من المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة موسماً كاسحاً من الإنفلونزا الموسمية هذا الشتاء، وربما يجتمع مع ارتفاع أعداد إصابات "كوفيد" ليشكل سيناريو خطيراً يتمثل في ما يسمى "الجائحة التوأم" أو المزدوجة، كما يخشى الخبراء.
وتسود مخاوف من زيادة محتملة في العبء على "هيئة خدمات الصحة الوطينة" ("إن إتش اس"NHS) التي تمر أصلاً بأزمة إذ تحاول أن تتعامل مع التراكم القياسي من الحالات الصحية المؤجلة وأوقات انتظار الحصول على علاجات ومراجعات طبية.
وتشير أرقام من نصف الكرة الجنوبي التي تتنبأ عادة بما ينتظر المملكة المتحدة، إلى زيادة في إصابات الإنفلونزا قبل شهرين من المعتاد، مدفوعة بالفئة السكانية ما دون 30 عاماً.
كذلك تبين الأرقام أن ارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا في بريطانيا قد يبدأ في أكتوبر (تشرين الأول)، وستشمل كثيراً من الأطفال. ووفق أحد التقديرات، سيبلغ حجم موسم الإنفلونزا ضعف حجمه الطبيعي.
إضافة إلى ذلك، حذرت "وكالة الأمن الصحي" البريطانية من احتمال استفحال إصابات "كوفيد" في الأسابيع المقبلة مع ارتفاع حالات التهابات الجهاز التنفسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الدكتور جيمي لوبيز برنال، استشاري في علم الأوبئة للتحصين والتدابير المضادة لدى "وكالة الأمن الصحي" في المملكة المتحدة"، قال إنه مع ارتفاع معدل فيروسات الجهاز التنفسي المتنقلة بين الناس في أشهر الشتاء، يسعنا أن نتوقع حدوث حالات متزايدة من "كوفيد- 19" في الأسابيع المقبلة.
"نحث كل الأشخاص الذين نتواصل معهم على التقدم والخضوع للجرعة التحصينية المعززة عندما يطلب منهم أخذ لقاحهم. ونظام حجز المواعيد لدى "هيئة خدمات الصحة الوطنية" مفتوح الآن لمن يعانون تثبيط المناعة والفئة العمرية فوق 75 سنة"، أضاف الدكتور برنال.
وفي حديث إلى صحيفة "ديلي ميرور"، قال بيتر هوربي برفيسور في الأمراض المعدية الناشئة في "جامعة أكسفورد" إن الإنفلونزا قد تأتي في وقت أبكر وتكون أشد وطأة، ثم تحدث "جائحة مزدوجة" مع "كوفيد- 19"، ما من شأنه أن يطرح عبئاً ثقيلاً على "هيئة خدمات الصحة الوطنية".
يذكر أنه في الموسم العادي، تسجل البلاد ما بين 15 ألفاً و30 ألفاً حالة دخول إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا.
أما الدكتور سايمون كلارك، أستاذ مساعد في علم الأحياء الدقيقة الخلوية في "جامعة ريدينغ" البريطانية، فقال إننا "لم نشهد قط تفشياً مزدوجاً للإنفلونزا و"كوفيد" معاً، لذا يعتريني قلق من أن هذا الموسم في المملكة المتحدة ربما يكون سيئاً جداً. الإصابة بالإنفلونزا و"كوفيد" معاً حالة خطيرة فعلاً.
تعاني "هيئة خدمات الصحة الوطنية" ضغطاً هائلاً لأنها تحاول اللحاق بالركب [بسبب الجائحة]، لذا تواجهنا مشكلة هناك.
ويتخوف بعضهم من أن حالات "كوفيد" تتزايد فعلاً في أجزاء من المملكة المتحدة، إذ سجلت اسكتلندا ارتفاعاً في الإصابات وفق أحدث الأرقام.
في اسكتلندا، كان مرجحاً أن يحصل 113 ألفاً و500 شخص على نتائج موجبة (تأكيد الإصابة) في فحوص الكشف عن "كوفيد" في الأسبوع الأخير، أو واحد من 45 شخصاً، في ارتفاع من 104 آلاف و400 إصابة، أو واحد من كل 50 شخصاً، وفق "المكتب الوطني للإحصاءات (ONS). وفي الوقت نفسه، وصف المكتب اتجاهات الإصابات في كل من ويلز وأيرلندا الشمالية بأنها "غير مؤكدة".
وفق تقديرات "المكتب الوطني للإحصاءات" في بريطانيا، "سجل الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر (أيلول) 881 ألفاً و200 إصابة بفيروس "كورونا" في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، في تراجع عن 944 ألفاً و700 في الأسبوع السابق، وهو أدنى مجموع مسجل منذ الأيام السبعة حتى 25 سبتمبر من العام الماضي.
وأضاف الدكتور كلارك "أعتقد أن علينا أن نأخذ هذا الواقع على أنه تحذير من أن أعداد العدوى ستبدأ في الزيادة قريباً على الأرجح، إذ لم تبدأ بذلك فعلاً. لا يمكننا أن نكون متأكدين من التأثير الذي سيتركه ذلك في المستشفيات، ذلك أننا لا نملك فكرة جيدة عن مستوى حماية المجتمع من الأمراض الشديدة.
"بالطبع ربما يصبح هذا الوضع أسوأ عند اقترانه بالإنفلونزا الموسمية، وهو حدث لم نختبره بعد بشكل صحيح."
© The Independent