دعا الخبراء إلى كبح بيع السجائر الإلكترونية للأولاد [المعروفة أيضاً بالـ"فيب" vape]، بعد أن خلصت دراسة جديدة إلى عدم توفر معلومات كافية حول التأثير الطويل الأمد لتدخينها على الصحة.
وكشفت الدراسة التي أجرتها جامعة "كينغز كوليدج لندن" (KCL) بتفويض من دائرة تحسين الصحة والتفاوتات الصحية في وزارة الصحة عن أنه من الواضح بأن استخدام السجائر الإلكترونية هو أقل ضرراً من السجائر العادية على المدى القصير إلى المتوسط، ويجب تشجيع المدخنين للتحول إلى استخدام السجائر الإلكترونية.
ولكنها دعت إلى إجراء مزيد من الأبحاث حول أخطار السجائر الإلكترونية للذين لم يسبق لهم أن دخنوا أبداً أو استخدموا السجائر الإلكترونية من قبل.
وبحسب الدراسة فإن البحث الحالي ليس حاسماً بشكل كاف ليقدم استنتاجات واضحة بشأن ضرر تدخين السجائر الإلكترونية على المدى البعيد.
ووجدت دراسة نشرت في يوليو (تموز) بأن نسبة الأولاد الذين يدخنون السجائر الإلكترونية تشهد ارتفاعاً مع تأثر عديد منهم بمواقع التواصل الاجتماعي على غرار "تيك توك".
وتزداد شعبية السجائر الإلكترونية الجديدة الصالحة للاستخدام لمرة واحدة، بشكل مطرد، لأن الواحدة منها تكلف حوالى خمسة جنيهات استرلينية (5.5 دولار)، وتأتي بمجموعة متنوعة من النكهات الفاكهية.
وفي سياق متصل، وجد استطلاع أجري على الأولاد لصالح المنظمة الخيرية "أكشن أون سموكنج آند هيلث Action on Smoking and Health" (ASH) الناشطة ضد التدخين، بأنه خلال العام الماضي طرح في الأسواق جيل جديد من سجائر السجائر الإلكترونية التي ترمى بعد الاستخدام وتعرف باسم "باف بارز" Puff bars التي تتميز باحتوائها على النيكوتين.
وفي حين أنه يحظر بيع سجائر السجائر الإلكترونية لمن هم دون الـ18 سنة، تظهر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي مراهقين يعرضون أنواعاً من السجائر الإلكترونية الجديدة ويتناقشون في نكهاتها كالليموناضة الزهرية والموز مع الفراولة والمانغا.
ووجد الاستطلاع أن نسبة الأولاد بين 11 و17 سنة الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية حالياً ارتفع من أربعة في المئة عام 2020 إلى سبعة في المئة عام 2022.
وفي عام 2013، كانت نسبة الأولاد بين 11 و15 سنة الذين سبق أن دخنوا السجائر الإلكترونية ثلاثة في المئة وحسب، ولكنها ارتفعت إلى ثمانية في المئة عام 2020 و10 في المئة عام 2022.
وخلصت الدراسة التي أجرتها جامعة "كينغز كوليدج" إلى أن المدخنين الذين يتحولون إلى السجائر الإلكترونية سيحظون بتراجع ملحوظ في تعرضهم للسموم التي تساهم في الإصابة بمرض السرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكنها أشارت أيضاً إلى أنه لا يجدر بالذين لم يسبق أن دخنوا أبداً أن يستخدموا السجائر الإلكترونية، لأنها لا تخلو من الأخطار.
وفي هذا السياق أفادت المؤلفة الرئيسة للدراسة آن ماكنيل وهي بروفسورة متخصصة في الإدمان على التدخين في جامعة كينغز كوليدج لندن، بأن "التدخين مميت ويؤدي إلى وفاة مدخن واحد من أصل اثنين من المدخنين الدائمين، ومع ذلك فإن حوالي ثلثي المدخنين البالغين الذين قد يستفيدون من الانتقال إلى السجائر الإلكترونية لا يعرفون بأن تدخين السجائر الإلكترونية أقل ضرراً. ولكن الأدلة التي قمنا بمراجعتها تشير إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية لا يخلو من الأخطار أبداً. ولهذا لا نشجع مطلقاً أي شخص لم يسبق له أن دخن من قبل على تدخين السجائر الإلكترونية أو السجائر".
وفي ما يتعلق ببيع السجائر الإلكترونية لمن هم دون الـ18، قالت الدراسة إن جهود المعايير التجارية للسلطات المحلية "قلصت والامتثال للإجراءات المنظمة ليس كافياً لمنع المبيعات لمن هم دون السن، بالتالي حصولهم على منتجات محظورة".
