اكتشف العلماء جيناً خارقاً يثير استجابة مناعية قوية لدى بعضهم بعد تلقيهم اللقاح ضد "كوفيد-19"، إذ وجد علماء من "جامعة أكسفورد" أن الأشخاص الحاملين لنسخة من جين HLA المعروف باسم (HLA-DQB1 * 06)، كانوا أكثر عرضة لتوليد مستوى استجابة أعلى للأجسام المضادة بعد الحصول على اللقاح، مقارنة بأولئك الذين لا يحملون الجين، ويعتقد أن حوالى 30 إلى 40 في المئة من سكان المملكة المتحدة يحملون هذا النوع من الجينات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما تبين أن الاستجابة المناعية المتزايدة كانت مرافقة لجميع اللقاحات السائدة "فايزر" و"بايو إن تك" و"أكسفورد" و "أسترازينيكا".
الفريق الذي نشر النتائج التي توصل إليها في مجلة "نيتشر ميديسن" Nature Medicine يعتقد أن هذا الاكتشاف سيعمل على تحسن عمل اللقاحات وسيساعد في منع العدوى.
وذكر الدكتور ألكسندر مينتزر، الباحث الرئيس في الدراسة، "لقد رأينا تبايناً كبيراً في مدى سرعة إصابة الأشخاص بـ ’كوفيد-19‘ بعد تلقيهم اللقاح، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن رمزنا الجيني قد يؤثر في مدى احتمال حدوث ذلك مع مرور الوقت".
وقام الفريق بتحليل عينات الحمض النووي لـ 1190 مشاركاً في التجارب السريرية للقاحات بـ "جامعة أكسفورد"، إضافة إلى 1677 بالغاً مسجلين في برنامج أبحاث "كوفيد" (COM-COV).
ونظر الباحثون أيضاً في عينات أُخذت من أطفال شاركوا في التجارب السريرية للقاح "أسترازينيكا" ووجدوا أن الحاملين للجين الخارق سجلوا مستويات استجابات أعلى للأجسام المضادة ضد "كوفيد-19" بعد 28 يوماً من تلقي الجرعة الأولى، كما وجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم هذا الجين أقل عرضة للإصابة بالعدوى، مقارنة بغيرهم من الناس المعرضين إلى الإصابة بفيروس كورونا على رغم تلقيهم اللقاح.
وأوضح كبير الباحثين في الدراسة، جوليان نايت، أن "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الأهمية السريرية لهذه العلاقة بشكل أفضل، وعلى نطاق أوسع لمعرفة ما يمكن أن يخبرنا به تحديد هذا المتغير الجيني حول كيفية توليد الاستجابات المناعية الفعالة وطرق الاستمرار في تحسين اللقاحات للجميع".
وتأتي هذه النتائج في وقت أصبحت فيه جرعات "كوفيد-19" المعززة متاحة لمن هم فوق سن الـ 50 عاماً بدءاً من يوم الجمعة المقبل في ظل وجود 26 مليون شخص في إنجلترا مؤهلين للحصول على لقاح الخريف، كما وسيتم تقديم اللقاح ثنائي التكافؤ الجديد لمعظمهم وهو مخصص لمتغير "كوفيد-19" الأصلي ومتغير "أوميكرون".
© The Independent