التيار الصدري صالح محمد العراقي من مندسين في صفوف المتظاهرين، ودعا إلى الإبلاغ عنهم ورفض أعمال العنف وإراقة الدماء، كما دعا القوى الأمنية العراقية إلى الحيطة والحذر.
وتحدثت وسائل إعلام في مبكر اليوم الإثنين الأول من أغسطس (آب)، عن انتشار أمني مكثف لقوات الجيش العراقي في شوارع العاصمة بغداد.
"فرصة ذهبية"
وفي أول تعليق له، وصف زعيم التيار الصدري الاحتجاجات بـ"الثورة العفوية السلمية التي حررت المنطقة الخضراء كمرحلة أولى"، معتبراً أنها "فرصة ذهبية لكل من اكتوى من الشعب بنار الظلم والإرهاب والفساد والاحتلال والتبعية".
وشدد الصدر في تغريدة على أن الاحتجاجات "فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات"، مضيفاً، "من سمع واعية الإصلاح ولم ينصرها فسيكون أسير العنف والميليشيات والخطف والتطميع والترهيب والتهميش والذلة ومحو الكرامة".
ودعا "الجميع إلى مناصرة الثائرين للإصلاح بمن فيهم عشائرنا الأبية وقواتنا الأمنية البطلة وأفراد الحشد الشعبي المجاهد".
وبُعيد تغريدة الصدر جدد الإطار التنسيقي الذي يضم كتلاً شيعية أبرزها "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، و"كتلة الفتح" الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، دعوته إلى الحوار.
وقال في بيان، إن الإطار "يستمر في دعوته إلى الحوار مع جميع القوى السياسية، وخصوصاً الإخوة (في) التيار الصدري"، لكنه دعا مناصريه إلى التجمع اليوم الإثنين في محيط المنطقة الخضراء.
منع استخدام الرصاص
وأفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بمنع استخدام الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الدخان ضد المتظاهرين.
كذلك أكد أنه على الأجهزة الأمنية تأمين ساحات التظاهر بعدم حمل السلاح، وحماية المقار الحكومية والبنى التحتية.
حماية المتظاهرين
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع العراقية، أن قوات الجيش في خدمة الشعب وواجب القوات الأمنية حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة.
وذكرت الوزارة في بيان، الإثنين، أن "عدداً من مواقع التواصل الاجتماعي تناقل خبراً عن إعلان قائد فرقة المشاة الحادية عشرة عن وقوفه مع المتظاهرين، وهنا تؤكد الوزارة أن الجيش العراقي بكل قادته ومنتسبيه هم في خدمة الشعب العراقي ويقفون على مسافة واحدة مع الشعب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت أن "واجب القوات الأمنية هو حماية المتظاهرين وحماية الممتلكات العامة والخاصة ومنع حدوث أي خرق أمني وتضيق الخناق على المندسين الذين يحاولون زعزعة الأمن من خلال استغلال الظروف"، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
وقالت خلية الإعلام الأمني العراقي، إن الأجهزة الأمنية والعسكرية أثبتت ولاءها للعراق في جميع الظروف، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية لا تتدخل في الشأن السياسي.
وشددت على أن واجب القوات الأمنية منع حدوث خروق أمنية وتضييق الخناق على المندسين.
جهاز مكافحة الإرهاب ينفي الانتشار في مطار بغداد
ونفى جهاز مكافحة الإرهاب في العراق انتشار عناصره على طريق مطار بغداد الدولي وفي المنطقة الخضراء وسط العاصمة.
وذكر الجهاز في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية، مساء الأحد، "في الوقت الذي يواصل فيه جهاز مكافحة الإرهاب الليل بالنهار في ملاحقة فلول (داعش) الإرهابي وتدك مضاجعه تناولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي خبر مفاده انتشار قطعات من الجهاز على طريق مطار بغداد الدولي وداخل المنطقة الخضراء".
وقال، "وإذ إننا ننفي أن تكون قطعاتنا منتشرة في أي مكان وهي مستمرة على تحقيق الأمن وملاحقة فلول (داعش) أينما وجد". وشدد على أن "تشكيلات جهاز مكافحة الإرهاب ليس لها ولاءات إلا للعراق وللمؤسسة العسكرية".
وأشار الجهاز إلى أنه "في هذا الوقت على وجه الخصوص يتم تداول إشاعات لجعل هذه القوات الأمنية البطلة جزءاً من الأوضاع السياسية الحالية، وهذا الأمر غير صحيح ولا يمت للواقع بأي صلة".
وتعيش البلاد شللاً سياسياً كاملاً منذ الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، مع مفاوضات ومناوشات لا تنتهي بين الأحزاب الكبرى العاجزة حتى الآن عن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس جديد للحكومة.
وكان التيار الصدري الذي يملك أكبر عدد من النواب يبلغ 329 نائباً، يريد اختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع أحزاب سنية وكردية، لكنه لم يتمكن من ذلك لأنه لم يحقق الغالبية اللازمة في البرلمان.
مبادرة بارزاني
وإثر تظاهرات التيار الصدري، السبت، توالت الدعوات إلى التهدئة والحوار من مختلف الأطراف السياسية العراقية.
وأطلق رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مبادرة للحوار بين الأطراف السياسية، داعياً إياهم في بيان، الأحد، "إلى القدوم إلى أربيل، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العُليا للبلد".