ووري جثمان الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية الثرى، اليوم الإثنين 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، بالضريح الملكي في كنيسة جورج الخامس في قصر "وندسور" بعد إقامة المراسم الجنائزية في كنيسة القديس بطرس الكلية المعروفة بكنيسة وستمنستر.
وحضر المراسم نحو ألفي شخص بحضور سياسي غير مسبوق، بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، وإمبراطور اليابان ناروهيتو، ونائب الرئيس الصيني وانغ كيشان.
وفي نهاية المراسم التي ترأسها رئيس أساقفة كانتربري، أبعد المسؤول عن المجوهرات الملكية التاج والكرة الملكية والصولجان من أعلى التابوت، وبهذا انفصلت الملكة عن تاجها للمرة الأخيرة.
وفي ختام المراسم الجنائزية الرسمية المهيبة، عزفت مقطوعتان كلاسيكيتان من ألحان الموسيقار يوهان سباستيان باخ.
تقاليد فريدة
وشهدت المراسيم بعض التقاليد الفريدة للملكية البريطانية، ومنها قيام كبير أمناء البلاط الملكي (اللورد تشامبرلين) بكسر عصا فوق نعش الملكة الراحلة.
يعرف هذ التقليد باسم "كسر العصا"، وهو إشارة رمزية على نهاية خدمة كبير أمناء البلاط الملكي، وبعد كسر العصا وانتهاء خدمة اللورد الحالي سيعين الملك تشارلز حسب الأصول لورداً جديداً خاصاً به، وسيحصل على عصا جديدة في المنصب.
ويعد كبير الأمناء، أكبر منصب في البلاط الملكي، وهو مسؤول عن الإشراف على جميع الإدارات والموظفين وتنظيم الأحداث الملكية والعمل كحلقة وصل بين الحاكم ومجلس اللوردات.
رمزية العصا
اللورد الحالي هو اللورد أندرو باركر، الذي عين في الأول من أبريل (نيسان) 2021 واشتملت مهماته الرسمية الأولى على التخطيط لجنازة الأمير فيليب، دوق إدنبرة.
أما عصاه المعروفة باسم "عصا المكتب" كانت في الزمن الغابر تستخدم لتأديب رجال البلاط إذا كانوا مشاغبين للغاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعد الكسر الرمزي لهذه العصا جزءاً تقليدياً من جنازة كل ملك، لكنها ستكون المرة الأولى التي يشهد فيها الجمهور هذا الفعل منذ عام 1952 أثناء جنازة الملك جورج السادس.
وعلقت العضو في حزب المحافظين سامية الأطرش لقناة "العربية" على هذا التقليد، بالقول "كسرت العصا لوفاة الملكة، انتهت حقبة الملكة إليزابيث وهناك حقبة جديدة للملك الجديد، ماتت الملكة عاش الملك... إنها إشارة إلى أن الملكة رحلت".
وأضافت الأطرش أن "الملكة خططت أدق تفاصيل المراسم الجنائزية الخاصة بها"، وأوضحت، "لقد وضعت النقاط على الحروف بالضبط [للشعائر] في وقت مماتها، وما حدث من مراسم ليس وليد الساعة، بل يمكن القول إنها تقاليد تعود إلى عقود من الزمن، وكل فترة تتجدد، وكانت تجمع الصحافيين وتعطيهم الإشارة والأوامر كيف ستكون الجنازة حتى الألحان الكنسية اختارتها الملكة قبل أن تموت".