عُثر على عيب جديد في طائرة "بوينغ 737 ماكس" ربما يتسبّب في نزول مقدّمتها إلى الأسفل بشكل مغلوط، وفق الشركة المُصنّعة لتلك الطائرات. ومن شبه المؤكد تقريبًا تأخير عودة الطائرة إلى التحليق، وقد أوقفت عن الخدمة بعد تعرضها إلى حادثي تحطّم مميتين.
وأفادت شركة "بوينغ" إنّ طيارينَ اختبارينَ تابعينَ إلى "إدارة الطيران الفيدرالية (الأميركية)" اكتشفوا مشكلة في برمجيات نظام الكمبيوتر في الطائرة، بعدما جرّبوا برنامج "ماكس" المحدَّث في جهاز محاكاة الطيران.
وفي تصريح إلى "وكالة أسوشيتدبرس"، أفاد شخصان مطّلعان على المسألة إن الخلل قد يؤدي إلى نزول مقدّمة الطائرة إلى الأسفل بشكل مغلوط. وتحدث الشخصان تحت شرط عدم الكشف عن هويتهما، لكنهما ناقشا جوانب في عملية التدقيق غير العلنية.
وفي حادثَي تحطم طائرة "بوينغ ماكس"، دفع نظامُ التحكّم في الطيران مقدّمةَ الطائرة إلى الأسفل بناءً على قراءات خاطئة آتية من جهاز استشعار واحد.
في ذلك الإطار، ورد في بيان صادر عن شركة "بوينغ" أنّها "توافق على قرار "إدارة الطيران الفيدرالية (الأميركية)" وطلبها، وتعمل على البرنامج المطلوب لتلبية ذلك الطلب."
يُعتقد أنّ المشكلة ستُحلّ عِبْرَ تغييرات في البرمجيات أو باستبدال المعالجات الإلكترونية الدقيقة في نظام التحكم بالطيران. ويحتمل أنّ تؤدي هذه الانتكاسة الأخيرة إلى تأخير عودة الطائرة إلى الخدمة لمدّة إضافية تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر.
كانت "بوينغ" تعمل على إرجاع تلك الطائرات التي تصنعها وتعتبرها النوع الأفضل مبيعًا، إلى الجو بعد قرار بمنع تحليقها في جميع أنحاء العالم في مارس (آذار) 2019 إثر حادثي تحطّم مميتين وقعا في غضون خمسة أشهر.
في الشهر الماضي، أخبر ممثلون عن "إدارة الطيران الفيدرالية (الأميركية)" أعضاءَ صناعة الطيران أنّ الموافقة على طائرات "737 ماكس" يمكن أن تأتي في أواخر يونيو (حزيران).
في الواقع، تعمل شركة "بوينغ" على ترقية نظام زيادة خصائص المناورة المعروف باسم "إمكاس" MCAS منذ تحطم طائرة تابعة لخطوط طيران "ليون إير" في إندونيسيا في أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن دفع برنامج التحكّم الآلي مقدّمتها إلى الأسفل بشكل متكرّر ومغلوط.
وكذلك كان لنظام "إمكاس" علاقة أيضًا مع حادث تحطم مميت آخر في مارس 2019، أطاح بطائرة تابعة إلى "الخطوط الجوية الإثيوبية".
وبلغ مجموع الوفيات 346 شخصًا في الحادثين كليهما.
وصرّحت "إدارة الطيران الفيدرالية (الأميركية)" في بيان لها، أنّ "عمليّاتها في القضية الأحدث، كان هدفها اكتشاف المخاطر المحتملة وتسليط الضوء عليها. وقد وجدت خطرًا محتملًا ينبغي على شركة "بوينغ" أن تخفّف من حدّته. وسترفع الإدارة أمر حظر تحليق الطائرة عندما ترى أنّ ذلك صار أمراً آمناً."
وأضافت تلك الإدارة عينها أنها مستمرة في "تقييم تعديل البرمجيات الذي تجريه "بوينغ" على نظام "إمكاس"، وما زالت تطوّر المتطلبات اللازمة للتدريب... نحن أيضًا نستجيب للتوصيات الواردة من "المجلس الاستشاري التقني" وهو لجنة تدقيق مستقلة طلبنا منها مراجعة عملنا فيما يتعلق بعودة الطائرة من طراز "ماكس 737" إلى الخدمة."
© The Independent