أطلقت الكلية الملكية للتمريض والاتحاد النقابي المعروف باسم "يونايت" Unite بطاقات اقتراع لأعضائها العاملين في مجال الرعاية الصحية بشأن السعي إلى الدخول في إضراب بعد فشل الحكومة في تلبية طلبات زيادة الرواتب بمعدل أعلى من معدل التضخم، ويمثل "يونايت" ما لا يقل عن 100 ألف عامل في هيئة الصحة الوطنية البريطانية، بينما تمثل الكلية الملكية للتمريض ما يقرب من 500 ألف من الممرضين والممرضات والقابلات والمساعدين في مجال الرعاية الصحية، وكذلك طلاب التمريض في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ولكون هيئة الصحة الوطنية تواجه احتمال حدوث إضراب غير مسبوق من العاملين في مجال الرعاية الصحية، فما هو تأثير ذلك؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إذا ما صوت أعضاء الكلية الملكية للتمريض لمصلحة الإضراب فسيكون هذا هو أول إضراب لكوادر التمريض في إنجلترا منذ العام 1988، ويأتي بعد الاعتصام الذي نظمته كوادر التمريض في أيرلندا الشمالية عام 2019.
كذلك قد تواجه الحكومة تهديداً بالإضراب من قبل الأطباء المستشارين وكذلك المبتدئين، علماً أن إضراب المبتدئين هو الأكثر احتمالاً.
قضية الإضرابات هذه مثيرة للجدل، إذ أشار بعضهم إلى خطر محتمل على سلامة المرضى في حال حدوثها خلال فصل الشتاء، ومن ناحية أخرى هناك رأي مفاده أن الإضرابات محقة لأن مستوى نقص الموظفين في الهيئة حالياً يشكل خطراً أيضاً على سلامة المرضى.
وفي حديثه إلى صحيفة "اندبندنت" قال كين سبيربوينت، وهو ممرض استشاري سابق ومحاضر رئيس، "عندما قمنا بتنفيذ الإضراب عام 1988 حرصنا على عدم تأثر سلامة المرضى، ]وأنا[ أتوقع أن تنتهج نفسها هذه المرة"، مضيفاً أن هناك فرقاً محتملاً هذه المرة لأن "مستويات التوظيف الأساس أقل".
ومع ذلك أضاف كين، "ما يقلقني هو أننا ما لم نتحرك فإن الوضع سيستمر في التدهور، لا سيما في مجال الرعاية الأولية حيث تبدو الأمور أسوأ بكثير من الرعاية الثانوية (العناية المخططة أو الاختيارية وعادة في المستشفى).
وأثناء عملي في التعليم العالي لم أكن لأتردد في الإضراب، ليس فقط من أجل الأجور وظروف العمل، بل الأهم من ذلك من أجل سلامة المرضى".
وكانت إضرابات الأطباء المبتدئين عام 2016 آخر مرة واجهت فيها هيئة الصحة الوطنية في إنجلترا إضرابات واسعة النطاق، وكانت السمة الرئيسة لتلك الإضرابات في زيادة وجود قدامى الأطباء الذين جلبوا لسد الفراغ في نوبات العمل.
وتشير الدراسات التي أعقبت الإضراب إلى أنه على الرغم من تعطل خدمات الرعاية الصحية إلا أن الإضرابات لم تؤد إلى زيادات كبيرة في وفيات المرضى، وذكرت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية عام 2018 أنها وجدت أنه "لا يوجد تأثير ملحوظ" على الوفيات خلال الإضرابات، ومع ذلك فخلال تلك الفترة كان هناك عدد أقل ممن تم استقبالهم في أقسام الحوادث والطوارئ وكذلك حالات أقل من المعاينات في تلك الأقسام.
وفي يناير (كانون الثاني) 2022 وجد استعراض للبحوث المعنية بالإضرابات في الرعاية الصحية أجراه أكاديميون في جامعة غرينتش أنه "في حين يجب التخطيط بعناية للإضرابات ويجب إيلاء سلامة المرضى أهمية خاصة، فإن الأدلة التي توصل إليها العرض لا تختلف عما تمت معرفته سابقاً في ما يتعلق بالوفيات، أي أن الإضرابات لها تأثير ضئيل في سلامة المرضى".
إلا أن الأكاديميين ذكروا أن ثمة حاجة إلى مزيد من البحث لفحص مجموعة أوسع من النتائج للمرضى أثناء الإضرابات وفهم كيفية استخدام المرضى للخدمات.
واقترحت دراسة أخرى في أبريل (نيسان) 2022 تناولت تحركات الإضراب في البرتغال بين عامي 2012 و 2018، أن العمليات الطبية "تعطلت جزئياً"، ووجدت زيادة طفيفة في وفيات المرضى الذين أُدخلوا إلى المشافي أثناء إضرابات الأطباء وزيادة في معدلات إعادة الإدخال إلى المشافي، غير أن الدراسة وجدت أيضاً انخفاضاً طفيفاً في معدلات وفيات المرضى الذين كانوا موجودين مسبقاً في المشافي أثناء الإضرابات.
وفي مقالة نشر الشهر الماضي، قالت الكلية الملكية للتمريض أن أي إجراء احتجاجي سيتبع نموذج رعاية "يحافظ على حياة [المرضى]"، وهذا يعني وجوب توفير الرعاية في إطار "التدخلات الطارئة " للخدمات التي يمكن أن تكون فيها الحياة معرضة إلى الخطر أو أن تحدث فيها إعاقة دائمة، أو عندما تكون هناك حاجة إلى إجراءات تشخيص عاجلة.
وخلال إضرابات أيرلندا الشمالية كانت الخدمات بأكملها، مثل وحدات العناية المركزة، معفاة من الإضراب، وجرى العمل بنموذج التوظيف الليلي إذ وافق الموظفون الليليون على تغطية النوبات النهارية.
© The Independent