Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دول البلطيق تسعى إلى التصدي للخطر الروسي

على الحدود مع روسيا، على طرف الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي، الناتو، تترقب شعوب ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا تطورات أحداث أوكرانيا بتوتر، فيما ينشد قادة كل بلد من هذه البلدان الدعم من المجتمع الدولي

برج استطلاع روسي في جيب كالينينغراد التابع لموسكو بجوار الريف الليتواني المترامي الأطراف (بيل ترو)

كان الأب الليتواني لخمسة أولاد العنصر الوحيد الذي يرتدي درعاً واقية من بين عناصر الفيلق الأجنبي الذي التقاه في أوكرانيا، وقد ساعده ذلك، إذ ما إن عبر العناصر الحدود حتى انهمرت الصواريخ الروسية على قاعدتهم التدريبية.

لكن ميندوغاس ليتوفنينكاس يقول إنه كان يدرك تماماً ما ينتظره، إذ تولى الرجل في السابق قيادة فوج مشاة في الاتحاد السوفياتي، كما كان عضواً سابقاً في إحدى أهم ألوية المدفعية الليتوانية، ثم قائداً متطوعاً لفوج حملة البنادق الذين أمنوا حراسة "ممر سوالكي"، وهي قطعة أرض تقع في جنوب ليتوانيا حازت على لقب أضعف حلقة للناتو أمام موسكو.  

يمكن فعلياً فهم قصة روسيا وأوروبا الشرقية المليئة بالأحداث من خلال مسيرة الرجل العسكرية- من الاحتلال السوفياتي إلى الاستقلال، ووصولاً إلى أوكرانيا الآن، حيث يقول إن ما يجري هو معركة لا يمكن للغرب تجاهلها. ويضيف بأن خلفيته لا تجعله الأفضل استعداداً للقتال فحسب، بل تمكنه من إدراك حجم الرهانات الضخم في الوقت الحالي.

ويقول ليتوفنينكاس لـ"اندبندنت" بعد عودته إلى ليتوانيا منذ فترة قصيرة قادماً من الجبهة الشرقية الأوكرانية "إن دمرت روسيا بلداً واحداً، لا شك في أننا قادرون على إعادة إعماره، ولكن إن سمحنا لهم بتدمير أوكرانيا، فسوف يسحقون العالم".

وهو يتحدث من مسقط رأسه في بلدة كلفاريجا، التي يحتضنها ممر "سوالكي"، المساحة التي يكاد طولها لا يتعدى 60 ميلاً (100 كيلومتر) وتقع بين كالينينغراد، الجيب الروسي المحصن على أمثل وجه على بحر الشمال، وبيلاروس، التي تحولت إلى أرض روسية بالوكالة يطلق منها فلاديمير بوتين جبهاته المختلفة.

سمي ممر سوالكي "أخطر مكان على الأرض". وهو يمثل خط انقسام يشوبه التوتر، وإن أسيء التعامل معه [لم يحصن]، يمكن أن يتحول إلى نقطة ضعف بالنسبة إلى حلف الناتو. وهذا ما يدفع بعدد متزايد من سكان المنطقة، مثل ليتوفنينكاس، إلى التحرك والالتحاق بقوات الدفاع التي شكلها متطوعون لحمايتها، لكن الجندي السابق ذهب أبعد من ذلك بعد غزو الرئيس بوتين أوكرانيا في فبراير (شباط) وسافر إلى هناك لمحاربة القوات الروسية على جبهات القتال.

ويقول ليتوفنينكاس "أنا أفهم خطر روسيا أكثر من معظم الأشخاص. اضطهدنا هؤلاء الحمقى 50 عاماً ونحن نعرف ما الذي يمكنهم أن يفعلوه، هذا ما توقعناه منذ فترة وتكلمنا عنه. من كان أول من سمى روسيا دولة إرهابية؟ رئيسنا السابق. ولا يقتصر الموضوع على هذه المنطقة فحسب، بل يعني ليتوانيا ودول البلطيق كما يعني الناتو وأوروبا والغرب".

 وتتردد في كلماته، مع أنها أقوى وأكثر صراحة، رسالة القيادة الليتوانية- بل قيادة دول البلطيق بأسرها. منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، حذرت دول البلطيق، التي تضم ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، عدة مرات من الخطر الوجودي الذي يمثله جارها عليها وعلى باقي أوروبا. قبل انضمام هذه البلدان إلى حلف الناتو في مطلع القرن الحالي، شعرت هذه البلدان الثلاثة- التي تضم مجتمعة أكثر من ستة ملايين نسمة، بأن خطر تعرضها للاحتلال مجدداً أو السحق كلياً حقيقي جداً.

