أطلقت روسيا، الثلاثاء التاسع من أغسطس (آب)، قمراً اصطناعياً إيرانياً للمراقبة وسط مخاوف أثارها بعض المسؤولين الغربيين من احتمال أن تستخدمه موسكو دعماً لهجومها في أوكرانيا، الأمر الذي نفته طهران.
وحمل صاروخ روسي من طراز "سويوز"، القمر الاصطناعي الإيراني "خيّام" من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان عند الساعة 5:52 بتوقيت غرينيتش، وفق ما أظهرت مشاهد بثتها وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس".
ويهدف القمر الذي يرجح أنه يحمل هذه التسمية نسبة إلى العالم والشاعر الفارسي عمر الخيّام الذي عاش بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، إلى "مراقبة حدود البلاد" وتحسين الإنتاجية في مجال الزراعة، ومراقبة موارد المياه وإدارة المخاطر الطبيعية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وترى الولايات المتحدة أن البرنامج الفضائي الإيراني له أغراض عسكرية أكثر منها تجارية.
نفي إيراني
في المقابل، تؤكد طهران أن برنامجها الفضائي هو لأغراض مدنية ودفاعية حصراً، ولا يخالف أي اتفاقات دولية، بما فيها الاتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي أبرم عام 2015 وانسحبت الولايات المتحدة منه في 2018.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن السلطات الإيرانية اضطرت هذه المرة إلى دحض اتهامات من نوع آخر، بعدما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن روسيا "تنوي استخدام القمر مدة أشهر عدة" في إطار هجومها على أوكرانيا قبل أن تسلم إيران الإشراف عليه.
وأكدت منظمة الفضاء الإيرانية، الأحد في بيان، أن القمر "خيّام" يعود لإيران، و"كل الأوامر المرتبطة بالتحكم بهذا القمر الاصطناعي وتشغيله سيتم إصدارها من اليوم الأول ومباشرة بعد الإطلاق من قبل خبراء إيرانيين في قواعد الفضاء العائدة إلى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات".
وشددت على أن "إرسال الأوامر وتلقّي المعلومات من هذا القمر سيتمّ وفق خوارزميات مشفرة... ولا إمكانية لبلد ثالث للوصول إلى هذه المعلومات، وبعض الشائعات التي انتشرت حول استخدام صور هذا القمر لأغراض عسكرية لدول أخرى غير صحيحة".
الاتفاق النووي
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2005، أطلقت روسيا أول قمر اصطناعي إيراني "سينا-1" من قاعدة بليسيتسك في شمال غربي البلاد.
وفي يونيو (حزيران) 2021، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقارير صحافية أميركية عن نية موسكو توفير نظام متطور للأقمار الاصطناعية لحساب إيران بغرض تحسين قدراتها في مجالات التجسس.
وغالباً ما تلقى النشاطات الفضائية الإيرانية إدانة دول غربية على خلفية المخاوف من لجوء طهران إلى تعزيز خبرتها في مجال الصواريخ الباليستية عبر إطلاق أقمار اصطناعية إلى الفضاء.
وسبق لإيران أن أطلقت أقماراً اصطناعية مباشرة من أراضيها، آخرها في مارس (آذار) 2022 مع قمر "نور 2" العسكري العائد للحرس الثوري.
وأتى إطلاق القمر فيما استؤنفت المحادثات حول الملف النووي بين إيران وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا في فيينا بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة، بعدما توقفت لأشهر عدة. وعرض الاتحاد الأوروبي الإثنين وثيقة نهائية لإحياء الاتفاق النووي، إلا أن طهران لا تزال تدرسها.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً منه عام 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها بموجبه.