رأى خبراء الأربعاء، 28 سبتمبر (أيلول)، أن الأنباء عن نتائج إيجابية لعقار جديد لمرض الألزهايمر مشجعة، إذ إنه أول دواء يثبت بوضوح في التجارب السريرية قدرته على إبطاء تطور المرض، بحسب بيانات من الشركات التي طورته.
وأعلنت مجموعتا "إيساي" اليابانية و"بايوجين" الأميركية للصناعات الدوائية الثلاثاء، أن علاجهما "لكانماب" قلل التدهور المعرفي للمرضى خلال المراحل المبكرة من المرض.
واستندت النتائج الأولية إلى تجارب سريرية أجريت على نحو 1800 شخص، نصفهم حصلوا على العلاج والنصف الآخر تلقوا العلاج الوهمي، وأوضحت الشركات أن الدواء قلل التدهور المعرفي للمرضى المعالجين بـ 27 في المئة على مدى 18 شهراً.
وتعتزم الشركات نشر النتائج الكاملة في مجلة علمية وتقديم طلبات ترخيص لطرح الدواء في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا قبل نهاية مارس (آذار) 2023.
وقال أستاذ علم الأعصاب لدى "يونيفرسيتي كولدج" في لندن جون هاردي، إن فوائد الدواء للمرضى "متواضعة لكنها حقيقية"، واصفاً النتائج بأنها "مشجعة حقاً".
وقالت تارا سبيرز جونز من جامعة إدنبرة إن الدواء "لا يؤدي إلى الشفاء بل إلى إبطاء التدهور المعرفي، وبالتالي الحفاظ على إمكان القيام بالأنشطة اليومية العادية"، واصفة إياه بأنه "انتصار كبير".
الآثار الجانبية
وسيتعين النظر في "أخطار الآثار الجانبية" التي يسببها الدواء، ومنها الالتهاب ونزف المخ، بحسب الدكتور تشارلز مارشال من جامعة "كوين ماري" في لندن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكنه رأى أن "هذه النتائج تظهر على كل حال أن مهاجمة لويحات الأميلويد في الدماغ كما يفعل ’لكانماب‘ تستحق المضي قدماً في درس إمكان اعتمادها كاستراتيجية علاجية".
ويعاني مرضى الألزهايمر من لويحات بروتينية تسمى "أميلويد" تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها في النهاية، لكن الدور الدقيق لهذه اللويحات في المرض، إن كانت سبب أو نتيجة ظواهر أخرى، يخضع بشكل متزايد للنقاش في الأوساط العلمية.
وكان دواء آخر توصلت إليه شركة "بايوجين" سمي "Aduhelm" ويستهدف أيضاً لويحات الأميلويد، أثار كثيراً من الآمال عام 2021 كونه أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003.
لكنه تسبب أيضاً في جدل حين عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كاف خلال التجارب السريرية، وقيدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه حاصرة إياه في الأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.