وخلال السنوات اللاحقة، فيما فتح الغرب ذراعيه بتردد لموسكو [انفتح عليها]، وأصبح معتمداً على روسيا لكي تمده باحتياجاته الأساسية من قبيل الطعام والطاقة، ازداد الاتجاه نحو التقليل من أهمية هذه التحذيرات واعتبارها تهويلاً. حتى عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني في عام 2014، ولكن ذلك تغير مع اتخاذ بوتين القرار بغزو أوكرانيا مرة جديدة في فبراير، وهي خطوة اعتبرها معظم الناس مستبعدة بسبب ما قد تخلفه من تبعات- قد خلفتها بالفعل- على مكانة بوتين في العالم.  

وازداد شعور الذعر حين استخدمت موسكو بيلاروس في أول أيام الحرب كنقطة انطلاق لقصف أوكرانيا، ولإرسال رتل مدرعات ظهر لبعض الوقت على صور الأقمار الاصطناعية وهو يزحف باتجاه كييف، كما سرت بعض المخاوف من إعلان عرضي للحرب بحكم الأمر الواقع عندما أطلقت موسكو وابلاً من الصواريخ على قاعدة في غرب أوكرانيا كان ليتوفنينكاس متمركزاً فيها، ولا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن بولندا، العضو في الناتو.  

وهكذا، توجهت الأنظار إلى [وصارت مدار الاهتمام] أضعف نقاط الناتو في الشرق. وبالنسبة إلى ليتوانيا، هذا يعني ممر سوالكي.

 

 

وحسب شرح نائب وزير الدفاع الليتواني، مارغيريس أبوكيفيسيوس "بالنسبة إلى ليتوانيا، نحن موجودون في منطقة جغرافية دقيقة إذ لدينا من جهة كالينينغراد، التي طالما شكلت مصدر تهديد عسكري، ومن جهة أخرى، لدينا بيلاروس التي تحولت إلى بلد مختلف جداً عن السابق، حتى مقارنة بما كانت عليه قبل سنتين. وكانت طائرات [مقاتلات جوية] أقلعت من مناطق لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن الأراضي الليتوانية للمشاركة في القصف الجوي على أوكرانيا".

بالنسبة إلى أبوكيفيسيوس، فإن تهديد بيلاروس واضح ولا لبس فيه "أصبحت الآن مندمجة عسكرياً مع روسيا. لا فرق بين مجاورة بيلاروس ومجاورة روسيا".

ويضيف بأن هذا التطور الجديد زاد من تعقيد الوضع الأمني الإقليمي وخطورته.

"لطالما شكلت روسيا خطراً على ليتوانيا وجيرانها والتاريخ أبلغ شاهد على هذا. الآن وقد بلغ الوضع مستوى جديداً مع اجتياح أوكرانيا -الذي بدأ في عام 2014- نرى بوضوح أن روسيا لديها هدف، وذلك الهدف هو إعادة تأسيس الاتحاد السوفياتي، بنسخته الثانية".

أصبح سكان بلدة دروسكينينكاي في جنوب ليتوانيا معتادين للغاية على أزيز طلقات البنادق الروسية ودوي نيران المدفعية البعيد خلال التدريبات العسكرية في بيلاروس المجاورة، إذ لا تبعد بلدتهم الهادئة سوى خمسة أميال عن الحدود و12 ميلاً عن قاعدة عسكرية رئيسة.

وتذكرهم هذه الأصوات العسكرية باستمرار بما قد يحل بهم. وأسهم هذا الوضع في ارتفاع معدل الالتحاق برابطة حملة البنادق الليتوانية بنسبة 70 في المئة، وفقاً لراموناس سيرباتوسكاس، قائد الكتيبة في قوات الدفاع التطوعية.

وتعد الرابطة مجموعة شبه عسكرية تدعمها الدولة ومن مهامها المتعددة تدريب المواطنين على إطلاق النار والقتال. بعد تأسيسها في عام 1919 كقسم للرماية ضمن الاتحاد الرياضي الليتواني، حلت موقتاً خلال حقبة الاتحاد السوفياتي. وفي فترة لاحقة، انضم عديد من الرماة في الرابطة، من الذين لم يرحلوا إلى معسكرات الغولاغ، إلى حركة الثوار الليتوانيين الذين حاربوا لانتزاع استقلال البلاد.  

قبل الغزو الروسي على أوكرانيا بقليل، كانت الرابطة تضم نحو 12 ألف عضو، ينتمي نصفهم إلى الجناح الشبابي. ويضيف سيرباتوسكاس "إنما منذ 24 فبراير (تاريخ بدء غزو أوكرانيا)، كبر الاهتمام (بالرابطة) كثيراً. حتى إن الناس يصطفون في المدن الكبيرة للانضمام إليها".

