بريطانيا تسجل متوسط الحرارة الأعلى في الأشهر الـ9 الماضية

أعلن "مكتب الأرصاد الجوية" البريطاني Met Office أن الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة كانت الأكثر دفئاً على الإطلاق في المملكة المتحدة، بعد صيف ساخن شهد موجات غير مسبوقة من القيظ والجفاف الحاد.

وتم تسجيل متوسط حرارة بنحو 10.9 درجة مئوية في الفترة الممتدة من شهر يناير (كانون الثاني) إلى سبتمبر (أيلول) 2022، لتتجاوز الأرقام المستوى الأعلى السابق المسجل على الإطلاق الذي كان في حدود 10.6 درجة مئوية، وذلك في عام 2014.

وعلى رغم ما شهده نهاية شهر سبتمبر من تحول للطقس نحو الشتاء، فإن متوسط درجات الحرارة خلال الشهر الماضي كانت أعلى بشكل عام من المتوسط - بحيث تم تسجيل 13.5 درجة مئوية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

وأدت سلسلة من موجات الحر خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، إلى تسجيل بعض أعلى درجات الحرارة سخونة على الإطلاق في المملكة المتحدة، مع ارتفاع جديد بلغ 40.3 درجة مئوية، في التاسع عشر من شهر يوليو، وقد تم تسجيل ذلك في قرية كونينغسبي في مقاطعة لينكولنشاير الإنجليزية.

لكن يبقى من السابق لأوانه القول ما إذا كانت السنة 2022 ستصبح أكثر الأعوام حرارة في البلاد منذ بدء رصد التسجيلات في عام 1884، لأن الطقس المرتقب والأكثر برودة بدءاً من الآن وحتى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول)، قد يسهم في خفض درجات الحرارة السنوية الإجمالية.

أدت سلسلة من موجات الحر في شهري يوليو وأغسطس إلى درجات الحرارة هي الأعلى على الإطلاق في المملكة المتحدة (غيتي)

الدكتور مارك ماكارثي من "المركز الوطني للمعلومات المناخية" National Climate Information Centre لاحظ أنه "على رغم موجة البرودة الأخيرة، فقد واصل سبتمبر المسار التصاعدي في درجات الحرارة لكل من أشهر السنة 2022، مقارنة بالمتوسطات الطويلة الأمد للشهور المماثلة في الأعوام السابقة".

ويضيف ماكارثي: "وفقاً لمتوسط درجات الحرارة، فقد كانت هذه السنة الأكثر سخونة حتى الآن، بحيث بلغ متوسط الحرارة 10.9 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم المسجل في عام 2014 والذي بلغ 10.6 درجة مئوية للفترة ما بين يناير وسبتمبر.

ويشير الخبير المناخي إلى أن "عام 2014 كان الأكثر حرارة على الإطلاق في المملكة المتحدة. وتسلك السنة 2022 المسار نفسه لتكون إحدى أكثر السنين حرارة على الإطلاق بحسب السجلات، إذا ما ظلت هذه الظروف المناخية الأكثر حرارة من المتوسط قائمة". ويكمل ماكارثي: "لكن لا يمكننا استبعاد فترة تهبط فيها درجات الحرارة عن المتوسط خلال الأشهر المقبلة، ما من شأنه أن يجعل معدلاتها أقل من متوسط درجات الحرارة المسجلة في عام 2014 كسنة تقويمية".

وشهد شهر سبتمبر ما يعرف بـ"تأثير المحيط الأطلسي" Atlantic influence الذي تسبب بمزيد من الأجواء المناخية غير المستقرة في البلاد، بحيث أدت الرياح الشمالية إلى خفض درجات الحرارة في الأيام الأخيرة.

ويلفت ماكارثي إلى أن "الطقس هذه السنة كان غائماً وضبابياً أكثر من المتوسط، وذلك استناداً إلى الإحصاءات المتعلقة بقياس أشعة الشمس، ولا سيما منه طقس ويلز هذا الشهر، على رغم أن المعدلات لم تكن بالمقدار الكافي لإحداث أي تغيير في السجلات".

يشار أخيراً إلى أن "مكتب الأرصاد الجوية" في المملكة المتحدة كان قد نشر الأرقام الموقتة الكاملة لطقس شهر سبتمبر في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول).