Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المرضى أكثر من سيعاني من ميزانية لندن المتقشفة

كيف تتعامل هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية مع أعباء نفقات ستفرضها هذه الميزانية وسط تزايد الطلب واقتراب شتاء تنتظره موجات من الإنفلونزا ومن متحورات كورونا الجديدة؟

المرضى أكثر من سيعاني ميزانية كوارتنغ المصغرة (رويترز)

لقد رأينا بالفعل الأثر المدمر لميزانية كوازي كوارتنغ المصغرة على الأسواق. ولكن هناك مزيداً من الأدلة التي تظهر أن المرضى هم من سيعانون المعاناة الأشد.

هل في هذا الاستنتاج شيء من المغالاة؟ أهو مثال على محاولة استدرار عطف متصفحي الشبكة لزيارة الرابط بشكل كثيف؟ على العكس. لا بل بإمكاني تبرير ذلك، ولكن حذار، سأقوم بتضمين بعض المعلومات العلمية لإظهار كيف سيعاني المرضى أكثر من غيرهم في ظل حكومة المحافظين الجديدة هذه، وإن لم يكن الإثبات العلمي رائجاً كثيراً هذه الأيام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعونا ننتقل إلى موضوع التقشف في الميزانيات الصحية وتأثيره على الأشخاص المصابين بالسكري، وهي حالة لدي تجربة مباشرة بها، إذ أعاني شخصياً من النوع الأول من السكري، وهي حالة وراثية ناتجة عن خطأ [خلل] مناعي ذاتي يدمر الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس. أصبت بهذا المرض في سن الثانية وهو أمر مبكر جداً نظراً إلى المعدل العمري للإصابة بهذا المرض. فعادة ما تظهر الإصابة في مرحلة المراهقة، لكنها يمكن أن تأتي في وقت لاحق أحياناً، ومثال ذلك رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.

أما النوع الثاني من السكري وهو الأكثر شيوعاً فتتسبب به مجموعة متنوعة من الأسباب المتعلقة بنمط الحياة في بعض الأحيان ويمكن السيطرة عليه في بعض الحالات من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة، ذلك ما حصل مع نائب زعيم حزب العمال السابق توم واتسون.

ولا بد أن السياسيين المذكورين آنفاً أدركا الآن بألم أن هذه الحالة يمكن أن تقلب حياة المرء جحيماً بصرف النظر عن نوع السكري. استخدم هذا المصطلح عمداً: إذ تشمل المضاعفات المحتملة العمى وأمراض الكلى والبتر ومشكلات في القلب ومشكلات في الكبد. ويمكنني أن أستمر في سرد الأعراض، لكن مجرد تعداد هذه تجعلني أتصبب عرقاً.

هذه هي الأشياء التي نفضل نحن الذين نواجه تحديات البنكرياس ألا نفكر فيها كثيراً، وإلا فإن مجرد رؤية لوح الشوكولاتة يمكن أن يحولنا إلى حطام يرتجف في حاجة إلى علاج لاضطراب ما بعد الصدمة فوق كل ما نعانيه.

للمساعدة في تجنب ذلك، من المفترض أن نتلقى (وأنا أدرج هنا نوعي السكري) ثمانية فحوصات منتظمة، بما في ذلك نسبة السكر في الدم (هذا بديهي) وضغط الدم والدورة الدموية (عن طريق فحص القدم) والوزن ونمط الحياة ووظائف الكبد والكلى والعينين، وما إلى ذلك. إن الأشخاص الذين يمتلكون هذه الفضيلة البعيدة المنال والمعروفة باسم التعاطف سيفهمون سبب أهمية ذلك: يمكن تجنب الرعب الصحي من خلال السيطرة الجيدة والمراقبة المنتظمة. يمكن أن يكون مرض السكري مميتاً في غياب هذه التدابير.

ربما يكترث الأشخاص الذين يفتقرون إلى التعاطف مثلما قد يبدو كوازي كوارتنغ إلى أن يأخذوا في الاعتبار أن علاج الآثار الجانبية لمرض السكري يمكن أن يكون مكلفاً للغاية. فالفحوصات تنقذ الأرواح حرفياً، وهناك أدلة قوية على ذلك. في أغسطس (آب)، نشرت لانسيت دراسة عن الوفيات غير المرتبطة بكورونا بين الأشخاص المصابين بداء السكري خلال فترة الوباء عندما أسقطت هذه الفحوصات.

وخلص الباحثون إلى أن "نتائجنا تظهر زيادة خطر الوفيات بين أولئك الذين لم يتلقوا جميع عمليات الرعاية الثماني في إحدى أو كلتا السنتين السابقتين".

