حذر الأطباء من "تسونامي في الطلب" هذا الشتاء مع ارتفاع مراجعات المرضى بنسبة 200 في المئة.
وقال أحد أكبر مزودي الخدمات الطبية في المملكة المتحدة، "موداليتي بارتنرشيب" (Modality Partnership) لصحيفة "اندبندنت" إنهم تلقوا 4.8 مليون اتصال من المرضى خلال عام واحد فقط، وإن ربعها يمر من دون إجابة عبر العديد من ممارساتها الطبية يومياً.
وقال المزود الذي يغطي 500 ألف مريض في أنحاء البلاد، إن ممارساته تعمل فوق "المستويات الآمنة" مع 50 موعداً طبياً يومياً لكل طبيب، وهو عدد أعلى بكثير من العدد البالغ 35 موعداً الذي نصحت به الجمعية الطبية البريطانية.
وفي تصريح لـ"اندبندنت"، قال فنسنت ساي الرئيس التنفيذي والشريك في مؤسسة "موداليتي"، إنه يجدر بوزيرة الصحة الجديدة تيريز كوفي "عدم توجيه أصابع الاتهام" و"عدم السعي إلى إيجاد كبش فداء" لأن "كل جزء من النظام يشهد ضغطاً وكل عامل في النظام الصحي يرزح تحت ضغط هائل".
ويأتي التحذير بعد أن أكدت رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس أن الوصول إلى الأطباء يشكل إحدى أولوياتها كرئيسة وزراء.
ولم تحدد وزيرة الصحة كوفي بعد التفاصيل الرئيسة للخطة الرامية إلى تحسين الوصول إلى الأطباء ولكنها أكدت أنها لن تفرض أي رسوم على المواعيد الطبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال سي: "نعتقد أن اتصالات المرضى ارتفعت بنسبة 200 في المئة خلال السنوات القليلة الماضية. كانت التوقعات تشير إلى أنه ربما يتلقى الطبيب الممارس أربعة إلى خمسة اتصالات مع المرضى سنوياً ولكن إذا نظرتم إلى عدد الاتصالات الهاتفية وحدها، يظهر أن العدد يفوق ذلك بكثير، وتابع قائلاً، "هنالك حلقة مكسورة في مكان ما، فهناك كثير من العمل وقليل من الأشخاص، يقول الأشخاص إنه ليس بوسعهم الوصول إلى طبيبهم وتزعم الفرضية أنهم كسالى ولا يعملون ولكنه ليس الحال أبداً".
وأظهرت البيانات التي جمعتها "موداليتي" زيادة بنسبة 54 في المئة سنوياً في عدد المرضى الذين يحتاجون إلى وصفات طبية و30 في المئة في عدد جلسات فحص الدم، و25 في المئة في المهام الإدارية، و45 في المئة في أعمال الاستقبال.
وتبين أيضاً أن مستويات إحالة المرضى عام 2022 عبر ممارسات موداليتي الـ20 هي ضعف المستويات التي سجلت عام 2019، هذا وقد بلغت مستويات مغادرة الموظفين 28 في المئة.
وقال ساي، إن معدل دوران الممارسات الطبية كان مدفوعاً بمغادرة طاقم العمل في الصفوف الأمامية لوظائفهم لأسباب تتراوح بين سوء المعاملة من المرضى وتلقي فرص عمل أخرى خارج مجال الرعاية الصحية كالعمل لصالح سلسلة متاجر "ألدي".
وتحدثت الدكتورة مينا غوبتا لـ"اندبندنت" وهي المديرة الطبية في "موداليتي بارتنرشيب" واصفة كيف أنها تعمل على فحص الدم والإحالات الطبية وفي المنزل بعد ساعات من العمل في العمليات الجراحية.
وأضافت قائلة: "سيكون الشتاء مخيفاً بالنسبة إلينا لأن أزمة التكلفة المعيشية ستصيب الأشخاص، وسنشهد تسونامي في الطلب يجتاحنا لأسباب مختلفة كثيرة."
كما حذرت د. غوبتا من المستويات "الهائلة" من الطلب على خدمات السلامة العقلية. وقالت، "لم يسبق لي أن رأيت هذا الكم من المراجعات في حالات الصحة العقلية، وأنا طبيبة منذ 35 عاماً، يضم كل اتصال عنصراً يتعلق بالسلامة العقلية".
وأعلنت موداليتي لصحيفة "اندبندنت" أنها تجري محادثات مع قادة المجتمع المحلي لفتح القاعات أمام المرضى لتوفير "ملاذ" فيها استجابة لأزمة الطاقة.
وفي الحديث عن الوطأة التي تواجهها القوى العاملة، أضافت د. غوبتا: "لا يوجد عصا سحرية لإنجاز العمل، وفي وقت كانت لقاحات "كوفيد" ولقاحات الإنفلونزا تمنح خلال عطلات نهاية الأسبوع، كان الطاقم نفسه يعود إلى العمل في بحر الأسبوع من التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً".
ووصفت الطبيبة التي تعمل في خدمة طبية في قلب مدينة بيرمنغهام كيف واجه طاقم عملها سوء المعاملة من بعض المرضى.
متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، صرح بالقول: "تركز وزيرة الصحة والرعاية الاجتماعية على تلبية طلبات المرضى وقد وضعت أربع أولويات هي: الحد من تأخيرات سيارات الإسعاف، العمل على إنجاز الأعمال المتراكمة جراء كوفيد، تعزيز الرعاية وزيادة عدد الأطباء وأطباء الأسنان".
"هنالك نحو 1500 طبيب إضافي يعملون في الممارسة الطبية العامة حالياً مقارنة بعام 2019 كما بدأ عدد قياسي من الطلاب بتلقي التدريب خلال العام الماضي فضلاً عن إنفاقنا 1.5 مليار جنيه استرليني لخلق 50 مليون موعد إضافي بحلول عام 2024".
© The Independent