عاد لاعب الوسط الهجومي، عمرو وردة، مجدّداً إلى قائمة المنتخب المصري المشاركة في بطولة أمم أفريقيا، التي تستضيفها مصر في الفترة من 21 يونيو (حزيران) إلى 19 يوليو (تموز)، وذلك بعدما قرّر مجلس إدارة اتّحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة التراجع عن قرار استبعاده من القائمة نهائياً على خلفية وقائع تحرش نُسبت إليه.
وقال الاتحاد المصري لكرة القدم في بيانٍ، عبر صفحته الرسمية على موقع الـ"فيسبوك" صباح اليوم (الجمعة) "عقد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة جلسة وديّة مع لاعبي المنتخب الوطني وجهازهم الفني في مقر إقامة الفريق مساء أمس، في حضور المهندس هاني أبو ريدة رئيس اتحاد كرة القدم، حيث حثّ الوزير لاعبي مصر على بذل أقصى جهدهم لتحقيق ما ينتظره الملايين من شعب مصر منهم في بطولة الأمم الأفريقية التي تنظمها مصر حاليا".
وتابع البيان "وقد أثنى المهندس هاني أبو ريدة خلال الاجتماع على روح التكاتف بين اللاعبين ورغبتهم في العفو عن زميلهم عمرو وردة ورفع الإيقاف عنه والتزامهم أيضاً بأي قرار يصدر عن اتحاد كرة القدم في هذا الشأن، حيث قرّر تخفيض عقوبة الإيقاف على اللاعب حتى نهاية الدور الأول للبطولة فقط" .
وأضاف البيان "وأكد أبو ريدة للاعبين على مطلبه ومطلب الجميع منهم أن يستمر هذا التكاتف بينهم وينعكس على أدائهم في الملعب لإسعاد جماهيرهم وشعب مصر".
وأتى هذا البيان ليُنهي حالة من الجدل استمرت لمدة 6 أيام، كانت بدايتها يوم الأحد 23 يونيو (حزيران)، حينما نشرت عارضة أأزياء مصرية مُقيمة في الإمارات صورا لرسائل مُرسلة إليها من بعض لاعبي المنتخب المصري، وعلى رأسهم عمرو وردة، واتّهمتهم بـ"التحرش" بها، مما خلق حالة من الجدل زادت على خلفية تعليقات ساخرة من اللاعب على الأمر، وتأكيد مدير المنتخب الوطني المصري إيهاب لهيطة أن الرسائل حقيقية وأن جهاز المنتخب يُجري تحقيقات في الأمر.
ومع انحسار حالة الجدل نسبيا، نشرت فتاة مكسيكية يوم الأربعاء الماضي، مقطع فيديو مُخلّ للاعب عمرو وردة، ومع ازدياد حالة الشحن والانتقادات للاعب والمنتخب، تم إعلان استبعاده نهائياً من المنتخب الوطني وبطولة أمم أفريقيا.
ولم تمرّ ساعات قليلة إلا وبدأ لاعبو المنتخب المصري في إظهار تعاطفهم مع عمرو وردة ودعمه في مواجهة قرار الاستبعاد.
وجاءت البداية عبر احتفال قائد الفراعنة، أحمد المحمدي، الظهير الأيمن لفريق أستون فيلا الإنجليزي، بهدفه في شباك جمهورية الكونغو، مشيراً بأصابع يديه إلى الرقم "22" الذي يحمله قميص وردة مع المنتخب الوطني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأثار هذا الاحتفال جدلاً واسعاً بين الجماهير المصرية والعربية على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً إلى حالة الانشقاق والاختلاف في الآراء التي أحدثتها أزمة "وردة" وواقعة استبعاده من المنتخب المصري في وقت عصيب ليُكمل الفريق المصري مشواره في البطولة بقائمة ناقصة.
وعقب نهاية المباراة مباشرة وخلال احتفال اللاعبين بفوز المنتخب المصري على جمهورية الكونغو بهدفين من دون ردّ في الجولة الثانية بدور المجموعات، وضمان التأهل لدور الـ 16 –دون تحديد مركزه في المجموعة بعد– رفع باهر المحمدي، مدافع فريق الإسماعيلي، قميص "وردة"، ليزيد من حالة الجدل والانقسام بين الجماهير.
وأكد أحمد المحمدي، في تصريحات تلفزيونية بعد المباراة، دعمه الكامل وكل زملائه لعمرو وردة، حيث قال "عمرو وردة واحد مننا وكلنا نخطئ، نحن بشر ولن نترك عمرو وحده، فهو يظلّ لاعبا مثّل مصر، وأحيانا تحدث أشياء تخرج عن إرادة أي شخص، ولكن يجب أن نقف بجانبه بدلاً من تدميره".
وجاء التعليق الأبرز على الأزمة وقرار الاستبعاد من نجم المنتخب المصري وفريق ليفربول محمد صلاح، الذي سجل ثاني أهداف الفراعنة في شباك جمهورية الكونغو، حيث غرّد بالإنجليزية عبر حسابه على تويتر، قائلاً "النساء يجب أن تعامل بأقصى درجات الاحترام، (لا) تعني (لا)، وهذه الأشياء يجب أن تبقى مقدسة".
وأضاف "أعتقد أيضا أن الكثيرين يمكن أن يخطئوا، ويمكن أن يتغيروا للأفضل ولا يجب إرسالهم مباشرة إلى المقصلة، والتي هي أسهل طريقة لحل الأزمات".
وأكمل "يجب أن نؤمن بالفرص الثانية فنحن نحتاج إلى الإرشاد والتثقيف، الصفع ليس هو الحل".
وبدا أن كل ما سبق من دعم وتصريحات وتغريدات، كان تمهيداً لاعتذار وردة للجماهير، حيث نشر في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي مقطع فيديو مدته 17 ثانية عبر صفحته الموثّقة على موقع الـ"فيسبوك"، اعتذر فيه لأسرته وزملائه والجهاز الفني والجماهير ووعد بعدم تكرار مثل هذه الأفعال مرة أخرى.
وازدادت رسائل الدعم للاعب من لاعبي المنتخب وعدد كبير من اللاعبين والمشاهير المصريين، ما دفع الجهاز الإداري للمنتخب لعقد جلسة من كبار اللاعبين في حضور رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة، طالبوه خلالها بالعفو عن وردة وهو ما حدث، حيث عاد اللاعب إلى قائمة البطولة مع استمرار إيقافه حتى نهاية الدور الأول، الذي ينتهي بنهاية المباراة المقبلة أمام منتخب أوغندا.
وسادت حالة من الاحتقان بين أوساط الجماهير المصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، مع اعتراضات شديدة على عودة وردة للمنتخب المصري ورفض تدخّل اللاعبين، وعلى رأسهم محمد صلاح، للتوسط للاعب في العودة لارتداء قميص الفراعنة.