"E-girl"، أو الفتيات الإلكترونيات، ظاهرة جديدة على منصة "تيك توك" تجتاح المغرب، إذ بدأت هذه الحركة الشبابية في الولايات المتحدة الأميركية، ومنها إلى مختلف دول العالم، وفيها يرتدي جيل من المراهقين ملابس جريئة، ويصبغون شعرهم بألوان مثيرة مثل الأحمر أو الأزرق، ويدافعون على قيم افتراضية مستوحاة من شخصيات "الأنيمي" الإباحية اليابانية.
"الأنيمي" الياباني
الفتاة الإلكترونية هي فتاة تنتمي إلى جيل عالمي اختار طريقة لباس مثيرة، إذ تضع كحلاً في عينيها يرمز للأنا الافتراضية الكلاسيكية وذات شعر ملون، وتستغل جمالها مقابل المال من خلال بيع صورها العارية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي. وهي تمزج في ملابسها بين "الهيب هوب" و"الأنيمي" الياباني، وتنشر فيديوهات على منصة "تيك توك"، وتبلغ أعمار الفتيات الإلكترونيات بين 14 و17 سنة.
وتلعب الفتاة الإلكترونية دور شخصية "هيغاو"، وهي شخصية مشهورة في المواد الإباحية اليابانية، وتحاول إظهار نفسها على أنها مختلفة، وأغلب رقصات "E-girl" تحمل إيحاءات جنسية محددة لتجعل منها أداة جنسية لديها عدد كبير من المعجبين الرجال الذين يطمحون إلى شراء صورها الخاصة والحديث معها.
وفي المغرب ينشر عدد من الفتيات فيديوهات يرتدين فيها ملابس الفتاة الإلكترونية، وبعضهن يرقصن بطريقة مثيرة جنسياً، وتكتب أغلب المراهقات تعليقات بأنهن يرغبن في ارتداء هذه الملابس، لكن عائلاتهن لا تسمح لهن بذلك.
"صرت أقوى"
شيماء (15 سنة) اختارت أن تكون فتاة إلكترونية، وتقول حول التحديات التي تواجهها خلال خروجها إلى الشارع بهذه الملابس "هناك من يشتمني ويسخر مني، وهناك أيضاً من يتحرش بي، لكن بعض الناس يعتبر طريقة لباسي جميلة".
ينظر إلى "تيك توك" في المغرب على أنه وسيلة للرقص والتسلية، وتعتبر عائلة شيماء أن طريقة لباس ابنتهم موضة شبابية عابرة ستغيرها بعد أن تكبر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تدرس شيماء في مدرسة ثانوية بمدينة الدار البيضاء، تقول "لا أجد أي مشكلات في المدرسة التي أدرس فيها. المديرة متفهمة جداً لطريقة لباسي، وعائلتي أيضاً".
لعلها لا تدرك أن هذا النوع من الملابس مستوحى من شخصية إباحية يابانية، وتقول "هذه الطريقة في اللباس منحتني شخصية قوية، أصبحت أشعر بذاتي، أصبحت أقوى، كنت أتصفح فيديوهات لمشاهير أجانب وأعجبتني طريقة لباسهم فقررت أن أتبنى ثقافتهم وأصبح (E-girl)".
إضافة إلى وضعها مجموعة من القلادات على رقبتها، تضع شيماء صليباً للتزين، مشيرة إلى أنها لم تغير ديانتها بل هي فقط تقتدي بالمشاهير الأجانب.
لماذا تنشر شيماء مثل هذه الفيديوهات؟ توضح "الهدف أن أحصل على عدد كبير من المعجبين، وأستمتع بوقتي".
لعبة جنسية
ترقص بعض فتيات "E-girl" في المغرب بطريقة جريئة، ويرتدين ملابس لا تتناسب مع أعمارهن، ويكتب شباب ورجال كبار السن تعليقات جنسية مسيئة إليهن.
وفي الوقت الذي سمحت فيه عائلة شيماء لابنتهم باتباع نمط حياة "E-girl"، منعت عائلة ريم ابنتهم البالغة 14 سنة من الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر فيديوهات وارتداء ثياب الفتاة الإلكترونية.
تقول ريم "عندما وجدت فيديوهات فتيات بالمغرب ينهجن حياة (E-girl) أردت أيضاً أن أكون مثلهن، لكن والدتي رفضت ذلك، وشرحت لي خبايا هذه الثقافة الجديدة، وأن ذلك سيضر بي ويجعلني أتعرض للاستغلال الجنسي من طرف الكبار، وعندما أكبر سأندم على ذلك، لأنني سأكون قد اعتدت على صورتي في الإنترنت كلعبة جنسية".
وتنشر الفتيات فيديوهات لهن في وضعيات تشبه بطلات المواد الإباحية اليابانية، ولا يمكن معرفة هل يدركن أصل ما يقلدونه، بينما يرتدين ملابس فاضحة تزيد من خطر استمالتهن عبر الإنترنت.
شيماء وغيرها من الفتيات الإلكترونيات في المغرب لا يزلن قاصرات، غير أنهن يعرضن أجسادهن في فيديوهات على الإنترنت تجعلهن يحظين بتعليقات إعجاب من رجال كبار السن، ما يعرضهن لخطر الاستغلال الجنسي من المجرمين على مواقع التواصل الاجتماعي.
عاهرة على الإنترنت
تصور الفتيات الإلكترونيات أغلب الفيديوهات من غرف النوم، وقد تم من قبل استخدام عبارة "الفتاة الإلكترونية" للتحقير من الفتاة، إذ يصف أول تعريف ظهر في عام 2009 المصطلح على هذا النحو "أي امرأة جذابة في الألعاب الإلكترونية".
ويشير تعريف آخر للفتاة الإلكترونية في 2014 إلى أنها "عاهرة على الإنترنت" تغازل الرجال عبر الشبكة لجذب الانتباه.
وحظيت الفتيات الإلكترونيات باهتمام أكبر في صيف عام 2019 بعد مقتل بيانكا ديفينس، وهي مراهقة تبلغ من العمر 17 سنة يزعم أنها قتلت على يد رجل تعرفه عبر الإنترنت، وتم تسليط الضوء حينها على الفتيات الإلكترونيات عبر الإنترنت، حيث شارك مراهقون آخرون تجاربهم وصرحوا بأنهم يتعرضون بانتظام للمضايقة والتهديد والمطاردة في حياتهم الواقعية.
في عام 2019 أصدرت "غوغل" تقريرها السنوي حول أكثر الكلمات استخداماً في محركات البحث، وأظهر التقرير أن الفتيات والفتيان الإلكترونيين من بين مصطلحات البحث الأكثر شيوعاً خلال تلك الفترة.