يقول مديرو المدارس في بريطانيا إنه لا ينبغي السماح للآباء بإخراج أطفالهم بشكل انتقائي من دروس التربية الدينية، إذ كشفت دراسة عن تقديم كثير من طلبات الانسحاب بسبب تعليم الإسلام.
كشف بحث من جامعة "هوب في ليفربول" أن أكثر من اثنين من بين كل خمسة مديري مدارس ومدرّسي مادة التربية الدينية قد تلقوا طلبات بسحب الطلاب بسبب تدريس إحدى الديانات.
ركزت طلبات الانسحاب هذه التي قدمها الآباء على الإسلام بصورة رئيسة، وفقاً لدراسة شملت 450 مدير مدرسة ورؤساء أقسام التربية الدينية.
وقال أحد المشاركين، الذي تلقى طلبات بسحب الأطفال من زيارات المساجد: "الطلاب الذين أُخرجوا من هذه الصفوف هم أكثر الطلاب حاجة إلى فهم الثقافات المختلفة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعتقد غالبية المعلمين، 71 في المئة منهم، أن القانون الذي يسمح للآباء بسحب أطفالهم من التعليم الديني لم يعد مطلوباً، وفقاً للدراسة التي نشرت في المجلة البريطانية للتعليم الديني.
يأتي ذلك بعد أن كشف تقرير لمجلس بلدية منطقة ثاروك أن الآباء في مقاطعة إسيكس كانوا يسحبون أطفالهم من دروس التربية الدينية احتجاجاً على تدريسهم الإسلام ويمنعونهم من زيارة المساجد.
قالت إيمان عطا، مديرة مجموعة "تِل ماما"، وهي مجموعة ناشطة تسجل وتقيس الأحداث المعادية للمسلمين في بريطانيا، للاندبندنت "سمعنا عن الحالات التي يسحب فيها الآباء أطفالهم من زيارات المساجد المدرجة في برامج التربية الدينية لأنهم لا يريدون أي صلة بها... يحدث هذا على مدار السنوات الخمس الماضية ويُظهر أن ثمة آباء لديهم مخاوف من الإسلام أو أنهم لا يستسيغونه. هذا أمر مقلق أيضاً، فالأطفال يتعرضون لهذا النوع من الآراء. وهذه مؤشرات سلبية إلى مستقبل تعايش الناس والمجتمعات معاً".
حقّ الوالدين بسحب أطفالهم من التربية الدينية والعبادات الجماعية الموجود حالياً، راسخ في التسوية القانونية في قوانين التعليم في 1944 وفي 1988. وفي وسع الوالدين سحب أطفالهم من جزء من منهاج التربية الدينية أو بالكامل من دون تقديم سبب أو تبرير خطوتهم.
حذر المعلمون في أبريل(نيسان) العام الماضي من أن الآباء ينتهكون الحق في سحب أطفالهم من دروس التعليم الديني بصورة متزايدة بسبب تحيّزاتهم.
ودعا أعضاء قسم رابطة المعلمين والمحاضرين في الاتحاد الوطني للتعليم الحكومةَ إلى اتخاذ خطوات لمنع الآباء من سحب الأطفال الصغار بشكل انتقائي من فصول التربية الدينية.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن "المشاركين يرون أن الحالات التي يسحب فيها الوالدان أطفالهما بشكل انتقائي بسبب أحد الأديان، الإسلام في الغالب، تنمّ في كثير من الأحيان عن عدائية وتعصب إزاء معتنقي الأديان الأخرى... صحيح أن بروز الإسلام كغاية للانسحاب ينطوي على تحيّز، ومع ذلك تشير نتائجنا إلى أن المعلمين يرون أن أسباب هذا الانسحاب تتمثّل في سوء الفهم أكثر من الأحكام المسبقة والتحيّز".
© The Independent