لا تزال أصداء التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الـ19 من أغسطس (آب) الماضي حول وجوب إقدام بلاده على خطوات متقدمة مع سوريا تثير توجس "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق البلاد المدعومة بقوات "سوريا الديمقراطية".
ويرى المسؤولون في "الإدارة الذاتية" أن التحركات الأخيرة بين كل من سوريا وتركيا للوصول إلى اتفاق تأتي بمساعدة كل من إيران وروسيا، وأن إعادة العلاقات بين الحكومتين في أنقرة ودمشق ستكون على حساب الشعب السوري.
وقال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" بدران جيا كرد في لقاء مع نخب سياسية واجتماعية بمدينة القامشلي، الأربعاء الماضي، إن إدارته لا تقف ضد إقامة علاقات الجوار القائمة على الصداقة، وإنه من الضروري أن تكون هناك علاقات حسن جوار بين البلدين، لكن ليس على حساب فصيل معين من الشعب السوري، مشيراً إلى أن هذه العلاقة ستكون في سياق آخر "ولن نقبل بها".
واستطرد المسؤول بـ"الإدارة الذاتية" في حديثه حول طبيعة علاقة تركيا مع سوريا في المراحل المختلفة، منوهاً بأنها لم تكن قائمة على مبدأ حسن الجوار، بل كانت "علاقات أمنية". وأضاف أنه "إذا ما توصل الطرفان إلى اتفاق فإن سوريا ستكون على أعتاب مرحلة جديدة، وستكون مناطق (الإدارة الذاتية) هي الهدف المرجو منها، لذلك من المهم النظر إليها بجدية، ولن نقبل بأي اتفاق على حساب السوريين".
الاستعداد داخلياً
وحول الاستعداد من جهة "الإدارة الذاتية" في حال حصول تقارب بين حكومتي دمشق وأنقرة قال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" لـ"اندبندنت عربية" إنهم يتخذون من مسار الحوار السوري - السوري خياراً استراتيجياً لمواجهة ما سماه الخطط والسياسات التي تستهدف إرادة السوريين، وإن "مجلس سوريا الديمقراطية" يسير في هذه المهمة التي تعمل بشكل مكثف على عقد مؤتمر سوري للقوى والشخصيات الديمقراطية.
وأضاف أن لدى "الإدارة الذاتية" توجهاً ليس بجديد حيال كيفية تعاطي مكونات المنطقة بالمخاطر المحدقة، وتعمل من أجل أن يكون لكل مكون دور أساسي واستراتيجي في إدارة المنطقة، على حد قوله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار جيا كرد إلى أن "الإدارة الذاتية" تسير في تنفيذ خطة تطوير الحوكمة واستكمال صياغة العقد الاجتماعي والانتخابات المحلية إلى جانب وضع خطط لمعالجة الأزمات الخدمية وتطوير مشاريع إنمائية، إضافة إلى تنشيط العمل الدبلوماسي لكسب دعم واستقرار المنطقة من النواحي السياسية والاقتصادية والإنسانية.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي للصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من زيارة إلى أوكرانيا أعقبت لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ بحثا في سوتشي التطورات بالساحة السورية، واستبعد على أثرها موافقة روسيا على أي عمل عسكري كانت تركيا تنوي القيام به في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية".
وقال أردوغان، "ليس لدينا أطماع في أراضي سوريا والشعب السوري أشقاؤنا ونولي أهمية لوحدة أراضيهم ويتعين على النظام إدراك ذلك"، مضيفاً أنه يتوجب على بلاده الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا "يمكننا من خلالها إفساد عديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي"، وفق ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" التركية.
وأثارت التصريحات التركية حفيظة السكان في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية التي بدأت في تظاهرات شعبية اتهمت فيها تركيا باستغلالها في النزاع، رافضين بذلك أي تطبيع مع نظام السوري، كما سبقتها تظاهرات تحت عنوان "لن نصالح" في رد على تصريحات لوزير خارجية تركيا مولود تشاويش أوغلو الذي دعا هو الآخر إلى تحقيق المصالحة بين النظام والمعارضة.