"لا صوت يعلو فوق صوت الكرة"، هذا هو حال الشارع المصري منذ انطلاق بطولة الأمم الأفريقية في مصر، فلا تخلو مناقشات المواطنين بالمنازل والشوارع ووسائل المواصلات من الحديث عن المباريات واللاعبين والفرق المشاركة والتنبؤ بالنتائج وأداء المنتخبات المختلفة.
ويحرص المصريون على متابعة البطولة سواء بالحضور إلى الاستاد، أو عبر الشاشات في المنازل أو المقاهي، لكن مظاهر الاحتفاء بالمنتخب المصري خصوصاً والبطولة عموماً لها طابعها الخاص، فالأطفال يرسمون أعلاماً على وجوههم، والفتيات يشاركن في الهتاف والتشجيع، وكثير من التقاليد المصرية الرياضية. "اندبندنت عربية" التقت بعض المواطنين لتتعرف عن قرب على طقوس المصريين في أمم أفريقيا.
قميص المنتخب وعَلْم مصر
تقول نهى أحمد، 36 عاماً، "شاهدت إحدى مباريات منتخب مصر في استاد القاهرة بصحبة زوجي وأطفالي ومجموعة من الأصدقاء، وكانت المرة الأولى بالنسبة إليّ. هي تجربة مختلفة تماماً عن متابعة المباراة في المنزل".
وعن شعورها أثناء وجودها بالاستاد أضافت "يجمع كل الحاضرين شعورٌ واحدٌ، الجميع إخوة وعائلة واحدة، الحماس يسيطر على الجميع، والدعوات للمنتخب المصري تكون نابعة من القلب".
وحول طقوس مشاهدة المباراة تقول "نحرص على التجمع مع الأسرة أو الأصدقاء، ويرتدي أطفالي قميص المنتخب المصري، إضافة إلى رسم عَلْم مصر على وجه الأبناء".
في المقاهي ذلك أفضل جداً
أحمد مصطفى، 17 عاماً، طالب بالثانوية العامة، يشير إلى أن "موعد البطولة يتواكب مع اختباراته الدراسية"، مضيفاً "اتفقت وأصدقائي مع عائلاتنا بأن نشاهد مباريات المنتخب المصري بأحد المقاهي وسط المواطنين، فالتجمّع الجماهيري يخلق روحاً مختلفة، ويشعل الحماس في التشجيع".
يحرص كثير من النوادي ومراكز الشباب وأماكن التجمعات الكبيرة، خصوصاً المهتمة بالكرة ومجالات الرياضة، على وضع شاشات كبيرة ليحتشد الناس حولها ومتابعة المباريات في أجواء حماسية.
أكلات خفيفة
ومن داخل أحد النوادي الكبرى بوسط القاهرة تقول عزة حسن "مشاهدة المباريات في النادي طقسٌ معتادٌ لدينا، وسط هذا التجمع الكبير، والتفاعل مع الأجواء الحماسية، التي تكون موجودة بين الجميع. وبشكل عام أهتم بمباريات المنتخب المصري في البطولات الكبرى أكثر بكثير من المباريات الخاصة بالفرق في الدوري".
وأضافت "في أحيان أخرى نشاهد المباريات بالمنزل بصحبة أولادي وأحفادي الصغار، وأحرص على خلق أجواء مثاليّة للتشجيع، فأجهز أعلام مصر لأحفادي، وأعدّ بعض الوجبات الخفيفة والمشروبات لكل الأسرة".
غرس الانتماء
ويرى المهندس أحمد حسين أن "البطولة حدث كروي كبير ننتظره، وأحرص على اصطحاب أولادي لمشاهدة مباريات مصر في تجمع مثل هذا، بهدف غرس الانتماء، فالروح الحماسيّة تعلو بين الجماهير، والكل يدعو بالنصر ويرفع الأعلام".
مشاهدة الفتيات في مدرجات الاستادات أصبحت أمراً مألوفاً، وبدأ يتزايد اهتمامهن بكرة القدم. تقول سهى حسن، 22 عاماً، "أهتم بمتابعة مباريات المنتخب المصري، وحضرت إحداها باستاد القاهرة بصحبة إخوتي وأصدقائي، وغالباً ما أشاهد مع أسرتي في المنزل أو بأحد الكافيهات، إذ تكون الأجواء حماسيّة بشكل أكبر، وأتابع نتائج الفرق الأخرى لأعرف وضع المنتخب المصري بالبطولة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الفتيات يهتفن
وتضيف أميرة أحمد، 20 عاماً، "أتابع المباريات باهتمام شديد سواء في المنزل أو خارجه، ويرتب جميع أفراد الأسرة مواعيدهم على وقت المباراة، وأرتدي أنا وإخوتي قميص المنتخب، ونرسم الأعلام على وجوهنا، وكلما سجّل المنتخب المصري هدفاً نشعر بالفخر والسعادة".
وتتابع، "الاهتمام بالمنتخب المصري ولقاءاته يجمع كل الأسرة بمختلف الأعمار، والفتيات لديهن اهتمام كبير مثل الرجال، وأتمنى أن أشاهد مباراة بالاستاد وسط الجماهير الكبيرة".