ويتابع بقوله "حددت لجنة الأمن القومي في ليتوانيا هدفاً بالنسبة إلى حملة البنادق: فهي تريد تجنيد 50 ألف منهم في غضون السنوات العشر المقبلة".

أسفر تعاظم خطر بيلاروس وروسيا عن تغيير في خطط المقاتلين، وهم رجال ونساء على حد سواء. ويقول سيرباتوسكاس "نحن نتبع مقولة (إن كنت تريد السلام، فاستعد للحرب). نحن نتدرب على الاشتباك المباشر وعلى خوض حرب العصابات -في حال الوقوع تحت الاحتلال- مثلما سبق أن فعل الثوار. يختلف تركيز المعركة عما سبق، إذ لا تخاض المعارك الحديثة في أماكن مثل الغابات، بل في المدن والبلدات، لكننا مستعدون".

في حال نشوب حرب، يضطلع حملة البنادق بأداء مهام مثل حراسة البنى التحتية ذات الأهمية الاستراتيجية والمباني الحكومية والتوزع على نقاط التفتيش والاهتمام بعمليات الإجلاء. وقاموا بالفعل بتدريبات مشتركة مع الجيش والشرطة وقوات الدفاع التطوعية.

ويضيف سيرباتوسكاس قبل أن يصمت "إن شنت روسيا حرباً على الناتو، فسوف يعني ذلك على الأرجح نهاية الإمبراطورية الروسية بشكلها الحالي. أشك في أن بوتين سيكون بهذا الغباء، لكن من يدري".

كما ساد الكثير من التوتر السياسي. في يونيو (حزيران)، طرح أحد أعضاء مجلس النواب الروسي، الدوما، مشروع قانون على برلمان البلاد لإلغاء اعتراف موسكو باستقلال دول البلطيق عن الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وأتت هذه الخطوة في أعقاب تهديد روسي بالانتقام على حظر ليتوانيا السماح بعبور بعض السلع أراضيها في الطريق إلى كالينينغراد بعد العقوبات الأوروبية، في خطوة اعتبرتها موسكو "غير مسبوقة". رفعت ليتوانيا الحظر الذي فرضته على نقل السلع على متن قطاراتها في يوليو (تموز) بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي أن حظر نقل البضائع يسري على الطرق من دون سكة الحديد.

وفي هذه الأثناء كانت لاتفيا وإستونيا وليتوانيا تزيل مئات المعالم والنصب التذكارية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية وتمجد أيام الاحتلال، كما تعرض دبلوماسيون روس للطرد. وفرضت الدول الثلاث حظراً مطلقاً تقريباً على عبور الروس الذين يحملون تأشيرات شنغن حدودها، وحضت الاتحاد الأوروبي على اتباع مثالها.

ويبدو أن حلف الناتو قد أصغى إلى مناشدات دول البلطيق في شأن حماية حدوده. ففي اجتماع قمة عقد في يوليو في مدريد، أعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ عن "أكبر تغيير في [خطط] الردع والدفاع الجماعي (في الناتو) منذ الحرب الباردة".

خلال الاجتماع، وافق أعضاء الحلف على زيادة عديد القوات الموضوعة في حال تأهب للتصدي لأي هجوم محتمل، من 40 ألفاً إلى زهاء 300 ألف عنصر، كما قرر الأعضاء تعزيز دفاعات الحلف على الجانب الشرقي، بحيث تصبح بحجم لواء يشمل كذلك "قوات مكلفة مسبقاً بحماية حلفاء معينين". وقد أرسلت المملكة المتحدة أكثر من 800 عنصر إضافي إلى إستونيا التي كان أكثر من 800 جندي بريطاني منتشرين فيها أساساً.

وفي هذه الأثناء، تخطط ألمانيا لترؤس وحدة قتالية بحجم لواء تابعة للناتو في ليتوانيا، وقد أرسلت 100 عنصر ينتمون إلى كتيبة المدرعات [الدروع] الـ41 في ألمانيا، إلى كلايبيدا الأسبوع الماضي.

ويقول نائب وزير الدفاع أبوكيفيسيوس "يسعدنا أن الناتو مدرك لما يحصل"، ولكنه ينبه في الآن نفسه إلى أن دول البلطيق، وحدوداً شرقية أخرى لحلف الناتو وأوكرانيا بالطبع بحاجة إلى ذلك الدعم، وأن "عودة الأمور إلى سابق عهدها محال".

 

يردد نائب وزير الشؤون الخارجية في ليتوانيا مانتاس أدوميناس، هذه الكلمات كما يحذر من أن الحرب ما زالت في بداياتها، على رغم أن الروس يبدون في موقف ضعف، بعد فشلهم في الاستيلاء على العاصمة وتراجعهم الأخير.

