أعلنت تايوان والولايات المتحدة، الخميس 18 أغسطس (آب)، عن خطط لإجراء محادثات تجارية في أوائل الخريف، في وقت حذر دبلوماسي أميركي كبير بكين من مواصلة التضييق على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
ومن المتوقع أن تشمل المحادثات مجالات مختلفة من الزراعة إلى التجارة الرقمية والممارسات التنظيمية وإزالة الحواجز التجارية، بحسب ما أعلن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان.
وقالت نائبة الممثل التجاري الأميركي سارة بيانكي، إن المحادثات ستسعى إلى "تعميق علاقاتنا التجارية والاستثمارية وتعزيز أولويات التجارة المتبادلة القائمة على أساس القيم المشتركة وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي الشامل لعمالنا وشركاتنا".
وزارة الخارجية التايوانية قالت من جهتها في تغريدة، "نرحب بهذه الفرصة لتعميق التعاون الاقتصادي بين بلدينا المحبين للحرية مع تشكيل نموذج جديد للتعاون التجاري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وكتب ممثل تايبيه في واشنطن سياو بي-خيم "نرحب بهذا الإعلان، وتايوان جاهزة".
قلق صيني
وترتبط الولايات المتحدة وتايوان بعلاقات تجارية واستثمارية، والجزيرة أيضاً مورد عالمي مهم لبعض أشباه الموصلات الأكثر تطوراً والمستخدمة في كل شيء من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى السيارات والصواريخ.
وفيما تبقى الصين أكبر شريك تجاري لتايوان، عبرت بكين عن القلق إزاء الإعلان عن المحادثات بين واشنطن وتايبه وقالت إنها "تعارض ذلك بشدة".
وقالت المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية شو جويتتينغ، للصحافيين الخميس، إن "الصين دائماً ما تعارض أي اتصالات رسمية بين أي دولة ومنطقة تايوان الصينية"، مضيفةً أن الأمر يتعلق بالعلاقات الصينية - الأميركية.
وتنتهج واشنطن سياسة الاعتراف الدبلوماسي ببكين وليس بتايبه، لكنها ترتبط بعلاقات فعلية مع تايوان وتدعم حقها في تقرير مصيرها.
ضغوط الصين
في غضوت ذلك، قال دانييل كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا، إن جهود الصين الرامية لإخضاع وتقويض صمود تايوان قد تسفر عن حسابات خاطئة وإن من المرجح أن تستمر حملة الضغط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأجرت الصين، التي تعتبر تايوان إقليماً تابعاً لأراضيها، مناورات حربية وتدريبات عسكرية حول الجزيرة هذا الشهر للتعبير عن غضبها من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبه.
وفي حديثه عبر الهاتف الأربعاء 17 أغسطس (آب)، بتوقيت واشنطن العاصمة، قال كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، إن الصين استخدمت رحلة بيلوسي ذريعة لتغيير الوضع الراهن، مما يعرض السلام للخطر. وأضاف "هذه الإجراءات جزء من حملة ضغط مكثفة من جانب جمهورية الصين الشعبية ضد تايوان، والتي نتوقع أن تستمر في التكشف في الأسابيع والأشهر المقبلة". وتابع "الهدف من هذه الحملة واضح وهو ترهيب تايوان وإخضاعها وتقويض صمودها".
سياسة واشنطن "لم تتغير"
وأضاف كريتنبرينك أن الولايات المتحدة كانت صريحة مع الصين في أن نهجها تجاه تايوان لم يتغير، بما في ذلك التزام واشنطن بسياسة "صين واحدة" وعدم دعم الاستقلال الرسمي لتايوان.
وقال "في حين أن سياستنا لم تتغير، فإن ما تغير هو الإكراه المتزايد من بكين. كلمات وأفعال جمهورية الصين الشعبية تزعزع الاستقرار بشدة. إنها تخاطر بحدوث حسابات خاطئة وتهدد السلام والاستقرار في مضيق تايوان". وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الصين في كل محادثة بأنها لا تسعى إلى إثارة أزمة ولن تفعل ذلك.
وأضاف كريتنبرينك أن خطوط الاتصال الأميركية مع بكين لا تزال مفتوحة، وستواصل بلاده عمليات العبور البحرية الروتينية في مضيق تايوان. وأوضح "سنواصل اتخاذ خطوات هادئة ولكن حازمة لدعم السلام والاستقرار في مواجهة جهود بكين المستمرة لتقويضهما وندعم تايوان بما يتماشى مع سياستنا طويلة الأمد".
وتقول حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطياً إن الصين لم تحكم الجزيرة من قبل قط، بالتالي فإن ليس لها الحق في تقرير مستقبلها الذي لا يمكن أن يقرره سوى سكان الجزيرة من دون إكراه. ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها. الصين من جهتها تقول إن تايوان هي القضية الأهم والأكثر حساسية في علاقاتها بالولايات المتحدة.