استيقظ الكوبيون صباح الثلاثاء، التاسع من أغسطس (آب)، على انقطاع للتيار الكهربائي على نطاق واسع، إذ تسبب حريق هائل في تدمير 40 في المئة من منشأة تخزين الوقود الرئيسة في البلاد في ما وصفه مسؤولون بأنه أسوأ حريق في تاريخ الجزيرة.
ويكافح رجال الإطفاء الكوبيون لاحتواء النيران المستعرة في مستودع للنفط منذ أيام بعد احتراق أربعة من أصل ثمانية خزانات في ماتانزاس على بعد نحو 100 كيلومتر شرق هافانا.
وأشار مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن أربع طائرات هليكوبتر حلقت منذ الفجر لإلقاء المياه وسط الزيت المشتعل لفتح ممر لرجال الإطفاء على الأرض.
وأوضح حاكم ماتانزاس ماريو سابينيس على "تويتر"، "تستمر فرق الإطفاء في العمل على فتح ممر بين النيران حتى تتمكن من نشر الرغوة" لإطفائها، موضحاً أن الدخان الأسود الكثيف يحد من رؤية الطيارين الذين تساعدهم طائرات مسيّرة. وأضاف أن "حوالى 40 شاحنة تحمل مواد جافة جاهزة لاحتواء النيران".
وهبطت 17 طائرة، 13 من المكسيك وأربع من فنزويلا تحمل متخصصين في مكافحة حرائق النفط ورغوة لمكافحة الحرائق، في منتجع فاراديرو على بعد 40 كيلومتراً شمال شرقي ماتانزاس.
صاعقة أشعلت الحريق
وتركزت الجهود الإثنين على منع "انتشار الحريق" إلى محطة توجد فيها خزانات من البنزين وأنواع الوقود الخفيف الأخرى الأكثر قابلية للاشتعال من النفط الخام والمازوت (زيت الوقود) اللذين كانا في الخزانات الأربعة التي احترقت، وفق ما قال ألكسندر أفالوس خورخي، نائب رئيس جهاز الإطفاء الكوبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن النيران التهمت الخزانات الأربعة وسعة كل منها 50 مليون ليتر، في ما وصفه بأنه "تأثير متسلسل".
ووفق آخر حصيلة، توفي رجل إطفاء فيما فقد أثر 14 آخرين، وما زال 22 شخصاً في المستشفى، بينهم خمسة في حال حرجة.
وبدأت الكارثة مساء الجمعة عندما ضربت صاعقة أحد الخزانات وكان يحتوي على 26 ألف متر مكعب من النفط الخام، تمثل 50 في المئة من سعته القصوى.
وأدت انفجارات وألسنة لهب بارتفاع عشرات الأمتار إلى انتشار النيران لتصل إلى الخزانات الثلاثة الأخرى التي كانت تحتوي على ما يصل إلى 52 مليون ليتر من المازوت أو النفط الخام.
توتر واضطرابات
وماتانزاس هو أكبر موانئ كوبا المجهزة لاستقبال واردات النفط الخام والوقود. وتعتمد الجزيرة بشكل رئيس على النفط الخام الثقيل، وكذلك شحنات زيت الوقود والديزل المخزنة في ماتانزاس لتوليد الكهرباء.
وأصبحت الدولة التي يديرها شيوعيون وتخضع لعقوبات أميركية صارمة على شفا الإفلاس. وتسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ونقص البنزين وغيره من السلع بالفعل في خلق حالة من التوتر إلى جانب اندلاع احتجاجات متفرقة في أعقاب اضطرابات غير مسبوقة الصيف الماضي.
وذكرت السلطات أن النفط لم يلوث خليج ماتانزاس، لكنها حثت السكان في أماكن أخرى منها هافانا على وضع الكمامات وتجنب التعرض للأمطار الحمضية الناتجة من تصاعد أعمدة هائلة من الدخان بفعل الحريق.