ويقول أدوميناس "بعثت روسيا إشارات، وبرهنت عبر مقاربتها العسكرية، بأن درجة عدوانيتها تتضاعف ولا تخف. ولذلك نقلق من فتور انتباه [لا مبالاته] العالم".

ويشرح بأنه مؤمن أن أسوأ الاحتمالات "لا تعد ولا تحصى".

ويضيف بأن "كل ما لا يرقى إلى مستوى انتصار حاسم للجيش الأوكراني وعودة الخطوط العسكرية إلى حدود 24 فبراير يعتبر كارثة. إن إعطاء روسيا أي شكل من أشكال الانتصار سيشجعها على الاستمرار بأعمال عدوانية مماثلة".

ومن جهتها، تعتبر وكيلة وزارة الخارجية الإستونية للشؤون السياسية كيليكه سيلاسته- إيلينغ أن عدم التصرف بحزم إزاء توغل روسيا في جورجيا في عام 2008 وفي شبه جزيرة القرم في عام 2014 أدى إلى "نجاحها في استخدام القوة لتغيير الحدود في أوروبا في انتهاك مباشر لاتفاقيات هلسنكي".

وتردف القول إنه إن لم يضبطوا [تقيد يدهم ويتصدى لهم] الآن، فهذا "سيشجعهم على التمادي. وفي نهاية المطاف، سيتغير وجه الخريطة. سيستمرون بدفع الحدود إلى الوراء ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك".

وتشير سيلاسته- إيلينغ إلى أن خطة إدخال السويد وفنلندا إلى الناتو ستعزز الجناح الشرقي للحلف بشكل كبير- وتخلق "بحراً داخلياً للناتو" في مناطق مثل خليج فنلندا المشاطئ لمدينة سانت بطرسبورغ. وهذا سيعزز الأمن كثيراً، كما تقول.

وتنبه في الوقت ذاته إلى ضرورة تعزيز الدفاعات الجوية والبحرية في المنطقة. وتقول "قبل (الغزو الروسي في فبراير)، كان التركيز يصب على الردع ويجب أن ينتقل الآن إلى الدفاع، مما يعني حضوراً أقوى ولكن إمكانات وسلاح أفضل كذلك". 

"رأينا مدى أهمية الدفاعات الجوية -استخدام منظومة صواريخ مدفعية عالية الحركة (هيمارس)- في أوكرانيا. نحن بحاجة إلى دفاعات بحرية أفضل ونعمل على جلب تجهيزات إلى هناك وتعزيز هذا الجانب".

بالعودة إلى "ممر سوالكي"، يسيطر التوتر، كما الهدوء، على البلدات المنتشرة على حدود كالينينغراد الروسية.

يقول رجل اسمه يانيس، يبلغ من العمر 49 سنة، وهو عضو في المجلس البلدي، إنهم يحاولون إصلاح الملاجئ التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، استعداداً لأسوأ الاحتمالات، ولكن الجميع يأملون بألا تصل الأمور إلى هذا الحد.

ولا يبدو على السكان الخوف، بقدر ما يبدو عليهم الإحباط من طول الزمن الذي احتاجته أوروبا الغربية لإدراك الواقع الملموس الذي يعيشونه. ويقول جوردان، 34 سنة، وهو يشير بيده باتجاه كالينينغراد- إذ تقع الحدود خلفنا بمئة متر فقط "أخيراً، بدأ الناس يأخذون الوضع الذي نعيشه منذ 33 عاماً على محمل الجد، هذا ليس خبراً عظيماً بالنسبة إلينا. فهذا ما نردده منذ سنوات والناس يصغون إلينا الآن بعد طول انتظار".

يرى ليتوفنينكاس أن شن بوتين هجوماً على ليتوانيا أو أي دولة عضو في الناتو هو لخطوة "انتحارية". إنما يضيف "ولكن من يدري".

ويقول إن أبناءه يفكرون في الانضمام إلى حملة البندقية ويتبعون مثال ابنته التي انضمت بالفعل إلى قوة دفاع تطوعية على الحدود مع بيلاروس. وكثير من أصدقائه ينضمون هم أيضاً.   

في هذه الأثناء، سيعود ليتوفنينكاس نفسه للقتال في أوكرانيا.

ويتنهد ثم يقول "لم تأخذ باقي أوروبا الغربية خطر روسيا على محمل الجد، كما ينبغي، وربما لهذا السبب وصلنا إلى هنا. فالحرب كانت بعيدة عنهم- ورفاهيتهم المادية أهم". وأضاف "لا تدرك المسألة سوى عندما تنسل الحرب إلى داخلك وتشعر بها تحت جلدك [تقض طمأنينتك في عقر الدار]".

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات