لا أعرف ما الذي يدور بين كريس باين وهاري ستايلز، ولكن هنالك على ما يبدو مشكلة (حتى لو كانت مفتعلة: ولكن سنخبركم بمزيد عن ذلك لاحقاً).
إنها مشكلة واضحة وتدمع لها العين تجعلك تشعر بالإحراج للنظر إليها حتى وإن كنت مثلي، اضطررت للبحث على محرك "غوغل" عما يشتهران به بالتحديد (ظهر باين في أول أفلامه بشخصية اللورد ديفيرو في فيلم "ذا برينسس دايريز 2: رويال انغايجمنت) (The Princess Diaries 2: Royal Engagement) وهناك رأيناه وحسب) لأن ذلك مكتوب بوضوح على وجهيهما. حسناً، على وجه واحد منهما هو كريس باين لنكون أكثر تحديداً.
من اللحظة التي فتح فيها هاري ستايلز فمه، تحول وجه باين إلى تعبير ثابت يشبه قناع المسرح الياباني الشهير "نو" ويعكس وجهه المخادع الذي يعني "أنني لن أسمح لمشاعري بأن تظهر" قمة الأداء التمثيلي الذي يحتاج إليه ستايلز بشدة إذا أردنا تصديق التعليقات حول أدائه في "دونت ووري دارلينغ" (Don”t Worry Darling). ويبدو أن ذلك يستمر في الحصول كلما اجتمع الاثنان معاً.
فمن أين أتى كل ذلك؟ قمت ببحث معمق لأنه– بصراحة- ليس لدي أي اهتمام خاص أو ثابت بأي منهما، ما عدا إعجابي بستايل (أسلوب) ستايلز. مغني بوب عالمي تحول إلى ممثل ومن ثم إلى أيقونة موضة يبدو رائعاً في كارديغان ولؤلؤ؟ أدعم ستايلز لرئاسة الحكومة متى انتهى جو ليسيت من أداء هذا الدور. على الأقل دعوه يدخل إلى داونينغ ستريت ليمنح ليز تراس الباهتة وغير الجذابة بعض النصائح والإرشادات المتعلقة بارتداء الملابس.
ولكن لا تشكل مزايا أقمشة ستايلز موضوع نقاشنا هنا بل تمثيله.
فقد تم اتهام المغني الرئيس السابق في فريق "وان دايركشن" (One Direction) بأنه "رديء" و"يشبه الرجل الآلي" في فيلمه الجديد من نوع الإثارة النفسية من إخراج الممثلة أوليفيا وايلد التي يصادف أنها حبيبة ستايلز.
ولكن إن كانت مهارات ستايلز التمثيلية يستهان بها، فمهارات شريكه في البطولة وبطل فيلم "واندر وومن" (Wonder Woman) ليست كذلك وإن كان إعلاناً ترويجياً حديثاً لمقابلة أمر يؤخذ بعين الاعتبار، من المؤكد أن باين هو من يستحق جائزة أوسكار عن جدارة.
ففي مقاطع مصورة انتشرت على الإنترنت، بدا ستايلز يماطل في التعبير عما أعجبه في فيلم شريكته وبلغ ذلك ذروته في مقولته الغريبة خلال المؤتمر الصحافي: "أتعرفون أكثر ما أحبه في شأن الفيلم؟ هو أنه يبدو وكأنه فيلم، يبدو الأمر وكأنه فيلم حقيقي مثل الذهاب إلى فيلم سينمائي تعرفه نوعاً ما... سبب ذهابك لمشاهدة شيء ما على الشاشة الكبيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكن، على غرار اللحظات السينمائية العظيمة، لم يكن ما كان يجري أمام الكاميراً هو الذي يروي الحكاية ولكن ما يحصل في كواليس التصوير. وإلى جانب ستايلز الذي نظر بإمعان إلى حضنه، تحول وجه باين من مرتبك إلى يائس، وبدا مصمماً للغاية على عدم إظهار رد فعله وبهذا أصبح هو القصة، وفي حين بدأ ستايلز يتحدث بطريقة مترنحة فلسفية كشخص في حفلة منزل عند الرابعة فجراً، لأظهر باين تكشيرة وجهه وسعى بسرعة إلى لملمة نفسه. ينبغي أن تكون خبيراً في لغة الجسد لتتمكن من مجاراة هذين الرجلين.
