ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء 28 سبتمبر (أيلول)، بـ"الاستفتاءات" التي نظمتها موسكو لضم مناطق أوكرانية تسيطر عليها، واصفاً إياها بأنها "غير قانونية" و"تم التلاعب بنتائجها".
وكتب بوريل، في تغريدة، "هذا انتهاك جديد لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في إطار من الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان". وأضاف "نحيي شجاعة الأوكرانيين الذين يستمرون بمواجهة الاجتياح الروسي وبمقاومته".
وأعلنت السلطات الموالية لروسيا في مناطق زابوريجيا وخيرسون ولوغانسك ودونيتسك فوز مؤيدي ضم هذه المناطق إلى روسيا خلال هذه "الاستفتاءات". ولوحت موسكو مجدداً باستخدام السلاح النووي للدفاع عن أراضيها.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "استفتاءات وهمية، نتائج وهمية".
وكان ناطق باسم بوريل حذر، الثلاثاء، من أن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على أي شخص شارك في تنظيم هذه الاستفتاءات.
وأوضح بيتر ستانو "ستكون هناك تداعيات على الأشخاص الذين شاركوا في تنظيم الاستفتاءات غير القانونية والذين دعموها".
وندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من جهته بـ""استفتاءات زائفة" تشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".
نتائج الاستفتاءات
أعلنت السلطات الموالية لموسكو في منطقتي زابوريجيا وخيرسون بجنوب أوكرانيا وفي لوغانسك ودونيتسك في شرق هذا البلد الثلاثاء فوز الأصوات المؤيدة للانضمام إلى روسيا في استفتاءات نددت بها كييف ودول غربية ووصفتها بأنها غير شرعية.
وقالت مفوضية الانتخابات المركزية في جمهورية دونيتسك الشعبية، بحسب ما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية، إن 99.23 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء صوتوا بنعم، وذلك بعد فرز 100 في المئة من الأصوات.
وأكدت المفوضية في منطقة زابوريجيا أن 93.11 في المئة من الناخبين صوتوا لصالح الارتباط بروسيا، بعد فرز 100 في المئة من الأصوات، مع التنويه بأن هذه النتيجة ما زالت في الوقت الحالي أولية.
وقالت إدارة منطقة خيرسون إن 87.05 في المئة من الناخبين صوتوا مع الانضمام إلى روسيا بعد فرز 100 في المئة كذلك من الأصوات.
وهما أول منطقتين أوكرانيتين أعلنت فيهما نتائج التصويت لمصلحة ضم روسيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأتت النتيجة مماثلة في جمهورية لوغانسك الشعبية في شرق أوكرانيا، وفقاً للسلطات الانتخابية الموالية لموسكو والتي أكدت أن الغالبية أيدت الانضمام إلى روسيا.
وأكدت مفوضية الانتخابات في هذه المنطقة وفق ما نقلت عنها وكالتا "ريا نوفوستي" و"إنترفاكس" الروسيتان أن 98.42 في المئة من الناخبين صوتوا لمصلحة الانضمام لروسيا، بعد فرز 100 في المئة من الأصوات.
وأكد على "تلغرام" زعيم لوغانسك الموالي لروسيا ليونيد باسيتشنيك أنه "من الواضح" أن لوغانسك ستعود إلى "حضن روسيا".
زيلينسكي: يستحيل التفاوض مع موسكو
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مداخلة في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء أنه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد "الاستفتاءات" التي نُظمت في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا.
وقال زيلينسكي في مداخلة مسجلة بثت عبر الفيديو خلال الجلسة إن "اعتراف روسيا بالاستفتاءات الزائفة على أنها طبيعية، وتطبيقها نفس السيناريو الذي طبقته في شبه جزيرة القرم، ومحاولتها مرة إضافية ضم جزء من الأراضي الأوكرانية، كل هذا يعني أنه لا يتعين علينا التفاوض مع الرئيس الروسي الحالي".
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور "هذه المهزلة في الأراضي المحتلة لا يمكن حتى وصفها بأنها محاكاة لاستفتاء".
وأضاف أن أوكرانيا ستدافع عن شعبها الذي ما زال يعيش تحت الاحتلال في أربع مناطق أجريت فيها الاستفتاءات، دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، وفي أجزاء من منطقة خاركيف لا تزال تحت الاحتلال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد أيضاً بأنه ستكون هناك أخبار جيدة قريباً من الجبهة، لكنه لم يقدم أي تفاصيل في الوقت الحالي. وقال "نحن نتقدم وسوف نحرر أرضنا".
الأمم المتحدة تؤكد تمسكها "بوحدة أراضي أوكرانيا"
جددت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي التأكيد على تمسك المنظمة الدولية "بوحدة أراضي أوكرانيا" ضمن "حدودها المعترف بها".
وقالت روزماري ديكارلو في بداية الاجتماع "دعوني أكرر أن الأمم المتحدة ما زالت ملتزمة تماماً سيادة أوكرانيا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دولياً".
بالمقابل أكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن "الاستفتاءات" كانت "شفافة"، مستنكراً "فورة الغضب" و"الدعاية" التي يمارسها الغرب والتي تهدف على حد قوله إلى إجبار بلاده على "الخضوع".
الصين: العزلة والعقوبات ستؤديان إلى" طريق مسدود"
من جانبه، دعا السفير الصيني في الأمم المتحدة تشانغ جون خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء إلى احترام "سلامة أراضي كل الدول"، وذلك بعد تنظيم استفتاءات في أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها موسكو بقصد ضمها لروسيا.
وقال السفير الصيني الذي يتهم الغرب بلاده أحياناً بأنها تتساهل كثيراً إزاء روسيا إن "الصين أخذت علماً بالتطورات الأخيرة في الوضع في أوكرانيا (...). إن موقفنا واقتراحنا بشأن كيفية النظر إلى قضية أوكرانيا ومعالجتها متسق وواضح. وهذا يعني أنه ينبغي احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها".
وقال إن العزلة السياسية والعقوبات لن تؤديان إلا إلى "طريق مسدود" بعد أن دعت الولايات المتحدة المجلس لإدانة الاستفتاءات الروسية.
وكرر تشانغ دعوة بكين لإجراء مفاوضات "تشمل المخاوف المشروعة ذات الصلة" لإنهاء الصراع.
تدريبات في كالينينغراد
قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن قوات الاحتياط التي جرت تعبئتها في الآونة الأخيرة بمنطقة كالينينغراد بدأت تدريبات قتالية في قاعدة الأسطول الروسي ببحر البلطيق.
وأضافت الوزارة، في منشور على تطبيق "تيليغرام" أن "جميع الجنود الذين تم تعبئتهم يلتزمون معايير الرماية بالأسلحة الصغيرة إضافة إلى ذلك يستعيد المواطنون المستدعون من الاحتياط مهاراتهم في تشغيل وصيانة الأسلحة والمعدات العسكرية والخاصة".
كما عقدت أيضاً دورات تدريبية لدعم مهارات إطلاق النار وإعداد الجندي للقيام "بأعمال واثقة في ساحة القتال".
وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بأول تعبئة عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية الأسبوع الماضي قد تشهد إرسال مئات الآلاف من الجنود للقتال في أوكرانيا.
وتحتفظ روسيا بوجود عسكري كبير في كالينينغراد، وهي منطقة على ساحل البلطيق تقع بين حدود حلف شمال الأطلسي وعضوي الاتحاد الأوروبي بولندا وليتوانيا، بما في ذلك الصواريخ ذات القدرات النووية، وأسطول البلطيق وعشرات الآلاف من الجنود.