في قرار من شأنه زيادة التصعيد العسكري في أوكرانيا قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه وقع مرسوماً بشأن التعبئة الجزئية يسري اعتباراً من اليوم الأربعاء. وأضاف أنه يدافع عن الأراضي الروسية مشيراً إلى أن الغرب يريد تدمير البلاد. وقال بوتين في كلمة متلفزة مسجلة "أعتبر أنه من الضروري دعم اقتراح (وزارة الدفاع) بالتعبئة الجزئية للمواطنين في الاحتياط، والذين سبق أن خدموا... ولديهم خبرة".
وأضاف بوتين أن هدفه هو "تحرير" منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، لأن "معظم الناس في المنطقة (دونباس) لا يريدون الخضوع مجدداً إلى "عبودية" أوكرانيا".
وقال متوجهاً إلى الدول الغربية "أقول للغرب: لدينا كثير من الأسلحة للرد، وسنستخدم جميع مواردنا للدفاع عن شعبنا". متهماً الغرب بأنه يمارس "ابتزازاً نووياً ضدنا". وتوجه إلى الحكومة الروسية وطالبها بـ"توفير أموال لزيادة إنتاج الأسلحة".
الردود على القرار الروسي
بريطانيا لم تتاخر في الرد على بوتين، فقالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيغان لشبكة سكاي نيوز إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء يمثل تصعيداً مقلقاً ويجب أخذ التهديدات التي وجهها فيه على محمل الجد.
وأضافت "علينا بكل وضوح أن نأخذ الأمر على محمل الجد لأننا لا نسيطر على الوضع ولست متأكدة من أنه يسيطر على الوضع أيضاً. هذا تصعيد واضح".
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الأربعاء إن إعلان روسيا تعبئة القوات من أجل الحرب في أوكرانيا يعد اعترافا من رئيسها فلاديمير بوتين بأن "غزوه يفشل"، وتابع "لا يمكن لأي قدر من التهديدات والدعاية أن يخفي حقيقة أن أوكرانيا تربح هذه الحرب، وأن المجتمع الدولي متحد وأن روسيا أصبحت منبوذة عالميا".
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اليوم الأربعاء إن أمر التعبئة العسكرية الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم ما هو إلا علامة على الذعر الذي يستبد بالكرملين، وينبغي عدم النظر إليه على أنه تهديد مباشر بحرب شاملة مع الغرب، وأردف "كل هذا جزء من الخطاب الذي نعرفه. أنصح بالتزام الهدوء".
بدورها قالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك إن التعبئة الجزئية التي اعلنها بوتين تشكل "مؤشر ضعف".
وكتبت السفيرة في تغريدة "الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي"، مؤكدة ان بلادها ستستمر في "دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة".
بدوره قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك إن "التعبئة الروسية كانت خطوة متوقعة وستثبت أنها لا تحظى بشعبية كبيرة وتؤكد أن الحرب لا تسير وفقاً لخطة موسكو".
وأضاف في رسالة نصية أن بوتين يحاول تحميل الغرب مسؤولية بدء "حرب غير مبررة" والوضع الاقتصادي المتدهور في بلاده.
وحثت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف على الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف، وقال المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين في إفادة إعلامية دورية اليوم إن موقف الصين بشأن أوكرانيا ثابت وواضح.
وقال روبرت هابيك نائب المستشار الألماني "إن التعبئة الجزئية للجيش التي أمرت بها روسيا هي تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا تدرس الحكومة الألمانية الرد عليه".
وأضاف أنها "خطوة أخرى سيئة وخاطئة من روسيا، والتي بالطبع سنناقشها ونتشاور بشأنها سياسياً فيما يتعلق بكيفية الرد".
300 الف جندي
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مقابلة مع محطة "روسيا-24" التلفزيونية "خسائرنا حتى اليوم بلغت 5937 قتيلاً"، وهي حصيلة أقل بكثير من التقديرات الأوكرانية والغربية.
شويغو أكد بعد دقائق من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين تعبئة جزئية أن روسيا تقاتل الغرب أكثر من قتالها ضد أوكرانيا. وأضاف شويغو إن "معظم شبكات الأقمار الصناعية التابعة لحلف الأطلسي تعمل ضد روسيا في أوكرانيا"، معلناً "نشهد ضربات من أسلحة غربية على المدنيين"، ومتهماً قادة عسكريين غربيين بإدارة العمليات في كييف. وأعلن أن روسيا ستستدعي 300 ألف جندي احتياط لتعزيز قواتها في أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا لا يمثل سوى جزء ضئيل من عدد الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم في البلاد، وأكد أن لدى روسيا القدرة على استدعاء نحو 25 مليون شخص.
