نشر القضاء الأميركي، الجمعة الـ26 من أغسطس (آب)، وثيقة قضائية تحدد أسباب الشرطة الفيدرالية لتفتيش منزل الرئيس السابق دونالد ترمب في فلوريدا، تم تنقيح مضمونها إلى حد كبير لصالح التحقيق.
ومن دون الكشف عن معلومات خطيرة بسبب عديد من المقاطع المنقحة تقدم هذه الخطوة لمحة عن كيفية احتفاظ دونالد ترمب بوثائق شديدة السرية في مقر إقامته في مارالاغو.
وشعر المحققون بقلق خصوصاً بالاحتفاظ بوثائق سرية في غرفة غير آمنة، بل يمكنها أن تعرض عملاء سريين من الاستخبارات الأميركية للخطر.
وتشير الوثيقة التي نشرت الجمعة إلى أن التحقيقات بدأت عندما أبلغت هيئة المحفوظات الأميركية الوطنية وزارة العدل في التاسع من فبراير (شباط) 2022 أنها تلقت من فريق دونالد ترمب 15 صندوقاً تحتوي على وثائق "سرية" وفقاً للهيئة.
وأكد التحقيق الذي فتحته الشرطة الفيدرالية أن هذه الصناديق تحتوي على 184 وثيقة سرية منها 25 وثيقة في غاية السرية، مما دفع المحققين إلى الاعتقاد بأن "وثائق أخرى تحتوي على معلومات سرية للغاية تتعلق بالدفاع الوطني" لا تزال موجودة في مارالاغو.
وتكمن المشكلة في أن هذه الوثائق الحساسة للغاية "لم تتم إدارتها بشكل مناسب ولم يتم الاحتفاظ بها في مكان مناسب" حسب مقتطفات من رسالة من وزارة العدل إلى محامي دونالد ترمب وردت في التقرير الذي نشر الجمعة.
تفتيش 58 غرفة نوم و33 حماماً
في 8 أغسطس داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي مقر إقامة دونالد ترمب في مارالاغو بفلوريدا وصادر صناديق من الوثائق السرية التي لم يعدها الجمهوري بعد مغادرة البيت الأبيض على الرغم من الطلبات المتكررة.
خلال المداهمة فتش العملاء 58 غرفة نوم و33 حماماً بحسب مذكرة التفتيش، مما أثار غضب أنصار الرئيس السابق.
أمام العاصفة السياسية التي سببتها المداهمة، اضطر وزير العدل إلى عقد مؤتمر صحافي وأكد أنه "وافق شخصياً" على العملية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان القاضي الفيدرالي بروس راينهارت أمر وزارة العدل بنشر هذه الوثيقة الأساسية التي من المفترض أن توضح بالتفصيل الأسباب التي أدت إلى التحقيق مع دونالد ترمب، مشيراً إلى الصالح العام في المداهمة غير المسبوقة لمنزل رئيس أميركي سابق.
لكن القاضي قبل طلب الوزارة بتنقيح أجزاء مهمة من الوثيقة -التي كان من الممكن أن تكشف عن هوية بعض الفاعلين في القضية- باسم الحاجة "الملحة" إلى حماية التحقيقات.
وانتظرت السلطات حتى اللحظة الأخيرة ونشرت الوثيقة التي جاءت في 38 صفحة بعيد الساعة 12.00 (16.00 ت غ) وهو الموعد النهائي الذي حدده القاضي راينهارت. وقد عارضت نشر الوثيقة المذكورة بحجة أنها تتطلب تنقيحاً "مهماً لدرجة أنه سيفرغ النص المسرب من أي محتوى مهم".
"هواة وبلطجية"
وأكد ترمب مجدداً الجمعة على شبكته "تروث سوشال" قبل نشر هذه الوثائق القضائية أنه "لا يحق للهواة والبلطجية في السياسة (...) مهاجمة مارالاغو وسرقة كل ما وجدوه في طريقهم". وقال بغضب كبير "نعيش في بلد لا قانون فيه".
والإثنين طلب الرئيس الأميركي السابق تعيين خبير مستقل لدرس الوثائق التي ضبطها مكتب التحقيقات وتحديد أي منها يمكن أن يظل "سرياً" ولا يمكن استخدامها في التحقيقات.
ولائحة الأغراض التي ضبطها مكتب التحقيقات الفيدرالي ونشرت تشير إلى عديد من الوثائق "السرية للغاية". والسؤال يكمن في معرفة ما محتوى هذه الوثائق.
ويشتبه المحققون في أن يكون الجمهوري انتهك قانوناً أميركياً حول التجسس ينظم بوضوح حيازة وثائق سرية. وأكد ترمب أن صفة السرية رفعت عن هذه الوثائق.
وفتح تحقيق أيضاً بحق ترمب حول مسعاه لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية في 2020، ودوره في هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021.
ودونالد ترمب الذي ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024 لطالما انتقد هذه العملية، التي يرى أنها مثال على "الحملة الشعواء" التي تستهدفه. وحتى الآن ليس ملاحقاً في أي قضية.