زعمت كاتبة عمود نصائح شهيرة بأنّ دونالد ترمب اعتدى عليها جنسياً في أحد متاجر الملابس في نيويورك منذ عقدين من الزمن، وهذا الاتهام هو الأحدث في سلسلةٍ من اتهامات تحرش واعتداء وجهتها نساء إلى الرجل الذي صار اليوم رئيساً للولايات المتحدة.
قالت الصحافية والكاتبة الأميركية إي. جين كارول، 76 سنة، وهي كاتبة العمود الشهير "Ask E Jean" أو "اسأل إي جين" في مجلة "إيل" منذ عام 1993، أنّ ترمب اعتدى عليها في غرفة تبديل الملابس في متجر "بيرغدورف غودمان" في نيويورك.
وكتبت في مقتطفٍ من مذكراتٍ يرتقب أن تنشرها مجلة "نيويورك تايمز"، أنّه "حين أغلق باب غرفة تجربة الملابس، اقترب منّي ودفعني باتجاه الحائط وضرب رأسي بشدة ووضع فمه على شفتي. أمسك بذراعيّ ودفعني مجدداً باتجاه الحائط، وإذ أدركت ضخامة حجمه، أمسكني باتجاه الحائط بكتفيه وأقحم يده تحت فستاني وأنزل جواربي".
وأعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس نفى الاتهامات هذه، ونقلت المجلّة عن أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض قوله "إنّها قصة كاذبة وغير واقعيّة تبرز بعد 25 عاماً من وقوعها المزعوم، وهي مختلقة لتشويه صورة الرئيس بكلّ بساطة".
وفي وقتٍ لاحق من يوم الجمعة، أصدر ترمب بياناً خاصاً قال فيه "لم أقابل هذه المرأة في حياتي أبداً. إنّها تحاول بيع كتاب جديد، وهكذا تتّضح دوافعها. على الأرجح أنّ الكتاب سيُباع في قسم القصص الخيالية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أنّه، وبعد صدور هذا البيان، أشار كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن مقالة كارول تضمّنت صورة للرئيس الحالي مع زوجته السابقة، إيفانا، إلى جانب كاتبة العمود وزوجها السابق جون جونسون، في حفلٍ لشبكة أن بي سي التلفزيونية.
وفي اقتباسٍ من كتابها الذي يحمل عنوان "ما حاجتنا إلى الرجال؟ اقتراح متواضع"، زعمت كارول أنّها التقت بترمب في متجر الملابس وطلب منها مساعدته في انتقاء هدية. وقالت أنّها أجابته بالقول: ألست أنت عملاق قطاع العقارات الشهير!".
وزعمت أنّ ترمب تبعها إلى غرفة تبديل الملابس واندفع نحوها ثمّ قام بفك سرواله وأدخل يديه في أعضائها التناسلية". وكتبت متابعةً " بعد ذلك، وفيما كان لا يزال يرتدي زي العمل المناسب، وهو عبارة عن قميص وربطة عنق وسترة بدلة ومعطف، قام بفتح المعطف وفكّ سرواله وحشر أصابعه داخل أعضائي التناسلية دافعاً بعضوه الذكري إلى الداخل جزئياً أو بشكلٍ كليّ، لست متأكدة. تحوّل ذلك إلى صراع هائل".
وأضافت أنّها تمكّنت من الفرار بعد الدوس على قدميه "بواسطة حذاء "بارنيز" الذي كانت ترتديه، وهو مصنوع من الجلد الأصلي وكعبه طوله أكثر من 10 سنتمترات". "أخيراً دفعت ركبتي باتجاهه بما يكفي لأدفعه عنّى وفتحت الباب وهربت من غرفة الملابس".
ولم تكن كارول أول امرأة تتهم الرئيس بالاعتداء الجنسي أو التحرّش. فخلال الحملة الرئاسية عام 2016، قدمت 16 امرأة على الأقل اتهامات ضده. وشملت هذه الادعاءات التحرّش والملامسة وغيرها من التصرّفات غير اللائقة.
ونفى ترمب والناطقون باسمه هذه الاتهامات. وفي وقت سابق من العام الحالي، زعمت ألفا جونسون، الموظفة السابقة في البيت الأبيض، أن الرئيس أمسك بيدها وقبلها من دون موافقتها قبل تجمع انتخابي في تامبا، وادعت عليه أمام القضاء. وشرحت قائلةً "شعرت على الفور بالاعتداء لأنني لم أكن أتوقع ذلك أو أريده. لا يزال بإمكاني رؤية شفتيه تتجهان إلى وجهي".
وفي ذلك الوقت قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنذاك، سارة ساندرز، أنّ "هذا ما لم يحدث قطّ ونفاه على الفور عدد من الشهود العيان الذين يتمتعون بصدقية عالية".
ولعلّ الحادثة الأشهر التي برزت خلال الحملة الانتخابية الرئاسية السابقة هي نشر صحيفة واشنطن بوست عام 2005 مقتطفات من مشاهد تصوير ترمب برنامج "أكسس هوليوود" لصالح قناة أن بي سي.
خلال البرنامج، أخبر المضيف بيلي بوش أن النساء تسمحن له بالقيام بكل ما يريد لأنه شخصية مشهورة. "أنا لا أنتظر. عندما تكون نجماً يسمحن لك بالقيام بهذا، يمكنك القيام بكل شيء. تجذبها إليك من (...) وحينها تستطيع القيام بكل شيء".
ووسط احتجاجاتٍ واسعة النطاق، بما في ذلك في أوساط الجمهوريين، أصدر ترمب بياناً في وقتٍ لاحق جاء فيه "كان هذا مزاحاً في غرفة تبديل الملابس، وهي محادثة خاصة جرت منذ سنوات. قال لي بيل كلينتون ما هو أسوأ من ذلك بكثير في ملعب للغولف - أسوأ بكثير. أعتذر إن كان أيّ شخص يشعر بالإهانة.
كتبت كارول أنها لم تبلغ الشرطة بالحادث المزعوم، على الرغم من أنها أخبرت صديقين. وقالت مجلة نيويورك إنها اتصلت بهذين الشخصين اللذين أكّدا بالفعل أنها أخبرتهما بتفاصيل الحادثة قبل 20 عاماً.
وختمت كارول روايتها بسؤال نفسها عن سبب إحجامها عن الكلام قبل اليوم، وتجيب قائلةً "ليس تلقي تهديدات بالقتل ومواجهة الطرد من المنزل والعمل والتعرض للإساءة وتشويه السمعة والانضمام إلى النساء الـ15 اللواتي تقدمن بقصص موثوقة حول قيام هذا الرجل بإقحام نفسه عليهن، وإزعاجهنّ والتقليل من شأنهن وضربهن والاعتداء عليهن، أمراً رائعاً ولا محبذاً في وقت يقلب الرجل الأحداث وينكرها ويهددهنّ ويهاجمهنّ. فضلاً عن هذا كله، أنا جبانة".
© The Independent