زابوريجيا
على جبهة "زابوريجيا" اتهمت المجموعة المشغلة لمحطات الطاقة النووية الأوكرانية "انيرغواتوم" اليوم الأربعاء روسيا بقصف موقع المحطة النووية، وقالت "انيرغواتوم" عبر تطبيق "تلغرام"، "قصَفَ الإرهابيون الروس محطة زابوريجيا للطاقة النووية مرة أخرى خلال الليل".
وأكدت "إنيرغواتوم" أن القصف ألحق أضراراً بأحد خطوط الكهرباء ما أوقف عمل محولات عدة تابعة للمفاعل رقم 6 في المحطة وأدى إلى تشغيل مولدات الطوارئ بشكل موجز.
وأضافت "حتى وجود مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يوقف" الروس، داعيةً الوكالة إلى اتخاذ "إجراءات أكثر حزماً" ضد موسكو.
واتهمت كييف موسكو الاثنين الماضي بقصف موقع محطة الطاقة النووية في بيفدينوكراينسك في جنوب البلاد.
القرار الروسي جاء بعد عزم موسكو ومناصريها في مناطق اوكرانية على القيام باستفتاءات قلل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أهميتها.
وفي مقدمة الدول المبادرة إلى رفض"الاستفتاءات" الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا إضافة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي مقابل توعد الرئاسة الأوكرانية "بالقضاء" على التهديد الروسي ومقارنة وزارة الدفاع تلك الاستفتاءات بـ"آنشلوس"، في إشارة إلى ضم النمسا إلى ألمانيا النازية في 1938، استقبل الرئيس فلاديمير بوتين، الثلاثاء، دبلوماسيين أجانب ومسؤولين من قطاع تصنيع الأسلحة في مؤشر على المضي في سياساته.
وستجرى هذه الاستفتاءات مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثامن في حين تتعرض كل هذه المناطق للقصف وتدور فيها معارك.
تقديم موعد الاستفتاءات
وأعلنت السلطات التي عينتها موسكو في أربع مناطق في أوكرانيا، الثلاثاء 20 سبتمبر (أيلول)، إجراء استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا بدءاً من 23 ولغاية 27 سبتمبر، في خضم هجوم أوكراني مضاد.
وتُنظم الاستفتاءات وفق السلطات الانفصالية، في منطقتي لوغانسك ودونيتسك وكذلك في خيرسون التي احتلها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وفيها أكبر محطة نووية في أوروبا.
ويجري الإعداد منذ شهور لهذه الاستفتاءات، على غرار الاستفتاء الذي أضفى الطابع الرسمي على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا في عام 2014 الأمر الذي ندد به المجتمع الدولي.
ويبدو أنه تم تقديم موعدها إثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي أرغم الجيش الروسي على التراجع إلى الشمال الشرقي من البلاد.
في الواقع، كان حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين يسعى لتنظيمها في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، لمناسبة يوم الوحدة الوطنية الذي يحيي ذكرى ثورة شعبية في القرن السابع عشر.
وكان رئيس "برلمان" لوغانسك دينيس ميروشنيشنكو أول من أعلن أن الاستفتاء سيجري على مدى أربعة أيام اعتباراً من الجمعة.
وتلاه في ذلك الزعيم الانفصالي لدونيتسك ورؤساء إدارتي الاحتلال في خيرسون وزابوريجيا. ودعوا جميعهم بوتين للاعتراف بنتائج التصويت.
زيلينسكي: زمام المبادرة مع أوكرانيا
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني في خطاب بالفيديو نُشر، في وقت مبكر من اليوم الأربعاء بحسب التوقيت المحلي، إن الوضع على خط المواجهة مع القوات الروسية يُظهر بوضوح أن زمام المبادرة مع أوكرانيا.
وأدلى زيلينسكي بهذا التصريح بعد يوم واحد من إعلان القادة الذين عينتهم روسيا في أربع مناطق أوكرانية محتلة عن خطط لإجراء استفتاءات حول الانضمام إلى روسيا.
وقلل زيلينسكي من أهمية "الاستفتاءات" مثمناً إدانة الغرب لهذا المشروع.
وقال، "أشكر جميع أصدقاء أوكرانيا وشركائها على إدانتهم الشديدة والحازمة لنوايا روسيا تنظيم استفتاء زائف آخر".
واشنطن لن تعترف بضم روسيا أراضي أوكرانية
نددت الولايات المتحدة بعمليات الاستفتاء التي تعتزم روسيا إجراءها لضم مناطق أوكرانية، مؤكدة أنها لن تعترف "مطلقاً" بنتائج هذه الاستفتاءات "الزائفة".
وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن الأمن القومي جيك ساليفان إن "تلك الاستفتاءات إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي".
وأضاف "إذا حدث ذلك، فإن الولايات المتحدة لن تعترف مطلقاً بمطالبات روسيا بأي أجزاء من أوكرانيا تقول إنها ضمتها".
