يلتقي قادة العالم الغارق في الأزمات من الحرب في أوكرانيا إلى الكوارث المناخية وصولاً إلى انعدام الأمن الغذائي، اعتباراً من الثلاثاء 20 سبتمبر (أيلول)، في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تشهد انقسامات عميقة.
وعلى مدى قرابة أسبوع يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من أنحاء العالم كافة خطابات أثناء هذا الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الأولى حضورياً بعد أن كان يجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء "كوفيد-19".
مناسبات نادرة
وتقليدياً، يتحدث الرئيس الأميركي في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة، لكن استثنائياً كما حصل في مناسبات نادرة جداً في الماضي، لن يلقي الرئيس جو بايدن الذي حضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية في لندن، كلمته الثلاثاء وأرجأها إلى الأربعاء.
"لن يلطف الأمور"
من جانبه سيلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخطاب الافتتاحي للدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، و"لن يلطف الأمور"، وفق قول المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك. وقال غوتيريش، الإثنين، "نجتمع في لحظة خطر كبير بالنسبة إلى العالم" متحدثاً عن "نزاعات وكوارث مناخية"، إضافة إلى "الفقر وانعدام المساواة والتمييز".
حرب أوكرانيا
وسيكون الهجوم الروسي على أوكرانيا في صلب هذا الأسبوع الدبلوماسي الرفيع المستوى، مع مداخلة للرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي عبر الفيديو بعد حصوله على إذن خاص صوتت عليه الدول الأعضاء، الأسبوع الماضي، وكذلك في صلب اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية، الخميس. إلا أن دول الجنوب تعترض أكثر فأكثر على تركيز الدول الغربية انتباهها على أوكرانيا.
وفي محاولة للاستجابة لمخاوف بعض الدول، ينظم الأميركيون والأوروبيون، الثلاثاء، اجتماعاً رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي، وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعانيها البشرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي من المقرر أن يلقي كلمته، الثلاثاء، على ضرورة الحيلولة دون "الانشقاق" بين دول الشمال ودول الجنوب، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الذي أوضح أن الرئيس سيقيم مأدبة عشاء حول هذه المسألة مع عدد من القادة الآخرين.
التغير المناخي
تضاف هذه التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا إلى شعور امتعاض دول الجنوب من دول الشمال في مجال مكافحة التغير المناخي. فالدول النامية التي تتحمل قدراً أقل من المسؤولية عن الاحتباس الحراري، ولكنها أولى ضحاياه، تكافح كي تفي الدول الغنية بوعودها بتقديم مساعدات مالية.
ومن المقرر أن يتحدث أيضاً، الثلاثاء، الرئيسان البرازيلي جايير بولسونارو والتركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والمستشار الألماني أولاف شولتز.
ويوجد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في نيويورك هذا الأسبوع لمشاركته الأولى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد يكون الملف النووي مرة جديدة في صلب المناقشات. ومن المقرر أن يلتقي رئيسي، الثلاثاء، ماكرون الذي حثه في الأشهر الأخيرة أثناء مكالمات هاتفية على القبول بالشروط التي طرحها الأوروبيون لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يفترض أن يضمن عدم حيازة طهران القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.
في المقابل، سيغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.