كشفت دراسة جديدة موسعة أن الشبان دون الثلاثين يشعرون "بالتهديد" من التقدم المحرز في مجال حقوق المرأة.
ولاحظ الباحثون الذين استطلعوا نحو 32500 شخص في 27 بلداً ضمن الاتحاد الأوروبي أنه فيما ازدادت المساواة بين الجنسين في المجتمعات الديمقراطية الغربية في الآونة الأخيرة، ترافق ذلك مع ارتفاع في "التمييز الجنسي الحديث" (التحيّز ضد المرأة) الذي "يعمل ضد حقوق المرأة".
واكتشف التقرير الذي أُجري في جامعة غوتنبرغ بأن الشبان يميلون أكثر من الرجال الأكبر سناً إلى الموافقة مع التصريحات القائلة بأن "تعزيز حقوق النساء والفتيات" ذهب بعيداً جداً لأنه "يهدد الفرص" المتاحة للرجال والشبان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبرت جيفجون أوف وهي إحدى مؤلفي التقرير بأن النتائج تشير إلى أنّ الشبان بين 18 و29 سنة "غالباً ما يتفقون مع هذا التصريح". وأضافت أوف وهي طالبة دكتوراه في العلوم السياسية: "كلما تقدم الرجال في السن، اتفقوا بشكل أقل مع هذا التصريح. حتى أن بعض النساء تتفقن أيضاً معه ولكن إلى حد أقل من الرجال من كافة الأعمار. وتتناقض النتائج مع البحث السابق الذي يزعم أن أبناء الجيل الأكبر سناً هم الأكثر تحفظاً ومعارضة للتقدم في حقوق المرأة".
واعتبرت أن الأشخاص يعتقدون أن المساواة بين الجنسين تصب في مصلحة المرأة وحسب عوضاً عن النظر إلى "الفوائد" التي تشمل المجتمع ككل. وقالت: "تقترح بعض الدراسات أن هذا الشعور باللاعدالة بوسعه أن يحفّز المواطنين على انتخاب الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للنسوية والحرية الجنسية. ومن المحتمل أن بعض الشبان الذين يعتبرون أن المرأة تتفوق عليهم في سوق العمل يعتقدون أن التقدم الذي أحرز في حقوق المرأة غير عادل ويشكل تهديداً لهم. نحن بحاجة إلى تحسين إيصال فكرة فوائد المساواة بين الجنسين. أصبح الآباء يقضون وقتاً أطول مع أبنائهم مما يخفف عبء كونهم معيل الأسرة مع تقدم الأمهات في حياتهن المهنية".
وتقترح الدراسة أن ارتفاع مستويات البطالة قد تزوّد شرحاً لسبب زيادة التمييز ضد المرأة لدى الشبان.
وقال الباحثون: "ترتفع النسبة في المناطق التي ازدادت فيها نسبة البطالة على نحو كبير خلال السنوات القليلة الماضية وحيث يشعر السكان بانعدام الثقة في المؤسسات الاجتماعية على سبيل المثال بسبب الفساد المستشري".
وأضاف الباحثون أن سلوفاكيا هي البلد الأول ضمن الاتحاد الأوروبي الذي يضم "أعلى نسبة من الشبان الذين يعارضون التقدم في مجال حقوق المرأة"، وقالوا إنه في بعض أجزاء البلاد ارتفعت البطالة بنسبة 1.1 في المئة خلال العامين الماضيين.
نيكولاس شارون وهو أستاذ العلوم السياسية والمشارك في الدراسة قال إن: "السلوفاكيين، أكثر من أي مواطنين آخرين ضمن الاتحاد الأوروبي، يرون أن المؤسسات العامة في بلادهم ليست محايدة وأن المؤسسات الاجتماعية تفضل بعض المجموعات على غيرها".
"تتسع الفجوة بين آراء الشابات والشبان حول الدفع قدماً بحقوق المرأة بشكل كبير في السويد التي تُعتبر من بين الدول العشر الأولى في الاتحاد الأوروبي وفق القياسات التي اعتمدناها".
كما اكتشف الباحثون أن هذا الأمر يبرز في السياقات المعاكسة مشيرين إلى أنه في مناطق على غرار شمال إيطاليا حيث تراجعت نسبة البطالة ويشعر الأشخاص بثقة أكثر في المؤسسات الاجتماعية، يكون الشبان أقل معارضة لتقدم حقوق المرأة.
وفي المملكة المتحدة، تستمر عدم المساواة بين الجنسين إذ ترأس النساء 5 في المئة فقط من أكبر 350 شركة موجودة في البلاد. وبحسب تقرير حديث صادر عن جمعية "فاوسيت" (Fawcett Society) وهي جمعية خيرية بريطانية رائدة تُعنى بالمساواة الجنسين، تتولى النساء أقل من ثلث الوظائف العليا في المملكة المتحدة كما اكتشفت أن النساء ذوات البشرة الملونة أقل تمثيلاً في المراكز العليا في عدد كبير من القطاعات.
ووجد الباحثون أن النساء غائبات بالكامل عن المناصب العليا التي تضم مثلاً قضاة المحكمة العليا ومدراء تنفيذيين في مؤشرات الأسهم FTSE 100 وعمدات المدن ومفوضي الشرطة والجريمة.
© The Independent