في بادرة هي الأولى من نوعها، تستعد تونس لإرسال أول رائدة فضاء، في بداية عام 2024، إلى المحطة الدولية في مهمة ذات بعد علمي في مجال الطب والفيزياء.
وشهد يوم السبت 13 أغسطس (آب) الكشف عن المرشحات في مقر مؤسسة "تلنات"، تمهيداً لخضوعهن للاختبارات في إطار مشروع إطلاق أول تونسية إلى الفضاء، حيث اختيرت ثماني مرشحات تتوفر فيهن المعايير العلمية والصحية والبدنية المطلوبة، وجميعهن قائدات طائرات مقاتلة متخرجات من مدرسة الطيران في برج العامري، ومنتميات لجيش الطيران التونسي، ولهن خبرات كبيرة في مجال المهمات الجوية الصعبة.
وستخضع المرشحات في المرحلة المقبلة لاختبارات بدنية وطبية معمقة في تونس وفي الخارج ليقع الاختيار في النهاية على مرشحتين وإرسالهما إلى روسيا للالتحاق بتدريبات في مجال ريادة الفضاء في مراكز وكالة الفضاء الروسية تمتد لسنة كاملة قبل الانطلاق نحو محطة الفضاء الدولية، في بداية 2024.
وبمناسبة الحدث نفسه، نُشرت رسالة وجهها رواد فضاء من محطة الفضاء الدولية إلى المرشحات التونسيات لريادة الفضاء، عبروا فيها عن دعمهم للمشروع وترحيبهم بأول رائدة فضاء تونسية أفريقية في مهمتها المستقبلية إلى المحطة الدولية.
عشرة أيام
يقول مدير عام مجمع "تلنات"، محمد فريخة، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، إنه "تم توقيع اتفاقية في 13 أغسطس (آب) 2021، في موسكو، بين تلنات ووكالة الفضاء الروسية تحت إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد، الذي واكب الحدث عبر تقنيات التواصل عن بعد".
وكان سعيد قد عبّر عن "أمله في أن تكون تونسية أول رائدة فضاء عربية وأفريقية وذلك بمناسبة متابعته عملية إطلاق أول قمر صناعي تونسي إلى الفضاء منذ نحو سنة".
ويضيف مدير عام مؤسسة "تلنات"، أن "تونس معروفة برصيدها في حرية المرأة، لذلك فكرنا في إبراز القيمة العلمية للمرأة التونسية من خلال إشراكها في هذا التحدي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع، "بدأنا المشاورات مع وزارة الدفاع الوطني، وفكرنا في الطيارين من النساء المعتادات على المهمات الحربية القتالية على متن الطائرات الحربية، وتلقت الوزارة ثمانية ترشيحات، ثم بدأنا الاتصالات مع الجهات الروسية للإعداد لهذه المهمة التي تتطلب استعدادات خاصة بدنية وذهنية ومعرفية".
ويشير فريخة إلى "أن المرشحات سيخضعن لفحوصات وتدريبات خاصة قبل اختيار اثنتين (واحدة رئيسة والثانية بديلة)، بناءً على توصيات الأطباء والخبراء، وستتحولان إلى مركز (يوري غاغارين) في روسيا، للمرور بفترة تدريب تدوم بين ستة أشهر وسنة لتكون المهمة الفضائية في أوائل سنة (2024)، على أن تلحق بقية المرشحات بمهمات فضائية أخرى في المستقبل".
القمر التونسي
ويضيف فريخة أن "الرائدة التونسية ستبقى عشرة أيام في المحطة الفضائية الدولية (آي أس أس)، وستجري تجارب علمية في الطب والفيزياء وستكون للمهمة نتائج فارقة للإنسانية".
وإجابة عن سؤال حول القمر الصناعي التونسي الذي أرسل إلى الفضاء منذ سنة، أشار فريخة إلى أن "هذا القمر هو أول تجربة تونسية في الفضاء، وبعد ستة أشهر من الانطلاق وتثبيت القمر في مداره، بدأنا في استغلال عديد التطبيقات من خلاله في ميدان الفلاحة، والتحكم في مياه السدود، علاوة على استخدام تطبيقات في مجالات أمنية".
وتأمل تونس في مزيد من الاستثمار في هذا المجال، وتم توقيع عديد من الاتفاقات مع عدد من الوزارات.
ولم يتسن لـ"اندبندنت عربية" الحصول على معطيات إضافية حول هذه المبادرة من وزارة الدفاع الوطني التي رفضت تقديم تفاصيل أخرى حول مشاركة قائدات الطائرات الحربية، مؤكدة أنها ستطلع الرأي العام حول العملية في الوقت المناسب.