قال مسؤولون، الإثنين الـ12 من سبتمبر (أيلول)، إن السلطات الباكستانية تسعى جاهدة إلى حماية محطة طاقة مهمة توفر الكهرباء لملايين الناس من خطر الفيضانات المتزايد وتتخذ خطوات في هذا الصدد مثل بناء سد أمامها.
وأثرت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية القياسية وذوبان الكتل الجليدية في الجبال الشمالية في 33 مليون شخص، وأودت بحياة ما يقرب من 1400 وغمرت منازل وطرقاً وسككاً حديدية وماشية ومحاصيل، وتسببت في أضرار قدرت بنحو 30 مليار دولار.
وقالت الحكومة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تغير المناخ هو سبب الطقس السيئ الذي أدى إلى الفيضانات التي غمرت ما يقرب من ثلث مساحة الدولة البالغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
وتزود محطة الكهرباء في منطقة دادو بإقليم السند الجنوبي، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً في البلاد، ست مقاطعات إقليمية بالطاقة.
وأظهرت زيارة لموقع المحطة أمس الأحد أن القوات كانت تعمل على تعزيز سد أقيم أمام المحطة.
وقال سيد مرتضى علي شاه، وهو مسؤول كبير في المنطقة، لـ"رويترز" الإثنين "تم اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية بالفعل لإنقاذ شبكة الكهرباء في حال حدوث أي فيضانات".
وجاءت تصريحات المسؤول بعد أن أصدر رئيس الوزراء شهباز شريف أوامر بضمان عدم تعرض محطة الطاقة للفيضانات، وذلك بحسب ما أفاد به راديو باكستان الرسمي.
مجزرة مناخ
وزار غوتيريش، السبت الـ10 من سبتمبر الحالي، مناطق عدة اجتاحتها الفيضانات في باكستان، ودعا إلى دعم مالي عالمي متزايد للبلاد في ختام زيارة استغرقت يومين واستهدفت زيادة الوعي بالكارثة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة "اليوم باكستان وغداً قد تكون بلادك أينما تعيش، هذه أزمة عالمية، إنها تتطلب تصدياً عالمياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشعر السكان والعاملون في المجال الصحي بالقلق بسبب العدد المتزايد من الأطفال المصابين بالتهابات المعدة والأمعاء وغيرها من الأمراض نتيجة اضطرار كثيرين من السكان إلى شرب مياه الفيضانات الملوثة.
وقال غوتيريش إن على المجتمع الدولي فعل مزيد لمساعدة الدول الأكثر تضرراً من آثار تغير المناخ بدءاً بباكستان، مضيفاً "رأيت كثيراً من الكوارث حول العالم لكني لم أر أبداً مجزرة مناخ بهذا الحجم".
وتابع أنه إضافة إلى تقديم تمويل لمساعدة الدول في التعافي من آثار تغير المناخ والتكيف معه، يتعين على دول مجموعة الـ20 تعزيز أهدافها الوطنية في ما يتعلق بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري سنوياً.
آليات جديدة
كما دعا إلى آليات جديدة لتخفيف عبء الديون عن البلدان المعرضة لتداعيات تغير المناخ مثل باكستان، وطلب أن يصار إلى مبادلات للديون بحيث تسدد الدولة المدينة مدفوعات لتمويل مشاريع المناخ في الداخل بدلاً من الاستمرار في سداد مدفوعات الديون الخارجية، وأضاف "إنها مسألة عدالة. باكستان تدفع ثمن ما فعله آخرون".
وشهدت باكستان في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين هطول أمطار بمعدل 391 ملليمتراً أو ما يقرب من 190 في المئة أعلى من متوسط 30 عاماً، ووصل هطول الأمطار في إقليم السند جنوب البلاد إلى نسبة تتجاوز 466 في المئة أكثر من المتوسط.
وتعد باكستان مسؤولة عن أقل من واحد في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، لكنها الثامنة على قائمة وضعتها منظمة "جيرمان ووتش" غير الحكومية للدول الأكثر عرضة لخطر الظواهر القصوى الناجمة عن التغير المناخي.