على "تويتر"، تمت مشاركة مقطع الفيديو مرفقاً بتعليق بارز: "بوسعكم تقريباً رؤية الصراخ الذي يجتمع في حنجرته".
حتى إن أحد التعليقات وصفت ستايلز بأنه "اكتشف للتو ما هو التمثيل" – يا له من أمر موجع!
ولكن من الواضح ما هو التمثيل، نعرف بالتحديد ما هو التمثيل: انظروا فقط إلى كريس باين. يشبه وجهه ذلك الوجه الذي نراه في حفل زفاف عندما يكسر والدك حركات الرقص وتشعر في داخلك بالرعب، تنكمش مقلة عينيك وتجف وتعاني لكي تتمكن من إغلاقها لكنك لا تسمح لها بذلك لأنه عليك أن تكون داعماً له– فتقوم عوضاً عن ذلك بالتصفيق.
انظروا إلى زوايا فم باين المنحوتة بإتقان، هل هو حقيقي فعلاً؟ لا بد أنه كذلك، فقد كان كذلك أثناء أداء دور أمير سندريلا في فيلم "إنتو ذا وودز" (Into the Woods) في عام 2014. فمه يعكس أنه مستمتع قليلاً، لكنه عازم تماماً على عدم إظهار ذلك: عمل فذ من الرزانة التي ستشكل مدعاة فخر للآلهة اليونانية نفسها.
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد– فقد برز مقطع فيديو جديد أدى ببعض المشاهدين إلى التكهن بأن المشكلة الغامضة بين البطلين الزميلين كبيرة ومتفاقمة جداً لدرجة أنه يرجح قيام ستايلز بالبصق في حضن باين أثناء عودته إلى مقعده بعد العرض الرسمي الأول للفيلم ضمن فعاليات مهرجان البندقية السينمائي مساء الأحد. وفيما ليس في وسعي رؤية دليل واضح على البصق في الفيديو عندما أشاهده، بدا أن باين توقف عن التصفيق ونظر في حضنه تماماً كما فعل في المؤتمر الصحافي، فيما كان ستايلز يتفوه بالتفاهات كما تفعل عمتك المخمورة خلال عشاء عيد الميلاد. مجدداً، تماماً كما حصل حينها، بدا أنه مرتبك.
وحازت الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي على حصتها في النزاع إذ اقترح بعضها أن باين على خصومة مع ستايلز بسبب بطلة الفيلم فلورانس باغ (التي يشاع أنها تواجهت مع وايلد في موقع التصوير على الرغم من أن الأخيرة نفت الأمر بشكل قاطع) ولكنني لم أقتنع بذلك. فلا يشبه الوضع ما حصل بين كريس روك وويل سميث خلال الأوسكار (حين بدت اللكمة حقيقية بالفعل).
على العكس، يبدو أن هذا الثنائي يستمتع بشكل أكبر بالخصومة. يعرف كلاهما أنهما يشكلان نقطة الحديث الرئيسة للفيلم كما أنهما يدركان حتماً أن ما من شيء "هوليوودي" أكثر من إشاعات تتناول نزاع بين البطلين الزميلين الوسيمين في موقع تصوير فيلم من إخراج ممثلة يصادف أنها حبيبة البطل. ولعله من غير المفاجئ أن يكون فيلم "دونت ووري دارلينغ" أحيط بإشاعات عن نزاعات وقصص حب في موقع التصوير وتغييرات مفاجئة طالت الممثلين.
يتبادر إلى ذهني القول المأثور: ليس هنالك دعاية تضاهي الدعاية السيئة أليس كذلك يا فتيان؟ دعونا نجلس باسترخاء ونشاهد ما الذي سيحصل تالياً، يذهلني أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يحدث شيء ما، ربما ستايلز ممثل عظيم في نهاية المطاف.
© The Independent