نبه علماء الفيروسات إلى أن المتحور الجديد لـ "كوفيد" الذي يتفشى بسرعة كبيرة في سنغافورة، قد يكون أكثر نظرائه قدرة حتى الآن على تجاوز أنظمة المناعة البشرية والإفلات منها، كما أنه لا يتأثر بمجموعة واسعة من العلاجات واللقاحات المعمول بها في الوقت الراهن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادوا بأن السلالة التي سميت "أكس بي بي" XBB، هي أكثر نشراً للعدوى من المتحورات الرئيسية أو الفرعية السابقة، وقد انتقلت إلى أكثر من 17 دولة في العالم، بما فيها أستراليا وسنغافورة والدنمارك واليابان.
وزارة الصحة في سنغافورة، أكدت في بيان أصدرته في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أن هذا النوع الجديد من الفيروس تم رصده للمرة الأولى في الهند في شهر أغسطس (آب) الماضي. وقد اكتشفت هونغ كونغ أولى حالات الإصابة به في الأسبوع الأول من هذا الشهر.
ونقل موقع "ذا ديلي بيست" The Daily Beast الإخباري الأميركي، عن أميش أدالجا الخبير في الصحة العامة في "مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي" Johns Hopkins Center for Health Security قوله، إنه "من المحتمل أن يكون متحور ’أكس بي بي‘ (البديل) الأكثر مراوغة للمناعة، وأن يطرح مشكلات للعلاجات الراهنة القائمة على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، واستراتيجية الوقاية من عدوى ’كوفيد‘".
وأضاف أدالجا أنه "حتى مع المتحورات التي تقاوم جهاز المناعة، فإن الحماية التي توفرها اللقاحات تجاه الأمور الأكثر أهمية، أي الإصابة بمرض شديد، لا تزال حقيقة ثابتة".
واستناداً إلى "مركز موارد فيروس ’كورونا‘" Coronavirus Resource Center التابع لـ "معهد جون هوبكنز" فإن "أكس بي بي" تسبب على الأرجح في ارتفاع ملحوظ في عدد حالات الإصابة بفيروس "كوفيد" في سنغافورة بشكل كبير، وزادها من 4,719 حالة في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى 11,732، أي أكثر من الضعف في اليوم التالي.
ولم يتراجع عدد الإصابات اليومية المبلغ عنه في سنغافورة عن عتبة تسعة آلاف حالة، منذ الـ11 من هذا الشهر. ويعد "أكس بي بي" المتحور الفرعي الطاغي الآن في البلاد، ويشكل بحسب قناة Channel News Asia نحو 54 في المئة من حالات الإصابة المحلية بالعدوى في الفترة الممتدة ما بين الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) و حتى التاسع منه.
وزير الصحة السنغافوري أونج يي كانغ رجح في مؤتمر صحافي أن تبلغ حالات الإصابة الراهنة بفيروس "كوفيد" ذروتها بحلول منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال إن "من المتوقع أن تكون الموجة الراهنة قصيرة وحادة، وأن تسجل البلاد نحو 15 ألف حالة إصابة يومياً في معدل وسطي، بحلول منتصف الشهر المقبل. ورأى أنه في أيام معينة عندما يتم الإبلاغ عن مزيد من الإصابات بالفيروس، يمكن أن يصل عدد الحالات إلى 20 أو 25 ألفاً".
في غضون ذلك، يبدو أن متحور "أكس بي بي" يطغى أكثر فأكثر على دول آسيا، في حين أن متحور "بي كيو 1.1" BQ.1.1 - الذي أشير إليه باعتباره نسيبه، هو الذي يتفشى في أوروبا وبعض الولايات الأميركية.
مجلة "فورتشن" Fortune العلمية، نقلت عن الدكتور إريك توبول أستاذ الطب الجزيئي في مركز "أبحاث سكريبس" Scripps Research ، ومؤسس ومدير معهد "سكريبس ريسيرش ترانسليشونال إنستيتيوت" Scripps Research Translational Institute قوله، إنه "كانت هناك أوقات انتشرت فيها سلالات مختلفة من ’كوفيد‘ في أنحاء مختلفة من العالم، تماماً كمتحور ’غاما‘ Gama في أميركا الجنوبية، و’بيتا‘ Beta في جنوب أفريقيا".
لكنه أوضح أن "الأمر مختلف الآن، لأننا أمام متحورات ذات قدرة قصوى على التهرب من الجهاز المناعي، في أي بلد من العالم، ومن المحتمل أن يكون هناك عدد منها في طور التفشي ونشر العدوى في الوقت نفسه".
يشار أخيراً إلى أن خبراء علميين نبهوا أيضاً إلى أن "مجموعة" من المتحورات الفرعية الجديدة لفيروس "كوفيد"، يمكن أن تتسبب في موجة جديدة من العدوى في مختلف أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية بحلول نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
© The Independent