عاد الهدوء النسبي إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة النفطية (جنوب شرقي اليمن)، عقب ساعات من إعلان محافظها عوض بن الوزير العولقي، اليوم الأربعاء الـ10 من أغسطس (آب)، انطلاق عملية عسكرية "مضادة لإنهاء التمرد والانقلاب"، وفرض الأمن والاستقرار في المدينة، وذلك عقب أيام من المواجهات العنيفة بين فصائل عسكرية تتبع الشرعية على خلفية قرارات أصدرها المحافظ بإقالة قادة عسكريين وأمنيين.
وعقب ساعات من بيان المحافظ، تمكنت قوات موالية للشرعية من إحكام سيطرتها على معظم المدينة.
وأكد السكرتير الإعلامي لمحافظ شبوة إبراهيم مجور، أن مدينة عتق تشهد هدوءاً حذراً بعد دحر القوات المتمردة على قرارات المجلس الرئاسي اليمني.
وأوضح خلال حديث خاص مع "اندبندنت عربية"، أن "قوات العمالقة وقوات دفاع شبوة سيطرت على عدد من المناطق التي كان يتمركز فيها المتمردون في المدينة ومنها معسكر الشهداء، وتم تأمين شارع درهم ونقطة الكهرباء والشارع الرئيس في مدينة عتق وتلة الجوازات، وتتجه للسيطرة على موقعي الجلفوز والإرسال وبعض المناطق السكنية الخلفية الذي تتمركز فيها العناصر المتمردة".
وتأتي هذه المواجهات عقب ساعات من سلسلة قرارات أصدرها المجلس الرئاسي قضت بإقالة عدد من القادة العسكريين والأمنيين الضالعين في المواجهات الأخيرة وتعيين قيادات بديلة على مناصبهم في مسعى لنزع فتيل التوتر بالمحافظة.
حُجة التمرد
عن تفاصيل هذا التمرد يفيد مجور أن "قادة القوات المتمردة المقالة رفضوا قرارات المحافظ بذريعة أن الإقالة من صلاحيات وزير الداخلية أو رئيس الجمهورية، وهو ما تم فعلاً، فعلى الرغم من تعقيب المجلس الرئاسي بإصدار قرارات تؤيد المحافظ إلا أن تلك القوات استمرت في تمردها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن محافظ شبوة سبق وأعطى "إنذاراً أخيراً" للقادة الذين خانوا القسَم العسكري وتمردوا على السلطة الشرعية، ووجه برقية رسمية لستة من القادة العسكريين والأمنيين المشاركين في التمرد المسلح، ودعاهم "للمرة الأخيرة بالعودة إلى جادة الصواب وإيقاف إطلاق النار فوراً"، ولوح بالردع العسكري الحازم حال استمرارهم في فتنة الإخوان.
نفاد السلم
وفي إحاطة لمستجدات الوضع الشبواني الملتهب، أصدر المحافظ عوض بن الوزير العولقي اليوم بياناً حصلت "اندبندنت عربية" على نسخة منه، قال فيه "من واقع مسؤوليتنا والصلاحيات القانونية الممنوحة للسلطة تجـاه شعبنا وأمنه واستقراره، فإننا نعلن لشعبنا العظيم تنفيذ عملية عسكرية مضادة لفرض الأمن والاستقرار في محافظة شبوة للحفاظ علـى أرواح وممتلكات المقيمين على أرضها".
وفي توضيح لحيثيات العملية المعلنة أضاف "لقد استنفدنا كـل الطرق السلمية فـي التعامل مـع التمرد والانقلاب الغاشم علـى قرارات السلطة المحلية في المحافظة، وحاولنا بكل جهد أن تكون مدينة عتق وعموم المحافظة بلدي أمن وأمان".
مستدركاً بالقول "إلا أن بعض الفئات أبت إلا أن تستخدم القوة والعنف وخلق فوضى وزرع الفتنة، والإخلال بالأمن والاستقرار الوطني، ومخالفـة جميع القرارات والقوانين المعمول بها في هذه المحافظة".
وتستمر المواجهات منذ ثلاثة أيام بين القوات الخاصة من جهة، وقوات العمالقة ودفاع شبوة من جهة أخرى، وهي قوات جميعها توالي الشرعية اليمنية، وذلك على خلفية قرار أصدره المحافظ العولقي قضى بإقالة كل من قائد القوات الخاصة في شبوة عبدربه لعكب الشريف، وقائد معسكر القوات الخاصة أحمد درعان السيد، إلا أن الأخيرين رفضا تنفيذ القرار، وأعلنا التمرد بحجة أن قرار إقالتهما يأتي من وزارة الداخلية، وأتبعاه بتحشيد عسكري في مداخل المدينة ومبانيها بمعية قوات عسكرية وأمنية تتبع محور عتق والنجدة، قابله تحشيد إعلامي مواز لوسائل إعلامية تتبع حزب الإصلاح تدعم تمرد الشريف وتحض على رفض قرارات المحافظ، مدعية أن الأخير ينفذ أجندة خارجية تسعى لتفتيت اليمن وفصل جنوب اليمن عن شماله.
في حين اعتبر مراقبون موقف قوات الأمن الخاصة وقوات محور عتق في شبوة "تمرداً" يستدعي تدخل المجلس الرئاسي، لإحالة قيادات تلك المكونات إلى المحاكمة، إثر الدماء الذي سفكت في سبيل بقاء سطوة تنظيمات سياسية معينة على مفاصل المحافظة الغنية بالنفط.