دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الخميس الرابع من أغسطس (آب)، جنود حفظ السلام الروس المنتشرين في ناغورنو قره باغ إلى التحرك مع تسجيل جولة عنف جديدة بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين الأرمن في الجيب المتنازع عليه، فيما أعلنت موسكو الخميس أنها "قلقة جداً" بسبب تصاعد التوتر داعيةً إلى "ضبط النفس".
وقال باشينيان خلال اجتماع للحكومة "في ناغورنو قره باغ هناك خط تماس ينتشر عنده جنود حفظ سلام وهذه المنطقة خاضعة لمسؤوليتهم، ونتوقع أن تمنع كتيبة جنود السلام كل محاولة لخرق خط التماس هذا".
وأعلنت أذربيجان، الأربعاء، سيطرتها على مواقع عدة وتدمير أهداف في ناغورنو قره باغ في تصعيد أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى وأحيا المخاوف من احتمال وقوع نزاع جديد.
وأكد باشينيان ضرورة توضيح عملية حفظ السلام، لأن أذربيجان ترفض توقيع "وثيقة حول تفويض" هذه القوة الروسية المنتشرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وطلب أيضاً من أذربيجان "احترام التزاماتها"، وهي الاعتراف "بوجود ناغورنو قره باغ" واحترام خط التماس والاعتراف بـ "ممر لاتشين" الذي يربط الجيب الانفصالي بأرمينيا.
وأضاف، "خلافاً لذلك علينا التوصل إلى آليات دولية لكي تحترم أذربيجان هذه الالتزامات".
وزارة الخارجية الروسية قالت من جهتها في بيان، "نحن قلقون جداً بسبب تصاعد التوترات... وندعو الأطراف إلى إثبات ضبط النفس واحترام وقف إطلاق النار"، مشيرةً إلى أن موسكو "على تواصل وثيق" مع باكو ويريفان من أجل "إعادة استقرار" الوضع على الأرض.
نزاع ناغورنو قره باغ
وقد تؤثر هذه الحوادث في محادثات السلام التي تجري منذ أشهر بين أذربيجان وأرمينيا، الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان في القوقاز، بوساطة من الاتحاد الأوروبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد حرب أولى أسفرت عن 30 ألف قتيل مطلع التسعينيات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف عام 2020 للسيطرة على منطقة ناغورنو قره باغ الجبلية التي انشقت عن أذربيجان بدعم من يريفان.
وأسفرت الحرب الأخيرة عام 2020 عن مقتل نحو 6500 شخص، وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية.
وفي إطار اتفاق الهدنة تخلت أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها، ونشرت روسيا قوة لحفظ السلام قوامها 2000 عسكري مكلفين مراقبة التقيد بالهدنة الهشة.
واعتبرت أرمينيا اتفاق وقف إطلاق النار إهانة، وطالب عدد من أحزاب المعارضة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان لتقديم كثير من التنازلات لباكو.
وعلى الرغم من الهدنة الدبلوماسية الخجولة بين أرمينيا وأذربيجان، لا يزال التوتر على أشده بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، ويبلغ كلا البلدين بانتظام عن اندلاع أعمال عنف وسقوط ضحايا في صفوف الجنود.