وأضافت "هناك حاجة الآن إلى مراقبة أكثر تواتراً لمنتجات السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة"، التي تحظى بشعبية لدى الأولاد.
ونظر التقرير بشكل خاص في أخطار استخدام السجائر الإلكترونية في مقابل عدم تدخينها أبداً ووجد بأن التعرض للمواد المسرطنة (المكونات التي بوسعها التسبب بالسرطان) كانت مشابهة أو في بعض الأحيان أعلى في تدخين السجائر الإلكترونية.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه القاعدة كانت صحيحة في ما يتعلق بالتعرض لمادة كيتون النيتروزامين المشتق من النيكوتين (NNK)، الذي وجد أنه من "المواد المسرطنة الرئوية القوية في الحيوانات والبشر".
وفي الحالات التي كانت مستويات كيتون النيتروسامين المشتق من النيكوتين فيها أعلى من الذين لا يستخدمون السجائر الإلكترونية، كانت المستويات منخفضة بشكل كبير عموماً (أقل بنسبة 95 في المئة) في أوساط مستخدمي السجائر الإلكترونية مقارنة بالمدخنين التقليديين.
وفي ما يتعلق بالسموم التي تؤثر في الجهاز التنفسي، تبين أن الأخطار مشابهة بين مدخني السجائر الإلكترونية وبين غير مدخنيها.
وفي جانب متصل قالت الدكتورة ديبي روبسون كبيرة المحاضرين في الحد من أضرار التدخين في جامعة كينغز كوليدج وأحد مؤلفي التقرير بأن الدليل كان واضحاً أن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من التدخين، وأضافت "يجب اعتبار مساعدة الأشخاص في التحول من التدخين إلى السجائر الإلكترونية أولوية في حال أرادت الحكومة بلوغ هدف إنجلترا خالية من التدخين ببلوغ عام 2030".
وقالت الدكتورة جانيل ديغروشي نائبة كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، "يدخل إلى المستشفى في إنجلترا شخص واحد كل دقيقة بسبب التدخين. ويموت شخص كل ثمانية دقائق لسبب مرتبط بالتدخين. يعتبر تدخين السجائر الإلكترونية أقل ضرراً بشكل كبير من التدخين ولهذا فإن الرسالة واضحة، إن كان الخيار بين التدخين التقليدي والسجائر الإلكترونية، اختاروا السجائر الإلكترونية. وإن كان الخيار بين السجائر الإلكترونية والهواء النقي، اختاروا طبعاً الهواء النقي المنعش".
وقالت ديبورا أرنوت الرئيسة التنفيذية لجمعية "أكشن أون سموكنج آند هيلث" (ASH) "نشرت الحكومة خمسة تقارير مستقلة تقدم معاً أفضل دليل متوفر لتعزيز سياسات المملكة المتحدة حول السجائر الإلكترونية. مع بدء حملة "ستوبتوبر Stoptober" [حملة توعية صحية لمساعدة الأشخاص في الإقلاع عن التدخين]، من المهم أن يدرك المدخنون أن الدليل واضح بأن السجائر الإلكترونية يؤدي إلى جزء يسير جداً من الأخطار التي يشكلها التدخين التقليدي".
يشار إلى أن هناك في انجلترا حالياً حوالى ستة ملايين مدخن وحوالى 3.8 مليون مدخن فايب.
واعتبرت دراسة جامعة " كينغز كوليدج" بأن ادعاء هيئة الصحة العامة في إنجلتراPublic Health England القائل بأن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً بنسبة 95 في المئة على الأقل من التدخين هو "صحيح عموماً" على المديين القريب والمتوسط، ولكننا بحاجة إلى دراسات إضافية لمعرفة تأثيره في المدى البعيد.
أما ليون شهاب وهو بروفسور في الصحة النفسية والمدير المشارك في مجموعة البحث حول التدخين والكحول في كلية جامعة لندن فقال عن الدراسة، "علينا أن نضمن حصول المدخنين البالغين على الدعم المناسب، مما يساهم في توفير معلومات دقيقة حول انخفاض أخطار تدخين السجائر الإلكترونية، وكيف يمكن أن تساعدهم في الإقلاع عن التدخين مع تقديم مواد تعليمية للشباب الذين لم يدخنوا أبداً من قبل، وذلك لثنيهم عن تدخين السجائر الإلكترونية، فضلاً عن تعزيز أفضل لقيود البيع والإعلانات الترويجية. إذا تمكنا من إرساء هذا التوازن، بوسع السجائر الإلكترونية أن تلعب دوراً أساسياً لإيداع تدخين السجائر في كتب التاريخ في المملكة المتحدة".