وغني عن القول، إن الفحوصات الطبية تخفض التكاليف أيضاً. انظروا إلى الأمر بهذه الطريقة: إذا زادت الوفيات فيجب أن تزيد المضاعفات التي تتطلب العلاج. سأترك لكم أن تقرروا أيهما أكثر أهمية، النتائج الصحية للناس أو التكاليف.

حددت الدراسة المشكلات قبل ظهور الجائحة، وخلال (2020-21) تلقى 26.5 في المئة فقط من المجموعة التي شملتها الدراسة جميع الفحوصات الصحية الثمانية. ولم تتلق المجموعة نفسها سوى 48.1 في المئة منها في الفترة 2018-2019.

ويتوافق هذا مع نتائج مسح استقصائي شمل 10 آلاف شخص يعانون الحالة أجرته مؤسسة السكري في المملكة المتحدة Diabetes UK وأفاد ما يقرب من نصف المجيبين (47 في المئة) بوجود صعوبات في التعامل مع المرض، بينما عزا ثلاثة من كل خمسة منهم (63 في المئة) ذلك، جزئياً على الأقل، إلى عدم حصولهم على ما يكفي من فرص الوصول إلى فرق الرعاية الصحية التابعة لهم، ويرتفع هذا العدد إلى 71 في المئة في أكثر المناطق حرماناً في البلاد.

لقد تحمست لأول مرة للنظر في هذه المسألة عندما تلقيت الإلغاء الثالث من صندوق "بارتس" Barts التابع للهيئة الصحية الوطنية البريطانية، الذي كان من المفترض أن تكون علاقتي به علاقة هاتفية فقط. بسبب كورونا جزئياً، كنت قد نسيت متى كانت آخر مرة رأيت فيها طبيباً في المستشفى المحلي. وكانت فحوى رسائل "بارتس" وهيئة الصحة الوطنية والحكومة أنك مسؤول عن نفسك يا فتى! "هكذا هي الحياة".

العواقب بالنسبة لي هي أنني قد فوت على نفسي توزيع دفعة جديدة من معدات مراقبة الدم، بالتالي بقي إصبعي وسادة دبابيس يتعين وخزه باستمرار لفحص السكر في دمي. لقد دأبت على القيام بذلك لفترة طويلة كما أذكر. هكذا هي الحياة، ولكن بالنسبة لبعض الناس هذا الافتقار إلى الرعاية أمر خطير. البعض، كما تظهر دراسة لانسيت، سيموتون.

لكن ما علاقة كل هذا بكوازي كوارتنغ؟ حسناً، لقد خفض كوارتنغ ضريبة الشركات حتى تتمكن الشركات من جني المزيد من الأرباح، كما أنه خفض مقتطعات التأمين الوطني مما يساعد الناس الأكثر ثراء.

تبلغ تكلفة الإجراء الأول نحو 19 مليار جنيه استرليني، وهو جزء من حزمة تخفيضات ضريبية غير ممولة بقيمة 43 مليار جنيه استرليني. وكم يا ترى تكلفة تخفيضات الإنفاق التي يوشك كوارتنغ على تفعيلها من خلال عدم رفع ميزانيات الإدارات لمراعاة التضخم؟ إنها 18 مليار جنيه استرليني.

كيف ستتعامل هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS مع الضغط القاسي للنفقات الذي ستفرضه هذه الميزانية وسط تزايد الطلب واقتراب شتاء تنتظره موجات من الأنفلونزا ومن متحورات كورونا الجديدة؟ أعتقد أننا خبرنا جميعاً إلغاء العمليات وقوائم الانتظار التي تزداد طولاً والطوابير الطويلة في أقسام التقييم والطوارئ وأعداد الموظفين المتناقصة وأخيراً المزيد من المواعيد الملغاة.

لقد ركزت على مرض السكري لتوضيح المشكلة، لكن هذا الوضع سيؤثر على الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية عديدة التي من المفترض أن تكون قابلة للعلاج والسيطرة عليها بوجود الرعاية المناسبة.

هذه التخفيضات في الإنفاق هي نتيجة مباشرة للخيار السياسي الذي اتخذه هو ورئيسته ليز تراس، والذي ستؤيده الحكومة ما لم تكن هنالك انتفاضة.

أود أن أقول ساعدنا يا رب، ولكن إذا كان هناك من يسمعنا في السماء فلا بد وأنه نفض يديه يأساً من تصرفات هذا الثنائي البائس.

© The Independent

اقرأ المزيد