واعتبر ساليفان أن الاستفتاءات وما ذُكر عن خطة روسية لاستدعاء مزيد من الجنود، يعكس انتكاسات موسكو الأخيرة في الحرب، وخسارتها مساحات واسعة من الأراضي أمام الجيش الأوكراني.
وقال، "هذه ليست أفعال دولة واثقة من نفسها. إنها ليست أفعالاً تنم عن قوة بل العكس".
من جهته، اعتبر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية مشروع تنظيم الاستفتاءات "خطوة يائسة" من جانب بوتين.
وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه، إن بوتين يسعى من خلال هذه الاستفتاءات إلى الرد على ما تتكبده قواته من "خسارة واضحة لأراض بمواجهة الهجوم المضاد الأوكراني".
وأضاف، "لقد أوضحنا أنه ستكون هناك عواقب متزايدة" إذا أجريت هذه الاستفتاءات، من دون أن يكشف ماهية العقوبات الإضافية التي تعتزم واشنطن فرضها على موسكو.
وفي البنتاغون، شدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال بات رايدر على أنه حتى لو ضمت موسكو رسمياً المناطق الأوكرانية الأربع إليها بناء على هذه الاستفتاءات، فإن واشنطن ستواصل دعمها العسكري لكييف.
وقال، "من وجهة نظري، هذه مجرد عملية إعلامية تهدف إلى صرف الانتباه عن الوضع الصعب الذي يجد فيه الجيش الروسي نفسه حالياً".
وأضاف، "سنواصل التعاون مع أوكرانيا وشركائنا الدوليين لتزويدها بالدعم الذي تحتاج إليه للدفاع عن أراضيها".
انتقادات غربية
واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز في تصريحات على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن "الاستفتاءات الوهمية" التي تعتزم روسيا تنظيمها "غير مقبولة".
وفي واشنطن قال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن الأمن القومي جيك ساليفان، إن "تلك الاستفتاءات إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي... وإذا حدث ذلك، فإن الولايات المتحدة لن تعترف مطلقاً بمطالبات روسيا بأي أجزاء من أوكرانيا تقول إنها ضمتها".
ومن جهته رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أي استفتاء بشأن الضم لن تكون له أهمية من الناحية القانونية. وقال للصحافيين في نيويورك "أعتقد أن ما أعلنت عنه روسيا مهزلة"، مضيفاً "أن فكرة تنظيم استفتاءات في مناطق تشهد حرباً وتتعرض لقصف هي قمة السخرية".
وقال ماكرون إن "ما نشهده منذ 24 فبراير (شباط) هو عودة إلى عصر الإمبريالية والمستعمرات. فرنسا ترفض ذلك وستعمل بإصرار من أجل السلام ".
بدوره ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بالاستفتاءات المقررة معتبراً أنها تصعيد إضافي في الحرب التي يشنها الكرملين.
وكتب ستولتنبرغ على "تويتر" "استفتاءات زائفة ليس لها شرعية ولا تغير في طبيعة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا. هذا تصعيد إضافي في حرب بوتين".
ابتزاز وتراجع روسي
وردت كييف على لسان رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك بأن "أوكرانيا ستتكفل بتسوية المسألة الروسية. لا يمكن القضاء على التهديد إلا بالقوة"، وندد بما وصفه بأنه "ابتزاز" من جانب موسكو بدافع "الخوف من الهزيمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد وزير الخارجية دميترو كوليبا أن أوكرانيا "ستواصل تحرير أراضيها بغض النظر عما تعلنه روسيا".
يأتي الإعلان عن الاستفتاء في الوقت الذي منيت فيه روسيا بانتكاسات مع اضطرارها للانسحاب من منطقة خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا في مواجهة اختراق قوات كييف بفضل إمدادات السلاح والمعدات العسكرية الغربية.
وشن الجيش الأوكراني أيضاً هجوماً مضاداً على منطقة خيرسون في الجنوب، وإن لم يكن بالحجم نفسه، لكنه مكنه من تسجيل مكاسب. كما أنه في وضع هجومي في منطقة لوغانسك التي احتلتها موسكو بالكامل في الربيع بعد شهور من القتال الدامي.
وتأمل كييف استعادة قرية بيلوغوريفكا التي كلف الهجوم عليها روسيا غالياً في مايو (أيار) عندما تم تدمير قواتها ومعداتها أثناء محاولتها عبور نهر سيفرسكي دونيتس.
وعلى بعد 20 كيلومتراً عن سيفرسك قصفت المدفعية الأوكرانية مواقع روسية.
السلاح النووي
والتقى بوتين، الثلاثاء، مسؤولين من قطاع تصنيع الأسلحة وقادة أمنيين وطالبهم بـ"تسريع القدرات الإنتاجية" من أجل "تسليم الأسلحة اللازمة في أقرب وقت" للجيش.
وخلال تسلمه أوراق اعتماد سفراء جدد وعد بوتين، الثلاثاء، بمواصلة سياسته الخارجية "السيادية"، وندد بنزعة "الهيمنة" الأميركية قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بموازاة ذلك أقر مجلس النواب الروسي (مجلس الدوما) قانوناً يشدد إلى حد كبير على أحكام السجن في حق الجنود الروس الذين يستسلمون للعدو أو يفرون أو يرتكبون أعمال نهب.
وصباح الثلاثاء، أعلن ميدفيديف على "تيليغرام" أن الاستفتاء في دونباس "له أهمية كبيرة... لاستعادة العدالة التاريخية"، إذ تعتبر روسيا أوكرانيا تابعة تاريخياً لها.
وأضاف أن "التعدي على الأراضي الروسية جريمة وفي حال ارتكابها يسمح باستخدام كل القوات للدفاع عن النفس".
وقالت المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا، إن تنظيم هذه الاستفتاءات يمثل تهديداً واضحاً من بوتين لأوكرانيا والغرب الذي يساعد كييف ويفرض عقوبات على روسيا.
وأضافت الخبيرة التي تدير مركز R.Politik على "تيليغرام" أن "بوتين مستعد لإجراء الاستفتاءات من دون تأخير للحصول على الحق في استخدام السلاح الذري للدفاع عن الأراضي الروسية".
إرسال أسلحة إلى أوكرانيا "غير مقبول"
حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غريشكو خلال لقاء الثلاثاء، مع السفير الفرنسي لدى موسكو بيير ليفي باريس من إرسال أسلحة إلى أوكرانيا معتبراً أن ذلك "غير مقبول".
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "تركيز الانتباه كان على عدم قبول إرسال مزيد من الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة الفرنسية، وهي أسلحة يستخدمها نظام كييف لقصف منشآت مدنية وبنى تحتية".
وأضاف البيان، أن الجانبين بحثا أيضاً "التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الحبوب ومشاكل ضمان الأمن الغذائي"، في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة بين روسيا وأوكرانيا، التي تسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وجرى في الوقت نفسه توقيع اتفاقية تسمح لروسيا بتصدير المنتجات الزراعية والأسمدة على الرغم من العقوبات الغربية بعد الهجوم الروسي.
وقال البيان إنه تم "التشديد على ضرورة رفع العقوبات غير القانونية عن منتجي الحبوب والأسمدة الروس، وكذلك إزالة العوائق التي تحول دون تشبع أسواق الدول النامية من أجل منع حدوث عواقب إنسانية وخيمة".
وانتقد الكرملين اتفاق الحبوب الذي تم توقيعه بوساطة تركيا والأمم المتحدة، قائلاً إن الصادرات الروسية تضررت.
وقال بوتين، إن معظم عمليات التصدير تذهب إلى أوروبا وليس إلى البلدان الفقيرة التي هي في أمس الحاجة إلى الحبوب. واتهم بوتين، الثلاثاء، الاتحاد الأوروبي بمنع 300 ألف طن من الأسمدة الروسية من الوصول إلى أفقر دول العالم.
بايدن يرشح لين تريسي سفيرة لدى روسيا
رشح الرئيس الأميركي جو بايدن الدبلوماسية المخضرمة لين تريسي، الثلاثاء، لتولي منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى روسيا بعد تقاعد السفير الحالي جون سوليفان.
وتشغل تريسي حالياً منصب السفيرة الأميركية لدى أرمينيا وينبغي أن يوافق مجلس الشيوخ على تعيينها في موسكو.
وتخصصت تريسي في الدراسات السوفياتية في جامعة جورجيا وحصلت على إجازة في القانون من جامعة أكرون بولاية أوهايو عام 1994.
وبعد انضمامها إلى الخارجية الأميركية عملت تريسي في سفارات بلادها في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بما في ذلك جورجيا وقرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان.
كما عملت في القنصلية الأميركية في بيشاور بباكستان بين عامي 2006 و2009 حيث نجت من هجوم شنه مسلحون على سيارتها الرسمية.
ومن عام 2014 حتى عام 2017 شغلت تريسي منصب نائبة رئيس البعثة الأميركية في موسكو.
وغادر سوليفان (62 عاماً) روسيا أوائل سبتمبر (أيلول) بعد أقل من ثلاث سنوات على توليه مهمته وسط عمليات طرد متبادلة للدبلوماسيين بين واشنطن وموسكو، قبل أن تتفاقم الضغوط في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط).
وغادر سوليفان موسكو فجأة للعناية بزوجته المحامية غريس رودريغيز التي كانت تعاني من مرض السرطان قبل أن تتوفى في 5 سبتمبر، وفق موقع "بوليتيكو".